رئيس التحرير
عصام كامل

واقع مرير وشهادة حق

كاتم الحق شيطان أخرس.. أقولها بأمانة خالصة لوجه الله تعالى ودون أدنى مصلحة شخصية، وكل من يعرفني يعلم أني ليس لي حاجة ولا علة عند أحد، وليس لي مطمع ولا تطلع  إلى أي أمر يتعلق بالدنيا، ومن فضل الله تعالى كل ما أقدمه من خلال وسائل الإعلام بصورها المتنوعة.. سواء صحافة، أو إذاعة وتليفزيون، أو فضائيات، لا أتقاضى عليه أجرا، وأقدمه خالصا لوجه الله تعالى، وأسأله سبحانه القبول..

 

وكل ما أرجوه وجه الله تعالى الكريم وأداء الأمانة.. أمانة العلم والكلمة وحسن الختام، وليس لي خصومة ولا ثأر مع أحد.. ومعلوم أن بيت العارف بالله مولانا الشيخ البيه رضوان الله عليه بيت قائم بذاته لا يقبل أي مدد من أحد، ومادد رجله مش مادد إيده، وليس عندنا دفاتر أو كشوفات شهرية  للنفحات من المريدين والمحبين..

 

اقرأ ايضا : وصف حال المؤمن

 

وقد أشرفت على نهاية العمر وأرجو أن ألقى ربي عز وجل على خير.. وأعلم أن هذا المقال لن يلقى الترحيب من المنتفعين والأفاقين وأصحاب المنافع والمصالح الخاصة وما أكثرهم.. ولكنها مقولة حق يراد بها وجه الحق سبحانه و تعالى.. اقول بكل صدق وأمانة… ليس للمشيخة العامة للطرق الصوفية أي دور إيجابي تجاه أبناء الطرق الصوفية والمجتمع المصري .. لا دور اجتماعي ولا تربوي ولا ديني وخاصة فيما يتعلق بتجديد الخطاب الديني ومحاربة التطرف والإرهاب وإعداد مشايخ للتربية..

 

ولا دور ثقافي ولا دور خدمي ولا دور خاص بخدمة وتجديد المقامات بالإضافة إلى الفساد الذي إستشرى في معظم مشيخة الطرق الصوفية. ولقد تحدثت كثيرا في مسألة الإصلاح وتفعيل دور المشيخة العامة للطرق الصوفية والنهوض بها  منذ أكثر من خمسة وثلاثون عاما، منذ أن كان المرحوم الشيخ حسن الشناوي شيخا لها، وللأسف دون جدوى..

 

اقرأ ايضا: قراءة فى آية

 

وتحدثت مع الدكتور القصبي هاتفيا منذ قرابة السنة وأبلغته أننا بصدد تأسيس ورشة عمل للنهوض بالطرق الصوفية وتفعيل دورها فى البيت الصوفي والمجتمع، بناء على فكرة الأخ والصديق الصحفي الكبير الصوفي الأستاذ محمد أبو المجد، مكونة من نخبة من الصحفيين والكتاب والأدباء ورجال القضاء والمثقفين وغيرهم ممن ينتمون للبيت الصوفي لوضع خطة إصلاحية لتفعيل دور المشيخة والنهوض بها، فرحب بالفكرة..

 

وأبلغني وقتها  أنه مسافر إلى ألمانيا، ووعدني بالإتصال بعد العودة، ولم يتصل وله العذر، فالرجل مشغول بعدة مناصب والمشغول لا يشغل، بعدها قابلته مصادفة بالحرم النبوي الشريف، وذكرته بمشروع الإصلاح  ووعدني بأن نلتقي بعد العودة ولم يتصل ولم يهتم.. من هنا يجب فعلا أن يرحل ويترك الكرسي لمن هو متفرغ له ويستطيع أن يديره وينهض بدور المشيخة العامة، ويضعها حيث المكانة اللائقة بها، وخاصة أنها مؤسسة معتمدة ومعترف بها من قبل الدولة، ولها قانون خاص بها .

 

نحن نريد دور حيوي وفعال للمشيخة العامة للطرق الصوفية، نريد دور إجتماعي لأبناء الطرق الصوفية ودور خدمي، ونريد دور ثقافي وتنويري ونريد دور إجتماعي يخدم أبناء الطرق الصوفية، فما أكثر العاطلين منهم، ونريد دور فعال في مواجهة الإرهاب والفكر المتطرف وتجديد الخطاب الديني، ونريد تأهيل مشايخ لتربية المريدين تربية صحيحة على منهج التصوف، وذلك من خلال إنشاء مدارس ومعاهد تدرس منهج الدين الوسطي مع علوم منهج التصوف..

 

اقرأ ايضا : العطاء والسلب مناظرة حب

 

وبأمانة شديدة نحن نفتقد الشيخ المربي الكامل الوارث المحمدي.. نريد تعديل قانون التصوف بما يتناسب مع المرحلة، ومتطلبات العصر بما في ذلك زيادة حصة المشيخة من صندوق النذور، مع متابعة ومراقبة وجوه إنفاقها من قبل الرقابة الإدارية.. نريد إلغاء التوريث وتكون المشيخة بالكفاءة ولمن هو أهل لها.. نريد ندوات أسبوعية أو شهرية لتثقيف وتعليم أبناء الطرق.

 

نريد القضاء على السلبيات وما أكثرها وخاصة ما يحدث في الموالد مما يسئ لأهل التصوف.. نريد أن نقدم التصوف بصورته الحقيقية، والتي تعلوها سماحة الإسلام والوسطية والاعتدال وما تتزكى به النفس، وتسموا به الروح. نريد تصوف بلا شعوذة وخزعبلات وشطط.

 

نريد تصوف أصله الشريعة الإسلامية الغراء وحتى نشارك في نهضة مصرنا الحبيبة، وتقدمها وحتى يكون لنا دور حقيقي فعال في النهوض بالمجتمع والبيت الصوفي.. نحن نريد الإصلاح لا إثارة الفتن ولا فتح باب الجدل وخاصة أن مصرنا الحبيبة الآن أحوج ماتكون للتماسك والترابط والإستقرار، فأعداءنا متربصون بنا من كل جانب. ونحن الآن نخوض حرب حقيقية لا تقل عن حرب أكتوبر المجيدة، بل هي أشد وأخطر.. حفظ الله مصر وشعبها العظيم

 

الجريدة الرسمية