رئيس التحرير
عصام كامل

الجريمة في مصر وخيانة المجتمع!

أكثر من جريمة أو حادثة وقعت في مصر نطالب معها وبعدها بأن تتقدم جهات الاختصاص من مراكز البحوث الاجتماعية، وجمعيات الطب النفسي وأساتذة علم النفس وكافة المتخصصين ممن يتصل عملهم بالموضوع تحديدا بشكل الجريمة الاجتماعية والجنائية لتحليل ما جرى، وفهم أبعادها ووضع حلول لما حدث، حتى لا تتكرر مرة أخرى، ولكن شيئا من ذلك لا يتم وكأن لا أحد يرى ما يجرى بل وكأن لا أحد يعنيه الأمر من الأصل!

 

في الفترة الأخيرة زادت جرائم القتل العائلية وربما يقول البعض إن هذه الجرائم موجودة في كل العهود والعصور وهذا صحيح شكلا، لكن توقف عند حجم الجرائم وعددها الذي بلغ حدا مفزعا، فضلا عن شكل الجريمة الذي تطور إلى الأسوأ والأخطر.

 

اقرأ أيضا: خطيب الصعيد وهتك الأعراض!

 

فالزوج يقتل زوجته والزوجة تذبح زوجها بل وتقتل أولادها لأسباب كان من المستحيل تصورها من قبل! أما حوادث قتل الآباء لأولادهم والتخلص منهم أصبحت ظاهرة في الفترة الأخيرة!

 

نعلم أن بنية المجتمع المصري تغيرت كثيرا السنوات السابقة وذهبت إلى التفكيك شبه الكامل، بعد هيمنة قيم السوق منذ الانفتاح الاقتصادي منتصف السبعينيات الذي حول المجتمع إلى غابة يتصارع فيها كل فئات المجتمع، والذي هاجرت شرائح منه بحث عن الرزق في الخارج فعادت هي أيضا بقيم مختلفة تماما عن قيم المجتمع المصري الأصيلة، ففاقمت الأزمة، والتي جسدتها السينما المصرية في عدد من أهم أفلامها، لكن لم يكن يتوقع أحد أن تتحول السينما إلى واقع وواقع مؤلم ومؤسف!

 

الآن.. ما الحل؟ ما العمل؟! السؤال للمتخصصين ممن تقاعسوا خلال السنوات الماضية من القيام بدورهم في خيانة علنية وعمدية لمجتمعهم!

الجريدة الرسمية