رئيس التحرير
عصام كامل

العقيد حاتم صابر: العمليات التخريبية بسيناء تراجعت من 306 في 2018 إلى 8 في 2019.. والضربات كسرت شوكة الإرهاب | حوار

العقيد حاتم صابر
العقيد حاتم صابر

الدولة المصرية لم ولن تسمح بمجرد فكرة المساس بأمنها القومي غربًا وتم الاستعداد لذلك سياسيًا وعسكريًا منذ فترة طويلة

مصر في 2020 تواجه تحديات مثل التطرف والإرهاب وتأمين الحدود الغربية والتمدد التركي في المنطقة العربية>>

أردوغان يسعى من وراء خطوة إرسال قوات عسكرية إلى ليبيا للسيطرة على منابع النفط والغاز الليبية لدعم اقتصاده المنهار

 

«إنجازات تحققت ومواجهات لا بد منها».. حقائق أكدها العقيد حاتم صابر، خبير مقاومة الإرهاب الدولي وحرب المعلومات، بالإشارة إلى أن مصر تواجه العديد من التحديات في 2020 في المجال الأمني، خاصة مكافحة الإرهاب وحماية الحدود الغربية وحرب ولشائعات وتحقيق الاستقرار والتنمية ومواجهة التمدد التركي.

«صابر» قدم تحليلًا وافيًا فى حوار لـ"فيتو" لما يحدث على الحدود الغربية المصرية، والقرار التركي بإرسال قوات عسكرية إلى الداخل الليبي، موضحًا أن مصر يحق لها قانونًا أن تواجه أطماع الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، بالطرق التي تريدها، لا سيما وأن «أردوغان» يرغب من وراء قراره هذا إلى إشعال المنطقة العربية وإعادة مصر إلى عصر مواجهة العمليات الإرهابية القادمة من «الغرب»، مشددًا في الوقت ذاته على أهمية العمل على وضع إستراتيجية لمواجهة التطرف، الذي يعتبر الإرهاب نتيجته النهائية، وعن تفاصيل هذه الإستراتيجية وأمور أخرى كان الحوار التالى: 

*من واقع قراءتك للمشهد الحالى.. ما أبرز التحديات الأمنية التي تواجهها مصر في 2020؟

تواجه مصر في 2020 العديد من التحديات مثل التطرف والإرهاب وتأمين الحدود الغربية، إلى جانب التمدد التركي في المنطقة العربية والتنظيمات الإرهابية وحرب الشائعات وتحقيق الاستقرار والتنمية، وهي تحديات استطاعت مصر أن تحقق فيها إنجازات خلال السنوات الماضية وما زالت مستمرة في مواجهتها، فمواجهة الإرهاب على سبيل المثال حرب طويلة لكن القوات المسلحة والشرطة المدنية نجحتا في تحقيق نتائج على أرض الواقع جعلت العمليات الإرهابية تتراجع بشكل كبير بالتوازي مع تحقيق التنمية الشاملة والاستقرار في المجتمع.

*مؤخرًا.. وافق البرلمان التركى على إرسال قوات عسكرية إلى ليبيا. ما خطورة هذه الخطوة على الأمن القومي المصري؟

الحدود الغربية مع ليبيا 1200 كيلو متر، والقوات المصرية تسيطر على هذه الحدود، لكن وجود جماعات إرهابية على حدود مصر الغربية يمثل خطرًا على الأمن القومي المصري، وعلينا أن ندرك أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، يسعى من وراء خطوة إرسال قوات عسكرية إلى ليبيا للسيطرة على منابع النفط والغاز الليبية لدعم اقتصاده المنهار، بعد فشل مشروع الخلافة المزعومة وانهيار حلم انضمامه للاتحاد الأوروبي.

وفي سبيل ذلك سيستغل الحراك الإرهابي المتوقع في العراق عقب مقتل قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني وسيقوم بنقل مقاتلي داعش من سوريا إلى ليبيا عن طريق تونس بدعم ومباركة أوروبية أمريكية في ظل صمت دولي ، فيما يستخدم قواته العسكرية كغطاء لذلك دون تورطه في حرب صحراء قاحلة خارج مسرح عملياته حتى لا يصبح عبرة لغيره مثل القوات الأمريكية والروسية التي حاربت خارج أراضيها في الماضي.

ويهدف «أردوغان» إلى تدعيم الحركات الإرهابية وإشعال الحرب الأهلية داخل ليبيا بهدفين، الأول حرق مقاتلي داعش وما تبقى من ليبيا معًا واستمرار سرقة نفطها ومنابع الغاز الخاصة بها، والثاني تصدير الإرهاب للدولة المصرية عن طريق الحدود الغربية، لكن لم ولن تسمح الدولة المصرية بمجرد فكرة المساس بأمنها القومي غربًا، وتم الاستعداد لذلك اليوم سياسيًا وعسكريًا منذ فترة طويلة، وهو ما يفسر تحرك مصر سياسيًا وصفقات التسليح التي تم دخولها الخدمة مؤخرًا.

