رئيس التحرير
عصام كامل

هل فهمتم.. ما كان يقوله السيسي مبكرًا؟!

مهما حاول أهل الشر وأعداء مصر في الداخل والخارج فنحمد الله أن شعبنا على قلب رجل واحد خلف قيادة وطنية مخلصة تؤمن بالوطن، وتدرك حجم المخاطر التي تتهدده منذ تولى مقاليد الحكم، فانطلق يؤسس لمرحلة جديدة وهي استعادة الدولة الوطنية وتحديث جيشها وتزويده بأحدث الأسلحة وأقواها، ولم شمل المصريين وجمعهم على قلب رجل واحد.

 

وإذا عدنا للوراء لنتأمل ما قاله الرئيس تأكيدًا لحقيقة غفل عنها كثيرون وهي أنه ما من دولة ضربتها ريح الثورات والفوضى إلا وعاشت سنوات ثقيلة ومتاعب وآلامًا، وهو ما تأكد للمصريين فعلًا في السنوات الأخيرة. ومن أسف أن دعوة الرئيس السيسي لتثبيت أركان الدولة قوبلت بسخرية من بعض رواد التواصل الاجتماعي وبعض النخبة، وكأن عمي البصيرة لم يروا حجم الخطر والتهديد الذي لا يزال محدقًا بنا من كل جانب، ولا نزال نتجرع بين الحين والآخر الحصاد المر للإرهاب والتطرف الذي زرعه أهل الشر الذين لا يرضيهم أن تنهض مصر.

 

اقرأ أيضا: بطل الإصلاح.. والرهان الخاسر!

 

فحاولوا بشتى الطرق استهداف مؤسساتها وهدم جيشها حتى تبقى بلا درع وسيف يحميها ويذود عن حدودها واستقرارها، مستخدمين أدوات حروب الجيل الرابع والخامس ووسائلها الناعمة في الهدم وإشاعة الفوضى والتهييج والتشكيك في كل شيء، ناهيك عن محاولات الشحن الطائفي وهدم الدول بمعاول الصراعات المذهبية تارة والعرقية والسياسية تارة أخرى حتى تسقط الدول بأيدي أبنائها..

 

هكذا حاول أعداؤنا وراهنوا لكن خاب رهانهم بفضل الرئيس السيسي الذي أدرك مبكرًا حجم المخاطر فبادر ببث روح الصمود والمقاومة في أوصال الشعب وجيشه وشرطته وشتى أجهزة الدولة.. ولم يترك مناسبة إلا واستنهض الهمم وحرض على إبقاء جذوة الوطنية والهمة الشعبية في أعلى درجاتها وهو ما وجد صداه في خروج شعبنا عن بكرة أبيه في 30 يونيو ليزيح حكم الإخوان الطاغي..

 

واقرأ ايضا: هل وصلت رسالة الرئيس؟

 

ثم ها هو اليوم يستشعر الخطر القادم من حدودنا الغربية بعد إرسال أردوغان لعدته وعتاده. واليوم يعرف من لم يكن يعرف ويفهم من يحب أن يفهم حقيقة ما قاله السيسي، وأعاد التأكيد عليه دومًا من ضرورة تثبيت أركان الدولة وحمايتها من المتربصين بها وما أكثرهم.. وهو تحذير له ما يبرره، ذلك أنه ليس وليد اللحظة بل نابع من رؤية نافذة وحس استخباراتي متأصل في شخصية الرئيس الذي قال يومًا خلال لقائه بالمثقفين في مستهل توليه الحكم، ردًا على سؤال حول رؤيته لما يجري وأولوياته فأجاب بأنها تتلخص في ضرورة الحفاظ على الدولة ومؤسساتها..

 

فتلك في رأيه أمانة كبرى وضعها الشعب في عنقه يوم اختاره رئيسًا للبلاد وفوضه قبلها بمحاربة الإرهاب، وحماية مصر من أعدائها. وأخيرا هل فهمتم ما كان يقوله السيسي مبكرًا؟!

 

الجريدة الرسمية