رئيس التحرير
عصام كامل

فروق شاسعة!

بكل الصدق كان الإعلام المصري في الثلاث سنوات التي تلت أحداث 25 يناير غارقا في الفشل حتى أذنيه صار بليداً سخيفاً في برامجه وتافه في اختيار قضاياه وبطيئاً في نقل الأحداث..

 

إعلام النميمية وتسطيح العقول ونشر الوهم.. الإعلام الذي يدس السم في العسل ويزرع الشك في النفوس ويثير العواصف في الوقت الذي ليست فيه عواصف.. إعلام نصب من نفسه في ذلك الوقت النيابة والقضاء.. إعلام لوث عقول البسطاء بواسطة هؤلاء الذين لا نعرف لهم هوية محددة أو انتماء معين..

 

لقد فقد الشارع المصري انضباطه وساءت أخلاقه بفضل الثقافة المنحطة التي بثها إعلام الإعلانات في هذا الوقت وأصحاب القنوات الذين هم "رجال أعمال" كان لهم مصالح مختلفة من وراء إنشائها وكانت مصالحهم الخاصة تسبق مصلحة الوطن.. بصراحة كان إعلام هدم وتغييب للوعي وليس أبداً إعلام بناء وتنوير .

 

اقرأ ايضا : فضاء مباح.. ولكن!

 

 لقد كانت هناك فروق شاسعة بين إعلامنا أيام نصر أكتوبر الذي صنع وعي شعبي ورأي عام ناضج افتقدناه للأسف بعد أحداث يناير وما وقع في اعقابها كان - كما قال الرئيس السيسي - علاجاً خاطئاً لتشخيص خاطئ، استغله البعض ليقدم للمصريين صورة مزيفة لولا عناية الله وانحياز الجيش للشعب الذي خرجت ملايينه للشوارع لإزاحة جماعة الإخوان عن حكم مصر وإلا كانت الدولة سقطت في براثن الفوضى والتفكك والضعف والانهيار .

 

ومما لا شك فيه أن خداع المصريين بوعي زائف في ذلك الوقت أحدث تفرقاً وأنقساماً واستقطاباً وضرب الانفلات كل شيئ، بدءاً  بالأمن وانتهاءً بالغلاء والاحتكار والتربح الذي أضر بالمجتمع كله ويدفع الجميع ثمنه غالياً حتى اليوم.

 

كنا نرجوا لو أن إعلامنا وأجهزة الدولة ومؤسساتها المعنية بصناعة العقل والفكر والوجدان وقبلها الأسرة نهضت بأدوارها المرجوة لإجهاض مخططات إفشال الدولة وتفكيكها وتدميرها بأيدي بعض بنيها ممن وقعوا فريسة للشائعات..

 

اقرأ ايضا: أخطر من الجواسيس

 

فهل قامت تلك الأجهزة بدورها في تلك الفترة في تحصين الوعي الشعبي من الدسائس والفتن وسيل الأكاذيب وحملات التشويه المغرضة خاصة أن الحروب تغير شكلها وتبدلت وسائلها واساليبها حتى وصلت لحروب الجيلين الرابع والخامس التي تعتمد على الإعلام الإلكتروني ومواقع التواصل الاجتماعي لإثارة الفتن والقلائل والاضطرابات وهدم الدول .

 

 

الجريدة الرسمية