رئيس التحرير
عصام كامل

زاخر بالمعادن ومساحته 180 ألف فدان صالحة للزراعة.. وادي اللقيطة حائر بين البحر الأحمر وقنا | صور

فيتو

يعد وادي الليقطة من الوديان العامرة والزاخرة بالأراضي الصالحة للزراعة والمعادن المختلفة والثروات القومية التي قد تغير خريطة مصر المعدنية والزراعية في خلال السنوات المقبلة.

هذا الوادي الواسع الذي يضم ما يقرب من 180 ألف فدان صالحة للاستزراع بكافة المحاصيل الزراعية، ومعروف أن هذه الأراضي تمتاز بجودتها.

كان الوادي يتبع قرية القصير بمحافظة البحر الأحمر إدارياً وكانت له خطة شاملة وتم إنشاء عدد من الوحدات السكنية بلغ عددها ما يقرب من 80 وحدة سكنية ومحال تجارية ومحطة إرشاد زراعي وبئر مياه تم حفره كما ذكرت بعض المصدر من أيام الاحتلال الإنجليزي لمصر، فضلاً عن بئر روماني قديم مهمل منذ عشرات السنين.

وهناك نقطة إسعاف والميزان الخاص بسيارات النقل الثقيل ويوجد به مدرسة واحدة، تم نقل إدارية هذا الوادي إلى مركز قفط جنوب محافظة قنا، بعد إعادة تقسيم الحدود بين محافظات البحر الأحمر وقنا، ومن ذلك الوقت وتم إهمال هذا الوادي تماماً وأصبحت خطته قيد التنفيذ وأوراقه حبيسة أدراج المسئولين وتاه حق الوادي بين المحافظتين.

ورغم المقومات التي تصلح أن تقيم حياة كاملة في هذا الوادي ويصبح كنزا ذهبيا لمحافظة قنا أو البحر الأحمر إلا أن المسئولين أضاعوا حقه وأصبح هذا الوادي مهملا، ونهبت أغلب محتوياته وحتى الآثار الرومانية الموجودة به أغلبها سرق بواسطة مافيا الآثار الذين يسعون للسطو على ما تبقى.

وقال ضاحي منسي محمود، أحد أهالي مركز قفط: إن هذا الوادي يمكن أن يكون مدينة كاملة المرافق في الظهير الصحراوي لمركز قفط، ويمكن توصيل المياه له من خلال أقرب القرى التي تبعد عنه حوالي 35 كيلومترا مربعا، كما أن البعض يشير إلى وجود نقطة قريبة تبعد حوالي 15 كليومترا ناحية قرية حجازة، إلا أن مسئولي المحافظة لا يلتفتون نهائيا ناحية هذا الوادي الذي يمكن أن يكون مشروعا قوميا تستفيد منه المحافظة.

وتابع: ”عندما نسأل هناك من يقول إنه يتبع قفط جنوب قنا وآخرون يقولون إنه يتبع القصير بالبحر الأحمر، وللأسف أصبح الوادي محط أنظار ناهبي التاريخ، كل هذا بسبب جهل المسئولين بقيمة هذا الوادي وكسل أو عجز عن توصيل المياه لهذا الوادي الذي بدأ البعض في زراعة أجزاء منه وتوصيل المياه على حسابهم، وبالقرب منه مزراع لأنواع مختلفة من أشجار النخيل التي تحيط بالوادي ولكن الوادي شبه خالٍ من البشر”.

واستطرد: ”رغم وجود بئر مياه يرجع تاريخه إلى العصر الروماني كما تشير بعض المصادر إلا أنه لا توجد جامعة أو بعثة أثرية سعت إلى دراسة طبيعة هذا الوادي وما يحويه من آثار، وأغلب المصادر تشير إلى أن هذا الوادي كان يحوي عددا كبيرا من القطع الأثرية التي سرق عدد منها“.

وفي هذا السياق أكد ياسر علي طليب، باحث أثري، أن قفط تحظى بوجود الكثير من المناطق الأثرية التي سرق جزء منها ولا يزال موجود الكثير المجهول، وفي وادي اللقيطة يوجد هذا البئر الذي يعد من أهم المؤشرات الأثرية التي تدل على وجود الكثير في باطن تلك الأراضي، مشيرا إلى أنه في فترة ما قبل ثورة يناير كانت هناك بعثات حفريات ولكنها للأسف توقفت في أعقاب الثورة.

وأكد يحيى منصور عادل، أحد أبناء مركز قفط، على ضرورة الاهتمام بالصعيد فما معنى وجود مثل هذا الوادي العامر بالكثير من الآثار ومقومات الحياة ويضيع بين حدود إدارية حسمت منذ سنوات عهد الرئيس الأسبق مبارك عندما تم إعلان الوادي قطعة من أراضي قنا يتبع إدارياً قرية الكلاحين بمركز قفط  جنوب المحافظة.

وأوضح أن الوادي يحتاج فقط إلى مياه لتحويله إلى جنة خضراء، لافتا إلى أنه بالرغم من قرب الوادي من المنطقة الصناعية بقفط والمنطقة الحرة ومحور الشهيد باسم فكري، فضلاً عن قربه من المثلث الذهبي الذي أعلن مشروعا قوميا إلا أن المسئولين يتجاهلونه تماما.

كما أشار طلعت صابر، أحد أبناء المركز، إلى أن الوادي يوجد به مستشفى تكاملي مهجور ومشروعات خدمية يمكن الاستفادة منها وتوسيع وتنوع في مصادر الحياة بدلاً من الوادي الضيق، مطالبا الرئيس السيسي بضروة الاهتمام بهذا الوادي في نطاق المشروعات القومية، ويمكن زراعة القمح وغيرها من المحاصيل وتصبح قنا سلة الغذاء المصري.

من ناحية أخرى أكد مصدر بمحافظة قنا على أن الوادي إدارياً يتبع الحدود الإدارية للمحافظة، وبالفعل تم تسليمه منذ سنوات وهو بنطاق قرية الكلاحين بمركز قفط جنوب المحافظة، لكنه يحتاج إلى المياه العذبة الصالحة للشرب والتي تعد المصدر الأول للحياة، مشيرا إلى أنه ستتم الاستفادة من المساحات الشاسعة بالوادي في الفترة المقبلة.

الجريدة الرسمية