رئيس التحرير
عصام كامل

تأنٍّ وبطء !

التأنى محمود ومطلوب قبل اتخاذ أى قرار والشروع في أى عمل ليأتى القرار سديدا والعمل صحيحا.. فإن الأقدام على اتخاذ أى قرار أو البدء فى أى عمل دون دراسة او بحث قد يسفر عن قرار غير سليم أو يجعل العمل غير موفق.. ولكن هذا ليس معناه البطء فى اتخاذ القرارات أو إنجاز الأعمال.

 

فهناك خيط رفيع بين التأنى والبطء.. هو خيط بالطبع غير منظور ولكنه ملموس ليس فقط لصاحب القرار او من يقوم بالعمل وإنما أيضا لمن ينتظرون اتخاذ هذا القرار أو يتطلعون لإنجاز هذا العمل.  

 

اقرأ أيضا: إعلام محترف !

 

وأعتقد أن إحدى مشاكلنا المجتمعية هو تجاهل هذا الخيط الرفيع، ولذلك نبدأ بالتأني، وينتهى الأمر بِنَا الى البطء او بالأصح التباطوء.. ويحدث ذلك رغم ان هناك قرارات نتعجل اتخاذها وأعمال نسرع فى تنفيذها دون تهيئة الناس لها، كما ذكرنا أمس حول  مشروع تطوير منطقة مصر الجديدة، والشروع فى تنفيذ المشروع فى كل أنحاء المنطقة فى ذات الوقت دون مراعاة لمعاناة سكانها وأهلها.

 

واقرأ أيضا: الإعلام ووزيره

 

ولكن فى المقابل نحن لدينا الكثير من الأمثلة على تباطؤ واضح وصارخ فى قراراتنا وأعمالنا يمكننا رصدها.. غير أن أبرزها على وجه التحديد هو ما يتعلق بتصحيح وتطوير إعلامنا وصحافتنا والنهوض بهما ليؤديها دورهما.. فنحن نتحدث ونشكو منذ سنوات من أن إعلامنا وصحافتنا لا يقومان بدورهما الوطنى فى وقت تزداد أهميةَ هذا الدور، ومع ذلك لم نفعل سوى القليل، والقليل فقط، لإصلاح أحوالهما حتى الآن، وما زال الصحفيون والإعلاميون ينتظرون المثير من القرارات والأعمال لإصلاح أوضاع الصحافة والإعلام وحل مشاكلهما ثلاثية الأبعاد.. المهنية والإدارية والمالية.. وأرجو ألا يطول الانتظار. 

الجريدة الرسمية