رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

"كورونا" بين التهوين والتهويل.. علماء مصريون يتصدون للفيروس الجديد بأحدث التجارب.. وتفاصيل العمل على لقاح يحمي المصريين

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

في آخر ديسمبر 2019 ظهرت أول حالة لفيروس كورونا الجديد في مدينة ووهان الصينية، وبعدها بدأ الرعب والفزع يسود العالم بأكمله بعد تفشي الوباء في المدينة بصورة سريعة جدا لتصل عدد الحالات المصابة به حتى الآن في مدينة ووهان فقط ما يقارب 17 ألف حالة وأكثر من 400 حالة وفاه تبعًا لإحصائيات أعلنتها منظمة الصحة العالمية.

كورونا في مصر

وبعد أول حالة إصابة في مصر بالفيروس القاتل ساد حالة من التخبط والجدل بشأن التهوين أو التهويل من الفيروس الجديد، فتارة يخرج البعض مؤكدًا أن الفيروس لا يحمل أي خطورة على الشعب المصري، وتارة أخرى يزعمون أنه فيروس قاتل لا يرحم من يصاب به وسهل أن يدخل إلى مصر وأنه ينتقل من شخص إلى آخر بسهولة، لذا كان لا بد من معرفة الحقيقة من علماء وباحثين مصريين متخصصين في علم الفيروسات والأوبئة ليكشفوا لنا حقيقة "كورونا" وخطورته على مصر وشعبها.

سبب الانتشار

وكشف الدكتور جميل سيد جميل أستاذ الفيروسات بقسم الطفيليات وأمراض الحيوان بالمركز القومي للبحوث، سبب انتشار فيروس كورونا الجديد في الصين أكثر من أي دولة أخرى، حيث يوجد في أسواق الطعام في الصين جميع أنواع الحيوانات مجمعة في مكان واحد، وهذا لم يحدث قط في الطبيعة.

كما أن الصينيين لديهم اعتقاد بأن من يأكل الكائنات الغريبة فإنه يجلب لهم الشعور بالسعادة، فتجدهم يأكلون الفئران والصراصير والثعابين والكلاب، ويشربون الدم الساخن، لذا حدث لهم قفز مباشر لفيروس كورونا من الحيوان للإنسان، مؤكدًا أن سلوك الشعب الصيني في الطعام والشراب والتعامل مع الحيوانات هو السبب في تفشي وباء الكورونا لديهم.

وأضاف “جميل” في تصريحات خاصة لـ”فيتو” أن فيروس كورونا كان يسبب البرد العادي ويمر دون أي خطورة حتى ظهر فيروس كورونا الجديد الذي تسبب في حالات الوفاة، لافتًا إلى أن نسبة الوفيات ليست نسبة عالية وتمثل فقط 2% من إجمالي عدد المصابين بفيروس كورونا، مشيرًا إلى أن الإجراءات الصحية والاحترازية المتبعة حاليًا في مصر تمنعه من أن يكون فيروس شديد الخطورة. 

أول حالة

وأكد الدكتور أشرف محمد بركات أستاذ الأمراض المشتركة بالمركز القومي للبحوث أن فيروس كورونا هو فيروس قديم وظهرت أول حالة كورونا في الطيور عام ١٨٩٩م ثم في عام ١٩٥٠ ظهرت أول حالة للكورونا في الحيوانات، وبعدها بنحو ثماني سنوات انتقل الفيروس من الحيوان للإنسان، لكنه كان خاملًا وضعيفًا وحالات الإصابة به ليست قاتلة في الإنسان، وبسبب تركيبته الجينية الكبيرة بدأ يتحور ويطور من نفسه إلى أن وصلنا في الوقت الحالي الفيروس الجديد للكورونا المشهور باسم novel coronavirus.

وأشار الدكتور أحمد الحسيني أستاذ الأمراض الصدرية بكلية طب قصر العيني إلى أن الإعلام يصيب الناس بالهلع من الفيروس، لكن الحقيقة أن الفيروس ليس معديًا بدرجة كبيرة، حيث يجب أن يتعرض الشخص لكميات كبيرة جدًا من الفيروس حتى تحدث الإصابة به، مشيرًا إلى أن الرجال أكثر تعرضًا للإصابة بكورونا أكثر من النساء ومتوسط العمر الأكثر عرضة للإصابة هو ٤٩ عامًا، لافتًا إلى أن المشكلة التي تقع على فيروس كورونا هي صعوبة تشخيصه لأنه يتخذ نفس أعراض البرد العادي لكنه للأسف يكون متسارع الأحداث والمضاعفات، ولكن إذا اتخذ الفرد احتياطات السلامة يمكن أن ينجو منه بسهولة ومنها غسل الأيدي بالصابون باستمرار، وشرب الماء كثيرًا حيث إن الفيروس ينتشر في الأسطح الجافة بسهولة أكثر من المبللة.

وعلى جانب آخر بعثت الدكتورة أمل نجيب مدير إدارة الفيروسات بالإدارة المركزية لمعامل وزارة الصحة، رسالة اطمئنان للمواطنين، لافتة إلى أن هناك بعض المعامل الخاصة نشرت صورًا لنتائج تحاليل تشير إلى ثبوت حالات للإصابة بكورونا في مصر، موضحة أن تلك التحاليل هي لفيروس كورونا القديم الذي ليس منه أي خطورة لكنها تبعد كل البعد عن فيروس كورونا الجديد المنتشر حاليًا في الصين ويسبب الرعب للعالم كله.

هاشتاج فيروس كورونا يتصدر "تويتر" بعد الإعلان عن أول إصابة في مصر

وأوضحت أنه يتم عمل تحاليل تكشف عن وجود الفيروس في حالة الإصابة ببعض الأعراض والشروط ومنها ارتفاع درجة الحرارة بما يتجاوز ٣٨ درجة، ووجود كحة، وأن يكون هناك تعامل مباشر أو غير مباشر مع أشخاص من الصين، لافتة إلى أن أعراض المرض تظهر في مدة لا تتجاوز ١٤ يومًا، ويتم أخذ العينة من خلال مسحة من الأنف والبلعوم.

وأشارت مدير إدارة الفيروسات بالإدارة المركزية لمعامل وزارة الصحة، إلى أنه تم فحص كافة المصريين القادمين من الصين، وتبين أنهم جميعًا غير حاملين للفيروس، وكل النتائج سلبية حتى تلك اللحظة.

تجارب علاج

وكشف الدكتور محمد أحمد علي أستاذ الفيروسات بقسم بحوث المياه والمشرف على مركز التميز للفيروسات بالمركز القومي للبحوث، عن أنه يتم حاليا عمل بعض التجارب بالتعاون مع مركز المصل واللقاح فاكسيرا لإنتاج لقاح جديد يحمي المصريين من فيروس كورونا، لافتًا إلى أنه كان قد تم إنتاج لقاح لفيروس كورونا القديم الذي ظهر عام ٢٠٠٩ لكنه كان مختلفًا عن الفيروس الحالي لذا ينبغي تطويره.

وأشار مدير مركز التميز للفيروسات بالمركز القومي للبحوث، إلى أنه سيتم استخدام لقاح إنفلونزا الطيور H1N1 ولكن بعد تعديله في تجارب على الحيوانات لإنتاج لقاح جديد لكورونا، لافتًا إلى أن التتبع الجيني لفيروس كورونا موجود والفرصة موجودة لإنتاج اللقاح لكن يلزم ذلك التمويل وحرية الحركة.

Advertisements
الجريدة الرسمية