رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

أبناء التليفزيون يرفضون الآكلين على كل الموائد!

من عامين أوثلاثة أعوام تقريبا كان هناك محاولة من الهيئة الوطنية للإعلام لإنقاذ تراجع التليفزيون المصرى، وبسذاجة أو حسن نية تم تقديم أكثر من برنامج جديد أعادوا به بعض الوجوه القديمة أو محاولة لفت النظر بالاستعانة بأحدى الفنانات صاحبة خفة الظل، وكتبت فى هذا المكان أنها محاولة لن يكتب لها النجاح..

 

لأن التليفزيون ليس مجرد برنامج أو مقدم برنامج مشهور أوفنانة يحبها الجمهور، وفشلت المحاولة فشلا ذريعا ولم تحقق شيئا، سوى الصرف بسخاء على البرامج الفاشلة، ونفس السيناريو يتكرر بشكل آخر هذه الأيام بشكل أكثر سوءا، السؤال يحيرنى بالرغم من أنه بديهى، هل من فى يده القرار لديه الإمكانيات التى تجعله يقيم ويدرس وأيضا يبدع فى خلق الحلول للمشكلة الحالية؟ هل قام بدراسة التجربة السابقة الفاشلة وتوابعها السلبية داخل مبنى التليفزيون بين العاملين؟

 

والشىء بالشىء يذكر ففى نكسة يونية 1967 فقد المواطن الثقة تماما فى أجهزته الإعلامية سواء الصحافة أو التليفزيون أو الإذاعة والسبب معروف للجميع، وهو حالة الادعاء والكذب أيام الحرب على المواطن، حتى اعتقد المواطن أننا على مشارف تل أبيب والواقع أن الكيان الصهيونى كان على الشط الشرقى لقناة السويس..

 

اقرأ أيضا: البطل "فؤاد نصر" شهيد لا يعرفه أحد!

 

لا أتخيل أن فقدان الثقة بالإعلام المصرى حدث مثلما حدث فى هذا التوقيت الصعب على الوطن العربى وليس مصر فقط، فكيف استعاد هذا الإعلام الثقة من المواطن لدرجة أنه وصل إلى أنه كان يعتبرما دون الإعلام المصرى كذبا أو تضليلا ؟ هو الصدق! نعم الصدق والأمانة فى نقل الحدث، وعدم المبالغة، كان الجيش المصرى يخوض أعنف المعارك فى حرب الاستنزاف وكان الإعلام ينقل بصدق والقليل من عمليات قواتنا..

 

لم تبالغ فى أن الامور 100 % ولكن طالبت بالانتباه إلى أنه لا صوت يعلو فوق صوت المعركة، وتفاعل الشعب مع شعارات الدولة التى لم يتوقف البناء واستكمل الجيش استعداده للثآر من نكسة يونية 67، لهذا عندما اعلن فى السادس من اكتوبر 73 عبور الجيش المصرى للقناة وفى طريقه لتحرير الأرض، صدق الجميع وهلل ولم يشك لحظة فى إعلامه برغم أن الحرب بدأت بدون وجود كاميرا تليفزيونية واحدة للتصوير إمعانا فى سرية خطة الحرب، لم يفكر وقتها الاستعانة بخبراء من خارج مبنى الإذاعة والتليفزيون، بل اعتمد على أبنائه ورؤية الدولة من أهمية استعادة ثقة المواطن التى لولاها ما كان الجيش أو الدولة فى مواجهة العدو الصهيونى.

 

منذ أيام كنت فى زيارة للصديق عادل العبساوى رئيس الإدارة المركزية للإنتاج المتميز فى التليفزيون، وانتقدت أداء التليفزيون المصرى، وأدهشنى دفاعه المستميت عن التليفزيون وأنه يضم الكفاءات وسيظل بالرغم من كل المحاولات صامدا لكل محاولات كسره، رافضا أن يكون تطوير التليفزيون من خارجه!

 

اقرأ أيضا: التليفزيون المصرى دليل على تراجع الثقافة والصحة

 

نفس الكلمات أكدها فى حفل الاحتفاء بفيلم "المتاهة" الذى حقق المركز الأول فى مسابقة فى ايطاليا متفوقا على ستة عشر دولة، وأضاف فى الاحتفال الذى حضره الكثير من قيادات الإعلام السابقين والحاليين ووسائل إعلامية عديدة قائلا: التليفزيون المصرى موجود بأبنائه ومن يدعى غير ذلك فهو لا يعرف شيئا، ‘حنا التليفزيون المصرى وليس غيرنا!

 

وكانت الإعلامية هالة أبوعلم قد شنت هجوما على الإعلان الخاص بعدد من البرامج سيتم تدشينها بادعاء تطوير التليفزيون، وهذا الإعلان يقول: إحنا التليفزيون المصرى! وقوبل هذا بالرفض والاستجهان، خاصة من يقود الفريق القادم بالباراشوت على شاشة عمرها الان ستون عاما، تاريخه معروف، تعاون مع كل العصور وتنقل من قناة لأخرى لمن يدفع أكثر، ولا أدرى هل يعلم أصحاب قرار استجلاب هؤلاء وفرق إعدادهم بتاريخهم أصاب أبناء التليفزيون بخيبة أمل أم لا؟

 

اقرأ أيضا: غزل المحلة من انفتاح "السادات" إلى خصخصة "مبارك"!

 

إننى سعيد بغيرة أبناء التليفزيون على تاريخ وعطاء ماسبيرو طوال الستين عاما، ساهم فى بناء وتكوين أجيال، كان له الريادة، كان مصنعا يصدر الكفاءات لكل الأقطار العربية بلا استثناء، سعيد لدفاع أبناء التليفزيون عنه  فى مواجهة الآكلين على كل الموائد!

 

إذا كانت هالة ابوعلم وعادل العبساوى يقولون إنهم أبناء التليفزيون فنحن أيضا أبناء التليفزيون نغير عليه ونخشى سقوطه فى إيدى عصابات المال والعهر الإعلامى، ولابد أن نعترف أن التسلل إلى التليفزيون بدأ عندما تم تقديم الشاشة برامج من إنتاج الغير مثل البيت بيتك ومصر النهارده بإعداد وضيوف تخدم صاحب المال، وتسليم قناة النيل للرياضة لإعلانات الأهرام تأتى بالمقدمين والضيوف حسب مصالحها، وبالرغم من هذا فإن إصلاح التليفزيون لن يتم إلا من خلال أبنائه الغيوريين وأولى خطوات الإصلاح الصدق مدعوما برؤية وطنية للدولة للدور الكبير الذى يلعبه هذا الجهاز المهم والخطير.. وتحيا مصر .  

Advertisements
الجريدة الرسمية