رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

لماذا يجب أن نكره إسرائيل؟!

لا تخلو مناسبة للحديث عن السلام المصرى الإسرائيلى إلا ويردد قادة الكيان المحتل عبارات من شأنها أنهم قدموا كل مودة للشعب المصرى دون صدى حقيقي. يشكون من جدار صلب لم تتمكن سنوات السلام من القفز فوقه لدى الشارع المصرى ويتحدثون عن فرص مهدرة لبناء ثقة بين الشعبين ولا يخفون كلاما صريحا عن خيبة أمل في العلاقات المصرية الإسرائيلية ويتمادون فيما هو أبعد من ذلك ويتساءلون: لماذا يكرهنا الشعب المصرى؟

 

وعلى مدار سنوات حاول عدد من الكتاب المصريين العمل على بناء جسور من الثقة في الجار الجديد غير أن كل هؤلاء الكتاب صاروا منبوذين وأهدر بعضهم تاريخا كان قد صنعه في ماضيه قبل زيارة الكيان المحتل أو قبل إطلاق دعوته إلى الناس بمحاولة التطبيع بل إن بعضهم ذهب في مهام قد تكون سياسية ودفعوا أثمانا باهظة من سمعتهم وتاريخهم لأنهم تجرأوا وتحدثوا بحسن نية عن عدو لايزال يجثم بجبروته على الأرض والعرض.

 

وعلى مدار سنوات طويلة من محاولات خرق الجدار الشعبى القوى باءت كل المحاولات بالفشل الذريع بعد أن أثبتت الأيام المتوالية عداء وكراهية في نفوسهم هم لا نحن لكل ما هو مصرى.

 

اقرأ أيضا : حكاية التغير فى مصر

 

لم تصنع سنوات السلام علاقات طبيعية بيننا وبينهم وفي كل مرة يثبت يقينا أنهم لا يضمرون خيرا لبلادنا فتزداد الهوة السحيقة وتشتعل نار الكراهية التي تتغذى بتصرفات شيطانية نراها على الشاشات من جنود يركلون أطفالنا في فلسطين بأقدامهم ونيران يصوبونها تجاه العزل من النساء والشيوخ فتزداد الهوة مرات بعد مرات.

 

والسؤال الآن: لماذا نكره إسرائيل ولماذا يجب ألا نأمن جانبهم؟ المواطن العادى بعيدا عن اتفاقيات الحكومات حر فيما يعتنق وحر فيما يحب أو يكره، وغذاء الحب معروف وإكسير الكراهية معروف فالمواطن المصري عندما يتابع تحركات ساسة الكيان المحتل على سبيل المثال في أفريقيا يدرك يقينا أن العدو لايزال عدوا وأن الكيان المحتل يتصرف ضد الأمن القومى المصرى رغم أنها الدولة الأولى التي صنعت سلاما فجنت خيانات كبرى ومحاولات دءوبة لاختراق أمننا القومى.

 

اقرأ أيضا: المؤامرة الوطنية الكبرى!

 

تحركات ساسة الكيان المحتل في قضية المياه وعلى الساحة الإثيوبية على سبيل المثال تعلن وبفجاجة عن مؤامرة تحاك ضد الوجود المصرى، فالنيل هو الحياة لمصر والمصريين. هذا التحرك المعلن يبنى جسورا من الكراهية والبغضاء والحقد ويقوض كل محاولة لبناء الثقة ويرسم ملامح واضحة للنيل من استقرار وحياة مصر والمصريين فكيف إذن يتساءلون عن سر رفض الشعب المصرى لوجودهم من الأساس في منطقتنا.

 

حاول الرئيس السادات بناء هذه الثقة ظنا منه أن سنوات السلام كفيلة بأن تخلق علاقات شعبية طبيعية غير أن وجدان الشعوب لا يمكن تزييفه ولا يمكن تجبيهه، ولا يمكن بأي حال من الأحوال تغيير بوصلته وفق بوصلة الساسة فالحكومات والأنظمة حرة فيما تفعل والشعوب حرة أيضا فيما تؤمن به، فالمصريون لم يروا من الطرف الآخر طوال سنوات السلام إلا مؤامرات ومحاولات للنيل من استقرارنا ومن لحمتنا الداخلية.

 

الحديث عن صفقة تصدير الغاز الإسرائيلى من جانب الساسة في الكيان المحتل يحمل نفس المضامين وهم يعلمون أن الشعب يرفض ذلك حتى لو كانت الصفقة تحمل خيرا.

 

الشعب لا يرى فيما يأتى من الكيان المحتل خيرا وهذا ما يؤكده الساسة هناك من محاولات تصوير الأمر بأن الصفقة عقدت لتحقيق مصالحهم دون غيرهم وهذا محال؛ فالاتفاقيات الاقتصادية تراعى مصالح الشعوب ولايوجد دولة تعقد صفقة من أجل الآخر.

 

واقرأ أيضا : "أردوغان" و"شكرى" وانهيار مصر

 

محاولة ضرب الثقة في صناع القرار المصري هدفها خلق حالة من عدم الثقة في نظامنا الحاكم وهي محاولة خبيثة يحاولون زرعها في مصر والأردن.

 

والتاريخ الأسود لساسة الاحتلال يؤكد أن النيل والغاز وغيرهما من القضايا المثارة على الساحة السياسية والاقتصادية الآن وفي المستقبل تفرض علينا أن نؤكد لهم ولصناع القرار في بلادنا أن لدينا من الأسباب ما يجعلنا نسأل السؤال بالعكس: لماذا يجب علينا أن نكره إسرائيل؟!!

 

Advertisements
الجريدة الرسمية