رئيس التحرير
عصام كامل

سار على درب والده.. قصة "إسلام" شهيد الشهامة بسكك حديد المنيا | فيديو

فيتو

أعدت له الطعام وكانت في انتظاره ولكنه لم يأت لها كما كان يأتيها مسبقا.. الجميع كان على علم بنبأ وفاته إلا هي.. شعرت بأنه حدث له مكروه، بدأ قلبها ينذرها بأن هناك خبرا يحمل بين طياته ألما مُوجعا.. هذا ما حدثَ به قلب والدة شهيد الشهامة «إسلام سيد أحمد عثمان»، ذلك الشباب الذي ضحى من أجل ألا يموت أحد المواطنين دهسًا أسفل عجلات القطار، حيث أنقذ إسلام مواطنا حاول تخطي حاجز السكة الحديد بطريقة غير مشروعة كادت أن تودى بحياة ذلك الشاب فقام بالتوجه إليه ودفعه بعيدا عن القضبان، غير أن القدر لم يمهله ولقي مصرعه أسفل عجلات القطار. 

 

«إسلام سيد أحمد عثمان»، هو الاسم الكامل له، خفير مزلقان معصرة سمالوط، تلك هي مهنته، من مواليد مدينة المنيا، وكما يقولون في الأمثال الشعبية «أكل العيش مر»، فقد أجبرته ظروف مهنته في أن يستقل يوميا مواصلات من مدينة المنيا إلى مركز سمالوط يوميا، بمسافة تقدر بحوالي 30 كيلو مترا.

 

اقرأ أيضا: 

عرض «أبو العلا» ضحية الإهمال الطبي بالمنيا على الطب الشرعي.. الثلاثاء

 

12 ساعة هي عدد ساعات العمل الرسمية التي كان مرتبطا بها «إسلام سيد أحمد عثمان»، فكان يستلم عمله من الساعة الثامنة مساءً حتى الساعة الثامنة صباحا يوميا، ويعود إلى منزل يلتقي مع والدته ويتناول معها وجبة الإفطار معا.

 

زفاف شقيقته كان هو الفرحة الأخيرة التي دبت في قلب إسلام قبل وفاته بأسبوع واحد، ذاك الزفاف الذي كاد أن يُفصل إسلام من عمله بسبب رفض شركة الأمن التي كان تابعا لها التصريح له بإجازة آنذاك، إلا أنه أصر على الحضور وكأنه كان يشعر بأنها الفرحة الأخيرة.

 

«الدبلوم» هو المؤهل التعليمي، الذي حصل عليه «شهيد الشهامة» ثم التحق بالقوات المسلحة لتأدية الخدمة العسكرية، و800 جنيه هي القيمة المادية التي كان يتقاضاها إسلام خلال عمله خفير بالسكة الحديد، ومن خلال ذلك المبلغ كان يعول به إسلام المكونة من شقيق واحد ووالدته، وشقيقة الأكبر أحمد كان متزوجا ولكن ظروف عمله كفني بإحدى شركات وزارة النقل بسوهاج.

 

قلبي اتقطع.. معرفتش امسك نفسي لما سمعت خبر وفاة إسلام.. دخلت في غيبوبة 24 ساعة.. كان حنين.. بيونسني كل يوم وهو بيفطر معايا الصبح، قلبي اتوجع والله ومش هعرف أعيش من غير إسلام.. تلك كانت الكلمات البسيطة التي تلفظت بها «وفاء لطفي عبد الله» والدة إسلام شهيد الشهامة، مطالبة وزارة النقل والمواصلات، بصرف معاش لنجلها الذي توفي وضحى بنفسه لإنقاذ مواطن. 

 

أما شقيقه أحمد الذى يعمل فني بإحدى شركات وزارة النقل بسوهاج فيقول: "إسلام هو شقيقي الأصغر فنحن أسرة مكونة من 4 أفراد أنا الأخ الأكبر ولكني أعمل 20 يوما بمحافظة سوهاج و10 أيام إجازة بالمنيا آتي حتى أطمئن علي والدتي وأشقائي وزوجتي ولي شقيقتان الأولى ياسمين وهي منفصلة عن زوجها وتعول طفل وشقيقتي الصغيرة سارة متزوجة منذ أسبوع فقط".

 

وأضاف: “والدي كان يعمل بالسكة الحديد منذ 20 عاما ملاحظ بلوك بمحطة سكك حديد المنيا وتوفي أثناء عمله وحصل علي إصابة عمل ليأتي شقيقي من بعده بعد 7 سنوات ويموت في السكة الحديد أيضا أثناء عمله”.

 

وناشد أحمد شقيق إسلام والذي يلقب بشهيد الشهامة الرئيس عبد الفتاح السيسي ووزير النقل كامل الوزير أن يحفظ لأسرته حق إسلام والذي مات عندما فدا شاب بعمره.

 

وأشار إلى أن هناك مشكلة أخري وهي أن والدته وشقيقته وابنها مهددان بالطرد من السكن الإداري للعاملين بالسكة الحديد وأصبحوا الآن بلا مأوى ومعاش والدي لا يكفي لإيجار شقة مناشدا الجميع بأن توفر لوالدته شقة.

 

ومن جانبها أصدرت هيئة السكك الحديدية بيانا قالت فيه: ”فقدت هيئة السكة الحديد اليوم أحد أهم مواردها البشرية وقوتها الانضباطية وهو "إسلام سيد أحمد" خفير مزلقان معصرة سمالوط، فبعد أن تم التجهيز الآمن لمرور قطاري رقمي ١٨٥ و ٨٣٢ وتطبيق العاملين للوائح وغلق مزلقان معصرة سمالوط (المطور) وتشغيل أجهزة التنبيه والحماية حاول أحد المواطنين مخالفة ذلك كله والعبور من المزلقان وهو مغلق ومعد لاستقبال القطار رافضًا الاستجابة لأي تنبيهات أو الانتظار لدقائق حرصًا علي سلامته مما عرض حياته للخطر الأمر الذي دفع خفير المزلقان الشاب لإنقاذه ودفع حياته ثمنًا لشجاعته إذ اصطدم به القطار ١٨٥ ودهسه في الحال”.

الجريدة الرسمية