*برأيك.. ما الذي يجب على مصر القيام به تجاه خطر الجماعات الإرهابية على الحدود الغربية؟

يجب على مصر التعاون مع الجيش الوطني الليبي وقائده المشير خليفة حفتر، وعدم السماح بالتدخل الأجنبي في الشأن الليبي والقضاء على الجماعات الإرهابية التي تسعى لتدمير ليبيا وتهديد الأمن القومي المصري من خلال نشر الفوضى في المنطقة، كما يجب مراقبة الحدود بالوسائل التكنولوجية الحديثة لإحباط أي محاولة لتسلل أي عناصر لتنفيذ أعمال تخريبية في البلاد.

*بالحديث عن مواجهة الإرهاب.. هل حققت القوات الأمنية تقدما في الحرب على الإرهاب في سيناء؟

العملية الشاملة «سيناء 2018» حققت نجاحات عديدة وحطمت قدرات التنظيمات الإرهابية وأدت إلى تراجع العمليات التخريبية من 306 عمليات في 2018 إلى 8 عمليات في 2019، ومن المتوقع أن تحقق القوات الأمنية -سواء الجيش أو الشرطة- النجاح الكامل بالقضاء على الإرهاب واقتلاعه من جذوره وتطهير سيناء منه في 2020، وبالتوازي مع ذلك يجب تحقيق التنمية الشاملة في سيناء.

*هل ترى أن حرب الشائعات من التحديات الخطيرة التي تواجه الدولة المصرية في 2020؟ 

«الشائعات» لها تأثير سلبي على المجتمع وتقوم بها عناصر تستغل وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام الحديثة لبث الشائعات التي تهدم الدولة وتزعزع الثقة في المؤسسة العسكرية من خلال بث «شائعات الأمل» وهي عبارة عن نشر بطولات وإنجازات مزيفة للقوات المسلحة على السوشيال ميديا بهدف بث اليأس في نفوس المواطنين وإفقادها الثقة في المؤسسة العسكرية وهي من أخطر سبل استهداف الجيش المصري، لذلك يجب عدم تداول أي أخبار تخص الجيش إلا من خلال البيانات الرسمية التي يصدرها المتحدث العسكري للقوات المسلحة.

كما يجب مواجهة بث الأكاذيب ونشر الشائعات عبر مواقع التواصل الاجتماعي خاصة التي تسعى لاستهداف الروح المعنوية للشعب وإثارة الشك والحيرة وبث الخوف والإرهاب وتدمير الثقة بين المواطن ومؤسساته الوطنية، وذلك من خلال عرض الحقائق كاملة في وسائل الإعلام ومراكز الدراسات، كما يجب نشر الوعي المجتمعي من خلال إعمال العقل والتفكير والتأكد من صحة المعلومة وصدق مصدرها قبل نقلها أو نشرها عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

*من وجهة نظرك.. هل تستطيع الدولة المصرية القضاء على التطرف بشكل نهائي في 2020؟

  لا توجد حتى الآن إستراتيجية واضحة لمواجهة التطرف، الرئيس عبد الفتاح السيسي طالب بتجديد الخطاب الديني لكن ذلك لم يتحقق حتى الآن، والتطرف أخطر ما تواجهه الأمة المصرية، فالإرهاب المنتج النهائي لحالة التطرف والتي ترجع إلى عدم تطوير الخطابات الدينية التي تحولت لأفكار متطرفة، لذلك يجب مواجهة هذه الأفكار بأدوات المجتمع المدني الفكرية والاجتماعية والثقافية والفنية وهذه هي المسئولية التي تتحملها النخبة في أي دولة، وهي قيادة عملية التنوير وبناء الوعي خاصة في مرحلة ما بعد الاهتزازات السياسية الكبرى أو في أوقات التحديات الكبرى>

وإضافة إلى ما سبق فإن الفكر المتطرف مبني على التجهيل والشعارات التي تسيس الدين والصيغ غير التقليدية والتي تنمي النزعات العدوانية عند المتلقي ولذلك يجب مواجهة التطرف من خلال الاستثمار في التعليم الجيد والتنمية المستدامة.

*هل ترى أن الضربات الاستباقية التي تقوم بها الأجهزة الأمنية ضد الجماعات الإرهابية استطاعت القضاء على هذه الجماعات؟

الضربات الأمنية الاستباقية التي نفذتها القوات الأمنية خلال الفترة الماضية كان لها تأثير كبير في تقليص قدرات الجماعات الإرهابية وفشلها في تنفيذ عمليات كبيرة في الداخل المصري، كما كبدت الجماعات الإرهابية خسائر فادحة في 2019، ونجحت جهود قوات الأمن في تجفيف منابع تمويل الإرهاب.

الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"  

الجريدة الرسمية