رئيس التحرير
عصام كامل

حكاية تأديب نائب وزير التربية والتعليم

آثار قرار تعيين الدكتور رضا حجازي، رئيس قطاع التعليم العام نائبًا لوزير التربية والتعليم ردود أفعال غاضبة بسبب سبق أدانته ومجازاته بعقوبة "اللوم"، وهي لمن لا يعلم عقوبة شديدة إذا صدرت بحق أحد شاغلي الدرجات الوظيفية القيادية، وذلك لارتكابه مخالفات إدارية جسيمة.

 

وكانت المحكمة التأديبية العليا بمجلس الدولة أصدرت حكمها في القضية رقم 261 لسنة 60 قضائية بجلسة 26 يونية 2019 بمعاقبة رضا حجازي، نائب وزير التربية والتعليم خلال فترة شغله وظيفة رئيس قطاع التعليم العام بوزارة التربية والتعليم، بسبب سفريات ألمانيا وإيطاليا، وثبوت ارتكابه وقائع مخالفة للقواعد والتعليمات المنصوص عليها في القوانين واللوائح.

 

اقرأ أيضا : هل «شرف فتح الباب».. شريف؟

 

أستندت المحكمة إلى تحقيقات النيابة الإدارية التي أكدت أن رضا السيد حجازي، رئيس قطاع التعليم العام، بوزارة التربية والتعليم وافق على ترشيح نعيمة علي عبد العزيز، مستشارة اللغة الألمانية بالوزارة للسفر إلى ألمانيا لحضور منتدى السياسة التعليمية والثقافية والتربوية للخارجية الألمانية في برلين، وذلك رغم سفرها إلى إيطاليا لحضور الإشراف على امتحانات أبنائنا في الخارج، مما ترتب عليه تعارض المأموريتين المكلفة بهما لكونهما في ذات الفترة والتوقيت وبالتالي عدم سفرها لحضور المنتدى بألمانيا.

 

اقرأ أيضا: هل ينجح وزيرا الصحة والتعليم في اختبار كورونا؟

 

وأوراق القضية أكدت أن جيهان محمد بدوي، مسؤولة الشئون الإدارية بالإدارة العامة للعلاقات الثقافية بوزارة التربية والتعليم تقاعست عن تسليم المذكرة الواردة إلى الإدارة التي تعمل بها بشأن ترشيح نعيمة على عبد العزيز للسفر إلى ألمانيا إلى شعبان سعد علام، مدير إدارة المنظمات الدولية بالإدارة العامة للعلاقات الثقافية رغم استلامها تلك المذكرة مما ترتب عليه عدم قيامه باتخاذ الإجراءات القانونية بشأن تلك المذكرة، استلمت المذكرة رغم عدم اختصاصها بذلك، حيث تسبب ذلك عدم العرض على مدير الشئون الإدارية أو مدير عام الإدارة العامة للعلاقات الثقافية بوزارة التربية والتعليم.

 

اقرأ أيضا: نداء إلى الرئيس.. حاكموني أو حاكموهم

 

وتضمنت المستندات وقائمة أدلة الثبوت صورة ضوئية من خطاب سفارة جمهورية ألمانيا الاتحادية بالقاهرة إلى وزير التربية والتعليم المتضمن طلب ترشيح ممثل عن الوزارة لحضور منتدى السياسة الثقافية والتربية التي تنظمها وزارة الخارجية الألمانية بمدينة برلين خلال الفترة من 12 إلى 15 أبريل 2016، وصورة من مذكرة المتهم الأول موجهة للوزير بشأن إبداء الموافقة على مشاركة نعيمة علي عبد العزيز لحضور المنتدى، وتضمنت تلك المذكرة أيضًا تكليف "نعيمة" للإشراف على امتحانات الطلاب المصريين في الخارج خلال الفترة من 31 مارس حتى 13 أبريل 2016

 

اقرأ ايضا: بلاغ مفتوح إلى رئيس هيئة النيابة الإدارية (2)

 

كما أرفق خطابا آخر صادرا عن وزارة الخارجية المصرية موجها إلى رئيس قطاع مكتب وزير التربية والتعليم يتضمن ما تمت مناقشته في منتدى السياسة الثقافية والتربية التي تنظمها وزارة الخارجية الألمانية بمدينة برلين، وانتهى الخطاب إلى عدم ملائمة غياب المشاركة المصرية الرسمية في المنتدى رغم إفادتها بتلبية ممثل عن وزارة التربية والتعليم الدعوى، خاصة أن مصر في حاجة شديدة إلى تطوير التعليم الفني.

 

اقرأ أيضا: حكاية قانون الطفل مع وزير التربية والتعليم

 

وبسؤال نعيمة علي عبد العزيز، مستشار اللغة الألمانية واللغات الأجنبية غير الإنجليزية بوزارة التربية والتعليم ومواجهتها أمام النيابة الإدارية بأنها تقاعست عن تنفيذ القرار الوزاري بالموافقة على سفرها لحضور فعاليات منتدى السياسة الثقافية والتربية التي تنظمها وزارة الخارجية الألمانية خلال الفترة من 12 إلى 15 أبريل 2016، على أن يكون الذهاب من إيطاليا إلى ألمانيا مما ترتب عليه عدم حضور المنتدى ببرلين وعدم تمثيل مصر في هذا المنتدى، أنكرت ما نسب إليها وأنها لا تعلم رسميًا بالقرار إلا في 13 أبريل 2016، وأن المسئول عن ذلك هو رضا حجازي، الذي كان لديه علم بسفرها إلى إيطاليا بصفته رئيس قطاع التعليم العام، وامتحانات الطلاب المصريين في الخارج تحت رئاسته.

 

اقرأ أيضا: بلاغ مفتوح إلى رئيس هيئة النيابة الإدارية (1)

 

وقالت إلهام أحمد إبراهيم، رئيسة الإدارة المركزية للخدمات المركزية، في تحقيقات النيابة الإدارية عدم صحة ما جاء بأقوال  رضا حجازي، في التحقيقات لأنه المسئول عن هذه الترشيحات ومتابعتها، وأضافت أنه المسئول أيضًا عن وجود تعارض في المأموريات لعلمه أن "نعيمة" مكلفة بالسفر لإيطاليا لأنه من يدير امتحانات أبنائنا في الخارج بحكم وظيفته رئيس قطاع التعليم العام.

 

وختاما نتساءل.. هل يمكن أن ينصلح حال التعليم في ظل استمرار طارق شوقي وزيرا للتربية والتعليم، ورضا حجازي نائبًا له؟، وهل تفلح جهود تطوير العملية التعليمية بقيادات على هذه الشاكلة؟، نترك الإجابة لفطنتكم.. وللحديث بقية

 

الجريدة الرسمية