رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

مياه البحر تغرق المنازل والزراعات.. والمحليات: "المشكلة فوق قدراتنا".. كارثة تضرب 16 قرية في كفر الشيخ والأهالي يستغيثون

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

يعاني أهالي قرى بر بحري والبالغ عددها 16 قرية تابعة لمركز البرلس بكفر الشيخ، من إغراق مياه البحر لأراضيهم الزراعية، وارتفاع منسوب بحيرة البرلس، ووصول المياه لبعض الشوارع القريبة، وسط تجاهل المسئولين لشكواهم المستمرة بإنشاء مصدات للمياه على شواطئ البحر الأبيض المتوسط، لكي لا تغرق الأراضي ويخسرون المحاصيل مثلما يحدث كل عام.

غرق الأفدنة

محفوظ الكردي، أحد أهالي قرية الحنفي الكبري، إحدى القرى المتضررة، قال: إن عشرات الأفدنة المزروعة بمحصول الطماطم والبطيخ غرقت بالكامل في فيضان البحر الأخير، ولم يقف الأمر عند ذلك الحد، ولكن بيوت الأهالي هي الأخرى غرقت، وهو ما تسبب في خسائر فادحة للمزارعين.

"الكردي" أكد أن الحل الوحيد لتلك المشكلة هو قيام المسئولين بعمل صدادات لحماية الحقول والبيوت من مياه فيضانات البحر، مطالبًا محافظ كفر الشيخ، بزيارة المناطق المتضررة خلال فصل الشتاء وأن يرى بنفسه الخراب الذي يعيشون فيه.

وأشار إلى أن ما يقرب من ١٦ قرية تغرق في مياه الأمطار كل عام ولا أحد يحرك ساكنًا، مثل قرى الشامي وعماد وأولاد صلاح والعاقولي وشهاب الدين والحنفي الكبرى وقضاعة الشرقية وقضاعة والغربية والجماصة والمقصبة ومسطروة وأبو عامر وبر بحري وأرض حلاوة.

المسئولين

ومن جانبه قال عبد العزيز عبد الله، أحد الأهالي المتضررين: لا نعلم كيفية التواصل مع أي مسئول بالمحافظة، حتى الوحدة المحلية بتقولنا "هنعملكوا إيه.. حل المشكلة خارج قدرتنا"، وأشار إلى أن منسوب البحر يرتفع في فصل الشتاء كل عام بشكل أكبر عن العام السابق، مما أعاق السير وأدى إلى شلل تام في الحياة اليومية، فضلًا عن عدم وجود منظومة لتصريف هذه المياه والتي تغرق المركز بكامله كل عام.

وأضاف، عبد الله محمد، أحد المتضررين، أن أغلب أهالي القرى يعملون في الزراعة، وما يحدث خراب بيوت فعليًا، مشيرًا إلى أن المشكلة لا تكمن في مياه البحر المتكررة كل عام، بل تكمن في الإهمال الدائم لقرى بر بحري حيث لا يوجد سوى وحدة صحية واحدة تخدم ما يزيد على الـ60 ألف نسمة، مقرها داخل شقة سكنية صغيرة، نظرًا لأن الوحدة الصحية القديمة آيلة للسقوط، واللي بيتعب عندنا إما أن يذهب لمستشفى برج البرلس أو يموت، والمضحك أن صاحب الوحدة السكنية المأجرة للوحدة الصحية، كل شهر بيطرد الوحدة الصحية لأنه يريد تزويج أخيه في الشقة، علما بأن الأهالي هم من يدفعون إيجار الوحدة الصحية.

تدمير الزراعة 

تضيف، منى عبده، أحد أهالي قرية الحنفي التابعة لبر بحري، قائلة: "الشتوية الأخيرة دمرت ما بقي من زراعات لدينا، وعايزة أعرف المحافظ بيعمل إيه؟ والمسئولين في المحافظة منتظرين إيه؟ ألا يكفيهم ما حدث ويحدث لنا كل عام، لقد سئمنا من الاستنجاد بالمسئولين كل شتاء دون جدوى، والأمر كله يتلخص في قيام المحافظة بوضع سدود للبحر لحمايتنا من ارتفاع منسوب البحر خلال فصل الشتاء وإغراق الأراضي والمحاصيل".

