رئيس التحرير
عصام كامل

كيف أصيب "أردوغان" بفيروس استعادة دولة الخلافة ؟

رجب طيب أردوغان
رجب طيب أردوغان

رغم انتهاء الدولة العثمانية منذ نحو قرن من الزمان، وغروب شمس الدعوة لها منذ عشرينيات القرن الماضي، إلا أنه يبدو لافتا أن رجب طيب إردوغان، وجماعة الإخوان الإرهابية، التي اختارته مرشداً لها، هم وحدهم الذين يدعون لها، لدرجة أصبحت معها العثمانية وأمجادها هدف لاعودة عنه، ولا أزمة في خسارة العالم بأكمله من أجل استعادة هذه الخلافة المزعومة.  

أصبح الإسلاميون الموالون للجماعة، يريدون عودة العثمانيين بأي شكل، وكأن قادتهم كانوا خلفاء راشدين، مع أن هذا لا صحة له على الإطلاق، والدليل على ذلك أن من سبقوا رجب طيب أردوغان إلى هذا الموقع، بعد انهيار الدولة العثمانية وأولهم مصطفى كمال أتاتورك، تناوبوا على إهالة المزيد من التراب على الدولة العثمانية، بل إنهم في معظمهم، تبرأوا منها لأنها حسب رأيهم كانت دولة متخلفة واستبدادية ورجعية وغير قادرة على الاستجابة لمتطلبات العصر.

 

باحث: الإخوان يتحركون بشكل سريع لإنقاذ ما تبقى لهم من الجبهات المنهارة

يمكن القول إن رجب طيب أردوغان أصابه فيروس لوثة استعادة دولة الخلافة العثمانية، بعد اختياره مرشداً للتنظيم العالمي للإخوان، فبدأ ينظر إلى ضرورة الاستحواذ على شرقي البحر المتوسط وتجاوزه نحو شواطئ أفريقيا العربية والسيطرة على ليبيا، بحسب الدكتور صالح القلاب، الكاتب والباحث في شئون الجماعات الإسلامية. 

العثمانيين برأي القلاب، كانوا يشتهرون بالسلب والنهب والإمعان في تعذيب رموز الأمم والشعوب التي سيطرت عليها دولتهم ومن بينهم الأمة العربية التي كانت سبقت العثمانيين إلى الحضارة والتقدم والتطور بسنوات طويلة وشيدوا إمبراطوريات أهم بألف مرة من الدولة العثمانية، سواء في العهد الأموي أو العباسي والفاطمي. 

تاريخ العثمانيين التعيس، يجعل غالبية الأتراك لا يؤيدون هذه النزعة العثمانية، التي باتت تتحكم بتوجهات ومواقف وتطلعات رجب طيب إردوغان، ولاسيما انهم يعرفون ويدركون أنه من غير الممكن، بل ومن المستحيل، فتح الملفات القديمة في هذا القرن المتأخر بالطريقة التي يتحدث بها رجب طيب إردوغان، خاصة أن العواقب ستكون وخيمة وستؤدي إلى حروبٍ طاحنة، ونزاعات مدمرة كثيرة، كما يقول القلاب ، ويضيف: مهما حدث، الرئيس التركي ليس خليفة الإسلام والمسلمين، ولا يمكن أن يكون على الإطلاق. 

 

الجريدة الرسمية