رئيس التحرير
عصام كامل

فنانات بدرجة محاربات.. نادية لطفي تتطوع في حرب أكتوبر.. تحية كاريوكا تُهرب أسلحة للجنود.. وفاتن حمامة ضمن القائمة (صور)

ناديه لطفي
ناديه لطفي

نادية لطفي واحدة من أشهر الممثلات المصريات، رحلت اليوم عن عالمنا عن عمر يناهز الـ83 عاما بعد صراع مع المرض، وتركت تاريخا حافلا بالأعمال الفنية والبطولات الوطنية، وأنها من أكثر الفنانات اللاتي يشتهرن بمواقفهن السياسية المختلفة وأهمها دورها في حرب 6 أكتوبر وفضحها لجرائم الاحتلال الإسرائيلي خلال حصار بيروت، مما جعلها تتربع علي عرش القلوب، رغم ابتعادها عن التمثيل منذ قدمت أخر أعمالها الفنية عام 1993 “مسلسل ناس ولاد ناس” بالتليفزيون، وفيلم الأب الشرعى فى السينما عام 1988.

نادية لطفي ليست مجرد فنانة كانت لها الفضل في نجاح معظم أفلام الزمن الجميل، حيث أن عدد كبير من أفلامها تم تصنيفه فى قائمة أعظم 100 فيلم فى السينما ومنها “المومياء، الناصر صلاح الدين، الخطايا، أبى فوق الشجرة، المستحيل، السمان والخريف.. وغيرها”، ولكنها نموذج نضال وبطولة وكفاح ومحاربة باهرة.

بعد رحيلها.. 5 معلومات عن الفنانة نادية لطفي

تحمل نادية لطفى كثيرا من صفات الجندى المحارب، الذى لا يعرف الاستسلام، ربما منحها تاريخها الوطنى ووقوفها إلى جوار الجنود على الجبهة فى حرب الاستنزاف وخلال حرب أكتوبر المزيد من القوة والقدرة على المقاومة والنظر إلى الفن على أنه نوع من الجهاد والكفاح فى مواجهة التردى والقبح.

فالجميلة الرقيقة اكتسبت كثيرا من صفات الجنود حين كانت تنظم زيارات خلال حرب الاستنزاف جمعت فيها الفنانين والأدباء ومنهم فطين عبدالوهاب وفؤاد المهندس وجورج سيدهم، ونجيب محفوظ ويوسف السباعى ويوسف إدريس، وتعلمت كيف تروض الألم حين جمعت شهادات الأبطال المصابين فى حرب أكتوبر خلال فيلم “جيوش الشمس” مع المخرج شادى عبدالسلام، وهو فيلم تسجيلى  يحتوى على مشاهد حقيقية من أحداث حرب أكتوبر 1973 ، وسجلت خلاله النجمة المناضلة شهادات الجنود المصابين والجرحى عن الحرب داخل مستشفى قصر العينى.  

ثنائيات نادية لطفي الفنية مع "جانات" الزمن الجميل.. أبرزهم رشدي أباظة وأحمد مظهر

 

لم تكتفي الفنانة الراحلة بذلك فقد كانت ضمن فريق المتطوعات في أعمال التمريض بمستشفى المعادي العسكري خلال حرب أكتوبر 73، حتى أنها شاركت في أعمال التنظيف، ومسح أرضية المستشفى التي كانت تمرض الجرحى بها، واعتادت نادية لطفى أن تهزم الخوف عندما اخترقت الحصار الإسرائيلى لبيروت عام 1982، وقالت وقتها: “مستعدة “أدخل فى حيطان ونار مش بس حصار”، ولخصت نادية لطفى نظرتها للسينما والفن فى حوار صحفي قائلة: “الفن لا يقل تأثيرا وفعالية عن الجيش، فكما يوجد قوات مسلحة حربية، يعتبر الفن قوات مسلحة إنسانية واجتماعية”.

 

 

وبسبب مواقفها قال عنها الشاعر الفلسطينى عز الدين المناصرة: كانت نادية لطفى امرأة شجاعة عندما زارتنا خلال حصار بيروت عام 1982، وبقيت طيلة الحصار حتى خرجت معنا فى سفينة شمس المتوسط اليونانية إلى ميناء طرطوس السورى.

كانت الفنانة نادية لطفي ضمن قائمة كبيرة من فنانات لم يبخلوا بأي جهد للمساعدة في حرب اكتوبر وتحقيق المزيد من الانتصارات، فقد خلعت فنانات فساتين الفن وارتدين ملابس التمريض، تطوعت فنانات مصريات في الهلال الأحمر، وابرزهن: فاتن حمامة، وتحية كاريوكا، وهالة فاخر، كما ذكر في مجلة الكواكب لعام 1973.

 

 

تحية كاريوكا 

الفنانة الكبيرة تحية كاريوكا عرف عنها نضالها وجراءتها في أوقات الحروب، فبعد شهرتها وقبل قيام ثورة يوليو 1952 ساعدت كاريوكا الفدائيين على مقاومة الاحتلال الإنجليزى، وقامت بتهريب الأسلحة لهم فى سيارتها إلى الإسماعيلية.     كما ساعدت كاريوكا السادات على الهرب وخبأته فى مزرعة أقاربها بالإسماعيلية، وبعد ثورة 1952 شاركت كاريوكا فى جمع التبرعات، ولكن رغم مواقفها البطولية تعرضت كاريوكا للسجن عام 1953 ووجهت لها تهمة الترويج لمبادئ هدامة وتوزيع منشورات تم العثور عليها فى شقتها، وقضت كاريوكا ما يقرب من 100 يوم فى السجن.  

وفاة الفنانة نادية لطفي عن عمر يناهز الـ83 عامًا

وتم الإفراج عن تحية كاريوكا بعد اعتراف زوجها مصطفى كمال صدقى أحد الضباط الأحرار الذى انشق عليهم، بأنها لم تكن تعلم شيئا عن المنشورات، وبعد خروجها جمعت التبرعات للمجهود الحربى وتبرعت بمجوهراتها، كما جمعت التبرعات للجيش بعد نكسة يونيو 1967، وكان لها دور بارز فى حرب أكتوبر، سواء فى جمع التبرعات أو مع الهلال الأحمر وفى مستشفى قصر العينى، حيث أقامت لشهور بعنبر 21 لخدمة الجرحى والمصابين.

 

 

فاتن حمامة وهالة فاخر

وأيضا الفنانات فاتن حمامة وهالة فاخر لم يبخلن بأي جهد ورأوا أن دورهم وقتها لا يقتصر على تقديم الفن خلف الشاشات فقط، فقاموا بالتعاون مع أعضاء جمعية الهلال الأحمر بالعمل كممرضات وزيارة أبطال الحرب في أكثر من مستشفى، منهم المصاب ومنهم من كان في حالة حرجة، فكانت زيارتهم كمحاولة للتخفيف عنهم ومساندتهم.

 

 

قمن أيضا بزيارة أسر وعائلات الشهداء، وكانت فكرة التطوع نابعة منهن في البداية، وبعدها أعلنت أكثر من فنانة التطوع في تقديم أعمال خيرية خلال فترة الحرب.

 
 
الجريدة الرسمية