رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

حروب الجيل الرابع ومعركة الوعي (2)

وما زال الحديث مستمرا عن حروب الجيل الرابع ومعركة الوعي إن ما تم استعراضه في المقال الأول هو استعراض مبسط لتاريخ أجيال الحروب وفهمها حتى يتسنى لنا فهم ما بعد حرب الجيل الرابع حيث تعددت مسميات هذه الحرب الخطيرة!

فمنهم من يسميها حرب الجيل الرابع غير المتماثلة كما أطلق عليها البروفسور الأمريكي “ماكس مايوراينج” أو حرب الجيل الخامس من وجهة نظر الخبراء العسكريين في البنتاغون أو حرب العولمة الذي يطلقه بعض المفكرين والسياسيين.

وعلى هذا إن حروب الجيل الرابع لا تستهدف تحطيم القدرات العسكرية وإنما إفشال الدولة عن طريق نشر الفتن والقلاقل وزعزعة الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي، وإثارة الاقتتال الداخلي، وتلعب الحرب النفسية دورا بارزا في حروب الجيل الرابع، من خلال استخدام وسائل الإعلام المختلفة..

وقد تلجأ الدولة المهاجمة إلى تحريض الشعب في دولة ما ضد نظام الحكم القائم فيها، أو تسلّط الجيش والأمن ضد شعبها، أو تدفع الأجهزة الأمنية للتخلي عن مهامها الأمنية والنظامية، لتصبح أداة لإرهاب المواطنين وقمعهم من أجل إثارة الفوضى، لذلك تقنيات الجيل الرابع من الحروب تستهدف النظام الذهني عن طريق خلق أنظمة ذهنية داخلية متناحرة على جميع المستويات، تأخذ هذه الأنظمة الذهنية المتناحرة طابع حرب الجماعات الدينية أو حرب الجماعات المالية و الاقتصادية..

اقرأ أيضا : رئيس أكاديمية الشرطة: حروب الجيل الرابع تستهدف إسقاط الدول

كما من الممكن أن تأخذ طابع حرب الجماعات العلمية المسوقة للتكنولوجيا، هذه الجماعات المتناحرة تخترق الفراغات الهائلة للتقنيات الحديثة وتحدث خسائر فادحة في الدول والمجتمعات. وقد حذر الرئيس عبد الفتاح السيسي من أن حروب الجيل الرابع والخامس تمثل قضية شديدة الخطورة على أمن مصر، مشيرًا إلى أن الأحداث التي شهدتها مصر منذ عام 2011م والتي كان هدفها هو تدمير أجهزة الدولة، كذلك شدد على خطورة تطور وسائل القتال في تدمير الدول والقضاء عليها من خلال حروب الجيل الرابع والخامس والتي تعتمد على وسائل الاتصال الحديثة ونشر الشائعات وتحطيم ثقة الناس في بعضها وقياداتها.

اقرأ أيضا : "حروب الجيل الرابع" كتاب لوزير الإعلام الأسبق

ومن أهم أدوات حروب الجيل الرابع:

- القيام بالعمليات الاستخبارية، والسيطرة على وسائل الإعلام والإنترنت، وشبكات التواصل الاجتماعي، ومختلف وسائل التكنولوجيا، وتكريسها لخدمة أهدافها المقررة.

- القيام بحرب الأفكار وتغيير عقائد المجتمع وتقاليده، وهذا من أخطر أسلحة حرب الجيل الرابع. وأول من أطلق شرارتها وزير الدفاع الأمريكي رامسفيلد، ضمن ما أسمته أمريكا (الحرب على الإرهاب)، الذي أصبح شمّاعة تعلّق عليها مختلف الدول حروبها الداخلية والخارجية.

- استخدام منظمات المجتمع المدني والمعارضة والمنظمات الإرهابية، لتنفيذ مخططاتها وتحقيق غاياتها تحت ذريعة الديمقراطية، ودعم الحريات، وحقوق الإنسان.

- تغذية الصراعات الداخلية وتأجيجها، باستغلال الاختلاف والتنوع في المجتمع عرقيا وطائفيا وأيديولوجيا.

- استخدام الضغوط السياسية والاقتصادية والعسكرية. 

- تطور تكنولوجيا المعلومات وتكنولوجيا الناتو والهندسة الجينية والحواسيب المتطورة والرادار التموجي وتشكيل الجيوش السبرانية الالكترونية لتشكل وسائل لهذه الحرب لم يكن من الممكن الحصول عليها سابقاً.

 

 كل هذه الوسائل تأتي في سبيل إخضاع الدولة المستهدفة عن طريق جعلها دولة فاشلة ومنهكة وضعيفة، تستجيب للضغوطات والتدخلات الخارجية وتكون أرض صالحة للنفوذ والسيطرة.

اقرأ أيضا: هكذا نواجه حروب الجيل الرابع

ونتذكر جميعا تصريح  وزيرة الخارجية الأمريكية كوندليزا رايس عام 2002، بأنه: (لا بد من اتباع أساليب الحرب الباردة التي أتبعت في مواجهة الشيوعية، لمواجهة الكراهية والموت في الشرق الأوسط). واعترفت أيضا في تصريح لاحق قائلة: (إننا ضالعون في حرب الأفكار أكثر مما نحن منخرطون في حرب الجيوش).

لذلك علينا إدراك أهمية الوعي وبنائه حيث إن المشاركة الفعلية تبدأ من الاهتمام ببناء الوعي وهو الفهم والإدراك السليم ويأتي هذا من نشر المعرفة والخبرات الحياتية، وكذلك إعمال العقل وبالتالي نجد أننا أمام عملية عقلية يستطيع خلالها الإنسان أن يفهم ويدرك بشكل سليم ليحلل ويقارن لاتخاذ القرار السليم. 

# والحديث بقية

Advertisements
الجريدة الرسمية