استغاثة

أما إبراهيم عبد العزيز، فقال إن منطقة بر بحري من أكثر المناطق جاذبية بالمحافظة، حيث إنها مطلة على البحر مباشرة، ودرجة الحرارة خلال الصيف معتدلة، وكثيرًا ما يأتي بعض المسئولين لرؤية الأراضي الواقعة بمنطقتنا لتنفيذ بعض الاستثمارات بها ولكننا لا نرى مسئولًا واحدًا يأتينا في فصل الشتاء، بل يتركونا نواجه ما نعانيه وحدنا.

وأضاف: "أريد أن أسأل المحافظ اللواء جمال نور الدين محافظ كفرالشيخ، لقد ذهبت جولات عديدة لقرى ومراكز المحافظة، لماذا لم تتفقد منطقة بر بحري لترى بنفسك غرق البحر لأراضينا وشقا عمرنا وتعبنا، والمحافظ أعلن أنه سيتم تعويضنا عن الخسائر التي واجهناها خلال الشتوية الأخيرة، ومع ذلك لم تأت أي لجان من المحافظة ولم يتم حصر التلفيات، وحتى الآن تقدر الخسائر بما يقرب من ١٠٠ ألف جنيه للمتضررين.

وحلول المشكلة بسيطة مثل عمل حائط بحفار مثل الجسر بين الزراعات والطريق الدولي، وتمرير مواسير تحت الطريق الدولي لتصريف مياه الأمطار والبحر للبحيرة، لأن منسوب بحيرة البرلس أقل بكثير من منسوب مياه البحار، وهذا الحل المؤقت لا يكلف ٣٠ ألفا، ولكنه غير جذري لحين حل مشكلة البحر ووضع صدادات للمياه.

فيما ناشد الأهالي رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي، سرعة التدخل وتكليف القوات المسلحة بإنشاء مصدات لحصر مياه البحر التي تعرق منازلهم وزراعاتهم كل عام.

من جانبه أكد هاني يوسف، رئيس مركز بلطيم، أن أهالي مناطق بر بحري تعدوا على حرم البحيرة، وهو ما تسبب في تقلص مساحات البحيرة بتلك المنطقة، لافتًا إلى أنه فيما يتعلق بالنوات الشتوية الأخيرة، تعاونًا مع الأهالي بلوادر كسح مياه ومعدات لرفع المياه وتصريفها على أقرب مصدر مياه، نافيًا وجود أي خسائر في الزراعات بحسب اللجنة التي ترأستها الزراعة والوحدة المحلية، مؤكدًا أنه وفي حالة وجود خسائر سيتم تعويض أصحابها.

وأوضح أنه تم إرسال مذكرات لحماية الشواطئ لعمل صدادات وسواتر لحماية الأهالي من ارتفاع منسوب البحر، وبالفعل شكَّلت لجنة من حماية الشواطئ وأساتذة من كليات الهندسة الأسبوع الماضي، لمعرفة كيفية حل مشكلة صدادات المياه بما لا يؤثر على البيئة، وستتحمل حماية الشواطئ تكاليف إنشاء الصدادات.

من جانبه، أوضح اللواء جمال نور الدين، محافظ كفر الشيخ، أن السبب في إغراق مياه البحر لبعض قرى بر بحري التابعة لمركز البرلس، هو عدم وجود "مصدات شواطئ" تمنع إخراج المياه في حالة حدوث نوة وتغرق المناطق المحيطة بالبحر، مرجعًا ذلك إلى أن تكلفة إنشاء هذه المصدات باهظة جدًا، وهو ما لا طاقة للمحافظة به إلا أنها تحاول التقليل من آثار ذلك بشفط المياه وكسحها أولًا بأول.

وأضاف نور الدين، أن المحافظة خاطبت بعض الجهات المعنية لإنشاء هذه المصدات منعا لتكرار هذه المشكلة التي باتت تؤرق المواطنين، مؤكدًا أن المحافظة ستقوم بصرف تعويضات عاجلة للمتضررين إذا تقدم أحدهم للمحافظة، وأثبت ضرره نتيجة مياه البحر، وأن المحافظة تقوم بإزالة مياه الأمطار والبحر في أسرع وقت وإعادة الشوارع إلى هيئتها السابقة، وأنه تم إمداد الأجهزة المحلية بالمنطقة بمعدات كسح لرفع المياه من المنطقة.

نقلًا عن العدد الورقي..

Advertisements
الجريدة الرسمية