رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

الجلالي.. رحلة كفاح حتى أصبح من أغنياء العالم

بطلنا اليوم هو رجل الأعمال العالمي، الملياردير المصري، عنان الجلالي، قصته جديرة بالتدريس، للطلاب وأولياء أمورهم، الذين يعتقد معظمهم أن "الشهادة" هي كل شيء في حياة الأبناء.. حتى أن بعض الطلبة يقررون الانتحار في حالة الفشل في إحدى السنوات.. وخاصة الثانوية.. عنان فشل فى التعليم، لكنه نجح وبرع في الحياة العملية؛ لدرجة أنه أصبح ملك الفنادق فى العالم.

 

ترجع جذور الجلالى لمنطقة هليوبوليس، بمصر الجديدة، حيث كان والده ضابطًا بالجيش المصري، وبسبب انشغال والده بعمله ودراساته العليا، عانى "عنان" من الإهمال؛ ما أسفر عن رسوبه في الثانوية العامة عدة مرات، وقال: كانت عقدة حياتي؛ كيف سأحصل على الثانوية العامة، وأنا دائما الأخير في الفصل منذ الروضة؟!، سنتين أدبي وسنتين علمي، وبمساعدة كل من حولي لم أحصل إلا على 10 في المائة كل سنة.

 

اقرأ ايضا: محمد حازم.. شهيد العشق الكروي

 

 شعر بالغربة فى وطنه، فبدأ رحلة البحث عن ذاته فى مكان آخر، فحصل على تأشيرة دخول النمسا، وسافر إليها بـ ١٠ جنيهات إسترلينية، واضطر للإقامة بأحد الملاجئ، ثم اتجه إلى بيع الجرائد لكسب قوت يومه، وبثمن "الجرائد" اشترى تذكرة سفر إلى الدنمارك، ليضطر للنوم، بما تبقى لديه من نقود، في بيوت الشباب، وأحيانا أخرى في صناديق التليفونات.

 

قال عن رحلته الغريبة: بالرغم من عدم شعوري بالفشل، وبالرغم من أن أهلي لم يعايروني، ولا أصدقائي، ولم يعاقبني والدي يومًا، ووبالرغم من مساعدتهم لي إلا أنني بدأت أشعر أني عالةٌ على الآسرة والمجتمع، فأصدقائي تخرجوا، وأصبحوا ضباطًا، في الوقت الذي كنت أتمنى فيه أن أكون ضابطًا مثل والدي لحبي وعشقي لبلدي، وكنت مستعدًا أن أكون من الفدائيين في ذلك الوقت الهام في تاريخ مصر، حتى أنه من المواقف الطريفة التي حاول بها أصدقائي مساعدتي ومساندتي في تحقيق أي نجاح، أنهم قاموا بتسجيل اسمي في نادي هليوبوليس للحصول على بطولة الجمهورية في كرة الماء، وإذا بالكابتن عبد اللطيف أبو هيف، بطل العالم حينها، يقول لي: "ياللا ياوحش"، فاستغربت.. كيف يقول بطل عالمي لطفل صغير ذي مستوى ضعيف في السباحة "ياللا يا وحش.. كمِّل"؟!

 

واقرأ ايضا: الصحفي الثائر.. صاحب نشيد "بلادي"

 

 وإذا بهذه الكلمة تغير مسار حياتي، وتصبح مصدر قوتي حتى أنني كلما واجهتني مشكلة أسمع هذه الكلمة ترن في أذني وعقلي، فأستعيد قوتي وأكمل الطريق بنجاح.

 

وفي ذلك الوقت قام والدي بتحديد موعد لي مع مدير الجامعة الأمريكية، د. ميشيل وهبة؛ في محاولة منه لإيجاد حل أو طريقة لإنهاء هذا الفشل المستمر، وذهبت في الموعد، واستقبلني د. ميشيل استقبالًا جميلًا جدا، ولم يُشعرني بأنني طالب فاشل، وأنه مدير كبير، وتحدث معي، ثم اختبرني اختبارًا بسيطًا، برغم عدم إتقاني للغة الإنجليزية، وكانت نتيجة هذا الاختبار هي التوصية بالسفر خارج مصر، فقررت السفر، وبدأت رحلة العمل، حيث سافرت بالبدلة التي ارتديها وقميصين، وفي أحد جيوبي مبلغ 10 جنيهات استرلينية، وفي الجيب الآخر المبادئ والقيم المصرية التي تربيت عليها.

 

سافرت بدون عمل ولا طعام ولا مأوى، وكان أول عمل لي مقابل ساندوتش بعد أيام قضيتها بلا طعام حقيقى، وكان أسعد يوم عندي عندما قال لي رئيس المطعم: "متى ستأتي غدا؟".. كدت أطير من السعادة لأني ضمنت طعام الغد.

 

اقرأ ايضا: "مكرم عبيد".. دور وطني خالد

 

كان يعمل صباحًا مقابل وجبة طعام، ثم يعود عصرًا ليرتدي بدلة، ويعمل بدون مقابل كمتدرب في الوظيفة التي يريد أن يرتقي إليها، ثم يحصل على الوظيفة بعد أشهر من التدريب المجاني لإتقانه إياها. تحول هدفه من مجرد الحصول على وجبة طعام وسرير، إلى الحصول على الاحترام والخبرة، فكانت ثمرة العرق والتجربة فى وصوله إلى منصب مدير أحد أكبر فنادق الدرجة الأولى بالدنمارك، وهو في منتصف العشرينيات، ثم إلى رئيس أكبر سلسلة فنادق دنماركية، وهو في الثلاثين من عمره.

 

اسس شكرة هلنان، فكانت شركته من أولى الشركات التي ساهمت في التنمية السياحية بمصر منذ الثمانينات؛ حيث تواجدت في أكثر من 10 فنادق، كما كان أول استثمار سياحي في شرم الشيخ يُقام وسط الصحراء. حصل على 6 دكتوراه فخرية على مستوى العالم لجهوده في التنمية، كما مُنح لقب سفير العلاقات التاريخية في الشرق الأوسط وفارس العلم الدنماركى من الطبقة الاولى من ملكة الدنمارك. فهو بحق نموذج مشرف للعمل والاجتهاد يجب ان يعرفه الكبار والصغار.

Advertisements
الجريدة الرسمية