رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

إيرانيون أكثر من مرشد إيران !

اعتراف إيران بإسقاط الطائرة الأوكرانية يعد صدمة كاملة لمن انبروا بيننا يدافعون عن إيران، وينفون عنها أية مسئولية عن إسقاط هذه الطائرة، ويتهمون أمريكا والغرب بأنهم يكذبون للنيل من إيران.

 

هذا ما يجب أن ندركه بشكل واضح، خاصة وأن الاعتراف الإيرانى بإسقاط الطائرة الأوكرانية جاء اعترافا صريحا وواضحا من هيئة أركان الجيش الإيرانى، مشفوعا بوعد بمحاسبة المسئولين عن ذلك، وأيضاً إعلان أحد قيادات الحرس الثورى استعداد إيران لتحمل المسئولية كاملة عن هذا الحادث، بما فيها تعويضات لأسر ركاب الطائرة ضحايا هذا الحادث.

 

لست معنيا كثيرا بمحاولة إيران فى البداية التنصل من مسئولية إسقاط الطائرة الأوكرانية، ولا بتبريرات إيران بعد الاعتراف التى قدمتها لوقوع هذا الحادث المؤلم، ولا حتى بمحاولة استثمار الأمريكان الاعتراف الإيرانى لإثبات فشل ضربتهم الصاروخية لقاعدتين عسكريتين لهم فى العراق، ولتفسير أنهم لماذا لم يردوا عسكريا على ذلك.

 

اقرأ ايضا : فى انتظار رد إيران!

 

وإنما أنا مهتم كثيرا بأمر هذا النفر فى بلادنا الذى يتناول ما يدور حولنا من خلال هوى سياسى شخصى يعمى أبصارهم عن رؤية حقائق الأمور، وبالتالى يجعلهم عاجزين عن اتخاذ الموقف الصحيح دوما، لدرجة أن البعض منهم صار إيرانيا أكثر من الإيرانيين.. يدافع عما يرتكبونه فى أراضينا العربية وما يفعلونه من تدخل فى شئون شعوبها، ويلتمسون لهم الأعذار فيما يرتكبونه من أخطاء فى حقنا نحن العرب!

 

واقرأ أيضا : الأسوأ عام ٢٠١٩ وعام ٢٠٢٠

 

وإذا كان الرئيس الأوكراني يطالب إيران مع التعويضات تقديم الاعتذارات الضرورية، فإننا نطالب هؤلاء الذين يدافعون عن إيران بالحق والباطل بتقديم الاعتذار لأنفسهم أولا، والسعى لرؤية ما يحدث ويدور حولنا بأعين مفتوحة بعد أن يخلعوا نظارات الهوى السياسى والأيدلوجي الذى يحول دون رؤيتهم للحقيقة.. وليكن مفهوما أن رؤية حقيقة الأطماع الإيرانية فى منطقتنا لا يعنى تجاهل الأطماع الأمريكية فيها أيضا، وما سببته السياسات الأمريكية من كوارث لنا، والتى كان من بينها إتاحة الفرصة لإيران لمد نفوذها فى العراق وسوريا ولبنان، مثلما أتاحت الفرصة لتركيا لمد نفوذها فى ليبيا أيضا.

 

Advertisements
الجريدة الرسمية