رئيس التحرير
عصام كامل

بعد وفاته على المنبر.. "أبو العزم" معلم الأجيال عرف بـ"بكفالة الأرامل والأيتام" | فيديو وصور

الشيخ أبو العزم طه
الشيخ أبو العزم طه

"إن العزيمة هي ما وكل للقلب على توحيد الله عز وجل، وسميت عقيدة لأنها أشبه ما تكون بعقدة متينة لا تنفك ولا تنحل، فإذا ما استقر في القلب أنه لا إله إلا الله"، كانت هي آخر كلمات قالها الشيخ "أبو العزم طه"، أثناء إلقاء خطبة الجمعة عن "التوحيد"، ليتوفى بعدها معلم الأجيال على "منبر" مسجد الحبيب بمنطقة الوراق، ليسقط في محاولة لإفاقة من المصلين، إلا أنها كانت اللحظات الأخيرة في حياته.

 

 

الحزن يسيطر على تلامذته وكل من عرفه، والفرح يأتي للجميع أيضاً، لحسن خاتمته وتكريمه في مسواه الأخير، بعد رحلة طويلة من العطاء على "المنابر" استمرت 40 عاماً، أصبح فيها الشيخ "أبو العزم"، أيقونه لم تتكرر من قبل.

 

 

 

"كان يحب الجميع ولسانه لا يحمل إلا كل طيب للصغير والكبير، ودائماً كان يسعى لحل المشاكل وهو ما جعله محبوبا لكل من حوله"، وصف أحد المشايخ المقربين لـ"أبو العزم"، جنازته بعرس لم يره من قبل، بعد أن شيع جثمانه المسيحيون بجانب المسلمين من مسجد الحبيب، وهو أمر لم يكن غريب على الإطلاق لأنه كانت تربطه علاقه طيبة بهم وحلقه وصله فى كل الأمور. 

 

وقال "أبو البراء الأزهري"، أحد الدعاة: "من يرى مولانا أبو العزم، يعرف جيداً مسؤليته الكبيرة الذى عاش عليها طوال حياته من أجل مراعاه "الأرامل والأيتام"، والسعي لمساعدتهم من خلال رئاسته  للجنة الجمعية الشرعية بإمبابة"

"روحه على كفه".. رحلة الموت للمضيف الجوي المتجه إلى الصين

وتابع "علمته شيخا فاضلا صالحا محبا للخير تاليا لكتاب الله بصوت جهوري خاشع ساعيا لقضاء حوائج المكروبين لا سيما الأيتام والفقراء والمساكين"

 

 

أما عن الساعات الأخيرة في حياته، فكانت مثل كل جمعة، يقضيها بالصلاة من الرابعة ليلاً  للقيام، وحتي صلاة الفجر، ثم العودة إلى منزله للجلوس مع أسرته، والحديث معهم في أمورهم، حثبما قال أحد المقربين من أفراد أسرته.

 

 

وقال أحد أصدقاء أولاده، إن "أبو العزم"، لم يكن يعاني من أي أمراض، ولم يشتكِ من أي وعكة صحية، وكل مافعله في ذلك اليوم هو ارتداء ثيابه والاغتسال ثم الذهاب إلى مسجد الحبيب المقرب من منزله.

 

 

عقب رحلة تشييع الجثمان والدفن الذي حضرها ما يقرب من 100 ألف فرد، الحديث لم يتوقف عن "أبو العزم" الذي رحل بهدوء مثلما عاش وسط سكان منطقته بالوراق، فالجيران لم يصدقوا وفاته، حتى الآن، فهناك من يعيش في الحديث الذي دار بينه وبين الشيخ قبل الوفاة بأيام قليلة.

 

 

"اوعى تاكل حق حد واعقلها واحسبها كما قال الله هتعيش مرتاح"، هكذا كانت آخر الكلمات التي قالها "أبو العزم"، لمحمد عبد الستار الشاب الثلاثيني،عند سؤاله عن الميراث الذي تركه والده لأشقائه، ليفسر له الأمر ببساطة كما قال، بجانب جرعة التفاؤل والراحة النفسية عند الحديث معه "اتكلمت مع الشيخ أبو العزم أقل من ربع ساعة في المسجد عشان أسأله عن الميراث اللي سابه أبويا ليا أنا وأخواتي، ووقتها حسيت براحة من أسلوبه في الكلام والبساطة اللي بيتكلم بيها وتسهيل الأمور بالحلال”. 

الجريدة الرسمية