رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

هم وغاز إسرائيل!

قبل بضعة أيام انتفض البعض غضبا وربما شماتة أيضا عندما أبرمت إسرائيل اتفاقا مع اليونان وقبرص لتصدير غازها إلى أوروبا، من خلال أنبوب يمتد بينهم الجزء الأكبر منه يقع فى البحر المتوسط.. واعتبر هؤلاء أن اليونان وقبرص قد خذلتا مصر وأن إسرائيل باعتها.. وهو موقف يفهم منه أن هؤلاء لا يرفضون من حيث المبدأ أن تستورد مصر الغاز من إسرائيل!..

لكن عندما بدأت إسرائيل قبل يومين تصدر فعلا الغاز إلى مصر انطلق هؤلاء الذين أغضبهم سعيها لتصدير غازها عبر قبرص واليونان إلى إعلان رفضهم لذلك، ومعارضتهم استيراد الغاز الإسرائيلى، وتناسوا مواقف الأمس القريب!

 

اقرأ أيضا : أحزاب وبطاطين!

 

وهنا يبدو أن البعض يصيغون مواقفهم من أى مسألة أو قضية تبعا لموقفه أساسا من الإدارة المصرية، وليس تبعا لطبيعة هذا ألامر وهذه القضية.. لذلك هم شمتوا فى هذه الإدارة عندما أبرمت إسرائيل اتفاقا مع اليونان وقبرص لتصدير غازها إلى أوروبا عبرهما، وليس عبر مصر.. وعندما بدأت إسرائيل تفعل ذلك فعلا تنفيذا لاتفاق يقضى بتصدير نحو ٨٥ مليار متر مكعب الى مصر خلال ١٥ عاما انطلق هؤلاء يرفضون ذلك!

اقرأ أيضا : قصر نظر !

وبغض النظر عن هذه المواقف المتضاربة لهؤلاء يبقى أن الحكومة المصرية الآن، ممثلة فى وزارة البترول، مدينة للرأى العام بالعديد من الإيضاحات التى قدمت بعضها فعلا ولم تقدم البعض الآخر، مثل لماذا نستورد الغاز الإسرائيلى؟.. وكيف تم التوصل إلى اتفاق استيراد الغاز من إسرائيل؟.. وما علاقة هذا الاتفاق بتسوية أحكام التحكيم التى خسرناها لصالح جهات اسرائيلية بعد أن أوقفنا تصدير الغاز المصرى لها عام ٢٠١١؟

 

اقرأ أيضا :روح حلوة !

وما هو سعر استيراد الغاز الذى نستورده من إسرائيل؟.. وماذا سوف نفعل إذا لم تتمكن إسرائيل الوفاء باتفاقها مع مصر لتصدير الغاز، خاصة وأن حجم الاتفاق كبير ويتساوى حوالي ثلاثة أمثال احتياطيات حقل ظهر لدينا، وإنتاج إسرائيل من الغاز الآن ليس كبيرا بعد؟.. كل ذلك من حق الرأى العام المصرى أن يعرفه، ومن واجب الحكومة المصرية أن تقدم له المعلومات الحقيقية والسليمة حوله، حتى لا يظل ملف الغاز بين مصر وإسرائيل مثيرا للقيل والقال منذ أن بدأنا تصديره لها وحتى بعد أن تغير الحال وصرنا نستورده منها.      

Advertisements
الجريدة الرسمية