رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

تخاريف كورونا!

منذ أن أعلنت الصين عن ظهور فيروس كورونا فى أحد مدنها انتشرت مع هذا الفيروس بعض التخاريف العجيبة التى تجاهل أصحابها أن هذا الفيروس أصاب الآلاف من الصينيين، وأنه أدى إلى وفاة ما يزيد علي ٥٠٠ شخص حتى أمس، والعدد قابل للزيادة، فضلا عى انتقال عدواه إلى ما يزيد على عشرين دولة، فضلا عن إعلان منظمة الصحة العالمية حالة الطوارئ لحصار هذا المرض، وانشغال جهات عالمية عديدة فى البحث عن علاج ناجح له ومصل للوقاية منه.

 

فور انتشار أنباء سقوط ضحايا فى الصين بسبب هذا الفيروس انتفض بعض المتطرفين دينيا ليدعوا أن ذلك انتقام من الله للصين لاضطهادها المسلمين فيها، وكان الله عز وجل قد أوحى لهؤلاء مثلما أوحى للرسل والأنبياء.. وعلى الجانب الآخر سارع بعض من يدعون أنهم خبراء فى السياسة ولعبة الأمم ليدعو أن هذا الفيروس تم تصنيعه فى معامل أمريكية وأن أمريكا استخدمته ضد الصين للنيل منها وكبح جماح نمو اقتصادها الذى يحتل الآن المرتبة الثانية عالميا، وكان يتأهب  للزحف إلى المقدمة واحتلال المرتبة الأولى بعد إزاحته للخلف..

 

اقرأ أيضا : ووهان وأدلب!

 

وتجاهل هؤلاء أن هذا الفيروس غزا أمريكا ذاتها، وأصاب عددا من الأمريكيين، ولم تستطع أمريكا حماية مواطنيها منه.

 

أما الآن فإن آخر تخاريف كورونا التى انتشرت على بعض مواقع التواصل الاجتماعى فهى تقول إن هذا الفيروس مجرد خدعة صينية لأمريكا والغرب أثار خلالها الصينيون فزع المستثمرين الأجانب، خاصة الأمريكيين فيها، وتحديدا فى الصناعات التكنولوجيا حتى  يتركوا المشروعات التى يعملون فيها داخل الصين ليستأثر بها كلها الصينيون.. وكأن ضحايا هذا الفيروس ليس حقيقيا، أو كأن الصين قدمت لحبك خدعتها هذه قربانا من أبنائها!..

 

واقرأ أيضا: كورونا والبترول!

 

والأهم أن هؤلاء تجاهلوا هم ومن صدقوا تخاريفهم أن الاقتصاد الصينى كان أول وأكبر المتضررين بظهور وانتشار فيروس كورونا، وتمثل ذلك فى تراجع السائحين الأجانب  للصين، وتراجع الصادرات الصينية للخارج، بل وتباطؤ الإنتاج بل وتوقفه تماما فى بعض مناطق الصين، بسبب عمليات العزل والحجر الطبى الصارمة التى قامت بها السلطات الصينية.

وصدق من قال أصحاب العقول فى راحة.  

Advertisements
الجريدة الرسمية