رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

حكم الشرع فى هجر الرجل لزوجته لخلافات متكررة

حكم الشرع فى هجر
حكم الشرع فى هجر الرجل لزوجته - صورة ارشيفية

زوجى يهجرنى كلما حدثت بيننا اى خلافات، وللاسف فالخلافات متكررة بيننا فترة الهجر تصل إلى عدة أشهر، فما الحكم فى هذا الزوج شرعا؟ وهل عليه وزر؟؟  

 

ورد هذا السؤال الى مركز الأزهر العالمي للفتوى الالكترونية وأجاب عنه بالآتى: من المقرر في شريعة الإسلام: أن يحسن الرجل عشرة زوجته، يقول تعالى: "وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً" [ سورة النساء: 19]، ويقول تعالى: "وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ" [البقرة: 228]..

 

وورد عن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ العَاصِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّه-ِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: " يَا عَبْدَ اللَّهِ، أَلَمْ أُخْبَرْ أَنَّكَ تَصُومُ النَّهَارَ وَتَقُومُ اللَّيْلَ؟" قُلْتُ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: " فَلاَ تَفْعَلْ، صُمْ وَأَفْطِرْ، وَقُمْ وَنَمْ، فَإِنَّ لِجَسَدِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَإِنَّ لِعَيْنِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَإِنَّ لِزَوْجِكَ عَلَيْكَ حَقًّا" [صحيح البخاري 4903 (7/ 31)]، ويقول- صلى الله عليه وسلم-: " اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا، فَإِنَّهُنَّ خُلِقْنَ مِنْ ضِلَعٍ، وَإِنَّ أَعْوَجَ شَيْءٍ فِي الضِّلَعِ أَعْلاَهُ، فَإِنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهُ كَسَرْتَهُ، وَإِنْ تَرَكْتَهُ لَمْ يَزَلْ أَعْوَجَ، فَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا" [صحيح البخاري 5186 (7/ 26)].

 

اقرأ ايضا :دعاء الفجر.. يجلب لك الخير والرزق

 

ومن صور حسن العشرة أن يبيت الزوج في فراش الزوجية، فقد نص الفقه الحنفي على وجوب مبيت الزوج في فراش الزوجية، جاء في كتاب الاختيار لتعليل المختار: ويؤمر الصائم بالنهار والقائم بالليل أن يبيت معها إذا طلبت -أي زوجته-. [الاختيار لتعليل المختار (3/ 117)] ، وأن يؤدي حق زوجته عليه، ولا يجوز له أن يترك ذلك إلا بمانع شرعي، فلا يجوز للزوج أن يهجر زوجته إلا في حالة نشوزها- أي: معصية الزوج وترك طاعته- وعدم سماعها لنصحه وإرشاده، وهذا الهجر من معانيه: ألا يظهر الزوج لزوجته رغبة في الإقبال عليها، وأن يترك فراش الزوجية لا أن يترك بيت الزوجية، لأن ترك البيت لا يجوز للرجل مهما كانت الأسباب.

 

ومن هجر زوجته لنشوزها بعد وعظه لها وتخويفها من الله تعالى، وتذكيرها بما يجب عليها من حقوق لزوجها فإنه يهجرها في الفراش، تأديبا لها حتى تؤدي حقوق زوجها عن رضا منها، أما الهجر في الكلام فإنه لا يحل له أن يهجرها أكثر من ثلاثة أيام، لما ورد عن أبي أيوب- رضي الله عنه- عن النبي- صلى الله عليه وسلم- قال: "لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث..." [صحيح البخاري 5883 (5/ 2302)].

 

وإذا كان الإسلام قد أعطى للزوج حق في تأديب زوجته بالهجر، فإنه في الوقت نفسه نهى عن أن تطول مدة الهجر بصورة لا تتحملها الزوجة وتوقع الضرر عليها، فإما التصالح والإمساك بالمعروف وإما الطلاق والفراق بالإحسان، ومن هنا أعطى الإسلام المرأة إن تضررت بهجر زوجها أن ترفع أمرها للقاضي مطالبة بالتطليق من هذا الزوج.

 

وكما أمر الإسلام الزوج بحسن العشرة للزوجة، كذلك أمر الزوجة بحسن العشرة لزوجها، فقد أوجب عليها طاعته وملازمة أمره في غير معصية الله عز وجل، وكذلك حث الإسلام الزوجة بأن تكون مصدر السعادة والسرور لزوجها، يقول الله تعالى: " الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ" [النساء: 34]..

 

اقرأ ايضا : حكم الشرع فى ارتباط الميراث بعمل المرأة

 

وعن أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: سُئِلَ النَّبِيُّ- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: أَيُّ النِّسَاءِ خَيْرٌ؟ قَالَ: " الَّتِي تَسُرُّهُ إِذَا نَظَرَ إِلَيْهَا، وَتُطِيعُهُ إِذَا أَمَرَ، وَلَا تُخَالِفُهُ فِيمَا يَكْرَهُ فِي نَفْسِهَا، وَلَا فِي مَالِهِ " [مسند أحمد ط الرسالة 9587 (15/ 360)]، ويقول النبي- صلى الله عليه وسلم-: "وَلَوْ كَانَ يَنْبَغِي لِبَشَرٍ أَنْ يَسْجُدَ لِبَشَرٍ لَأَمَرْتُ الزَّوْجَةَ أَنْ تَسْجُدَ لِزَوْجِهَا إِذَا دَخَلَ عَلَيْهَا لِمَا فَضَّلَهُ اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهَا"، [المستدرك على الصحيحين للحاكم 7324 (4/ 189)]..

 

وقد ورد أن النبي-صلى الله عليه وسلم- قال لسيدنا عمر بن الخطاب-رضي الله عنه-: "أَلَا أُخْبِرُكَ بِخَيْرِ مَا يَكْنِزُ الْمَرْءُ؟ الْمَرْأَةُ الصَّالِحَةُ، إِذَا نَظَرَ إِلَيْهَا سَرَّتْهُ، وَإِذَا أَمَرَهَا أَطَاعَتْهُ، وَإِذَا غَابَ عَنْهَا حَفِظَتْهُ" [سنن أبي داود 1664 (2/ 126)].

 

وهكذا يأمر الإسلام الزوج والزوجة بحسن العشرة، حتى يستمر الحب بينهما وتستمر المودة المرجوة من الزواج، فتعيش الأسرة في سعادة وهناء. ونؤكد على أن الوزر والذنب يكون لمن يفتعل ويخلق المشاكل منهما، وعلي كل واحد منهما أن يصبر على الآخر وأن يقابل الإساءة بالإحسان. نسأل الله لكم الصلاح والهناء والسعادة في الدنيا والآخرة. والله أعلى وأعلم

 

Advertisements
الجريدة الرسمية