رئيس التحرير
عصام كامل

منتصر عمران يكتب: ردا على التنويريين.. الإسلام لا يهمل العقل ( 2 - 2)

منتصر عمران
منتصر عمران

إتماما لما كتبته في مقال سابق عن عدم إهمال الإسلام للعقل ردا على من يسمون أنفسهم بـ التنويريين أقول: إن الإسلام لا يفرض على القوة العاقلة في الإنسان حالة من الجمود والتعطيل، بل على العكس من ذلك.. إنه يدعو إلى إعمال العقل في كافة الأمور الشرعية وجميع مجالات الحياة المختلفة التي جعلنا الله فيها خلفاء.

ومجال العقل في إعماله في الحياة الدنيا واسع حيث أرشدنا الله عز وجل إلى النظر بتمعن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار.. وفيما خلق الله من شيء مثل قوله تعالى: (أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ {17} وَإِلَى السَّمَاء كَيْفَ رُفِعَتْ {18} وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ {19} وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ {20} فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ {21} لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ {22})(الغاشية).

منتصر عمران يكتب: ردًّا على التنويريين.. الإسلام لا يهمل العقل (1 - 2)

ولكن الإسلام يمنع من أن  يتطاول العقل ليحكم على القواعد الآمرة والناهية التي تحكم السلوك.. أو يحاول أن يجيء من عنده بأسس نظرية يقيم عليها الحكم المعين فإذا انهارت هذه الأسس بقي الحكم معلقاً حتى يصل العقل إلى غيرها.

قال الشيخ ابن عثيمين: كل شيء معلوم بالحس أو بالعقل فإن إنكاره جهل قبيح، ويسمى مثل هذا الإنكار مكابرة. وهذا يرد به على السوفسطائية، وهم الذين ينكرون الحقائق والمحسوسات.

فالذي ينكر ما ثبت بالعقل، فإذا قيل له: كل حادث فلابد له من محدث، قال: لا أسلم بهذا. فنقول له: من القبيح أن تنكر شيئاً معلوماً بالضرورة من العقل، ويعتبر هذا منه مكابرة.

ولذلك فنحن نقول: إن الذين ينكرون المحسوسات جهال، وجهلهم قبيح، والذين ينكرون العقليات التي ليست وهميات أيضاً جهال، وجهلهم قبيح.

وقد قلت: العقليات الصريحة دون الوهميات، لئلا يحتج علينا المعتزلة والأشاعرة والجهمية وغيرهم، الذين سلكوا تحكيم العقل في الأمور الغيبية، حتى في صفات الله، حيث قالوا: لا نقبل إلا ما أملت علينا عقولنا.

فنقول: هذه العقول التي زعمتم وها هي عقول وهمية وخيالات لا أصل لها، لأن العقل الصريح لا يمكن أن يناقض النقل الصحيح من الكتاب والسنة أبداً، وهذه قاعدة مطردة، ومعنى قولنا: العقل الصريح أي الخالص من دائين عظيمين، وهما: الشبهة والشهوة، ولا أعني شهوة الفرج، بل أعني شهوة الإرادة، فالشبهة ألا يكون عنده علم، والشهوة ألا يكون له إرادة صالحة، لأن كل الانحرافات عن الحق لا تخرج عن أحد هذين السببين.

انتهى كلام بن عثيمين في الرد على أهل الكلام سواء في القديم؛ (المعتزلة والأشاعرة).. وفي الحديث من أصحاب الأفكار الملوثة (التنويريين).. وأهل الكلام الذين يريدون إعمال العقل في كل شيء دون أي ضوابط أو أسس أو قواعد شرعية معتبرة.

Advertisements
الجريدة الرسمية