رئيس التحرير
عصام كامل

عادل عبدالحفيظ يكتب: مفاجآت التصالح فى أكبر خصومة ثأرية بصعيد مصر

عادل عبد الحفيظ
عادل عبد الحفيظ

" قُم في فَمِ الدُنيا وَحَيِّ الأَزهَرا ... وَاِنثُر عَلى سَمعِ الزَمانِ الجَوهَرا".. وَاجعَل مَكانَ الدُرِّ إِن فَصَّلتَهُ في مَدحِهِ  ...  خَرَزَ السَماءِ النَيِّرا ...  وَاِذكُرهُ بَعدَ المَسجِدَينِ مُعَظِّماً".

هكذا وصفه ومدحه أمير الشعراء أحمد شوقي، عن الأزهر ودوره الذي لا يعلمه الإعلام، ويضرب فى عمق الصعيد الطيب، حيث وجد من يقدره، ومن يجل ويقدر علمائه نتحدث…

"مصالحات الأزهر" تنهي خصومة ثأرية استمرت 10 سنوات فى قنا

قبل أيام قليلة، ومع الأسبوع الأول لعام 2020 كان للأزهر، وإمامه الطيب - صفة واسما وخلقا - دور حيوي وقوى فى إنهاء أكبر خصومة ثأرية فى صعيد مصر، بصفة خاصة، وفى مصر بصفة عامة، وهى التى وقعت بين عائلتي "الطوايل" و"الغنايم"، والتى دارت احداثها بقرية "كوم هتيم" التابعة لمدينة أبوتشت اكبر مدن محافظه قنا،  وهى التى أشعلها خلاف بين طالبين، وانتهت بمصرع 17 مواطنًا من الطرفين وأحكام بالإعدام والمؤبد بحق آخرين وأزكاها بعض السياسيين الذين يقتاتون على القبلية، ولا يستطيعون أن يتحركوا إلا وسط الخلافات والنزاعات، وكانت، ولازالت، أيديهم ملطخة بدماء البسطاء والغلابة والأشقاء من الطرفين.

الأزهر قاد جولات متعددة من التفاوض، كان بطلها الأول فضيلة الإمام، ومعه الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر السابق، وكذا ابن مدينة أبوتشت بقنا، الذى شهد الواقعة د. عبدالمنعم فؤاد، وبمشاركة قوية من عميد محافظي مصر، اللواء الهجان محافظ قنا السابق ومحافظ القليوبية الحالي.

 

وتحركت سريعا وقويا مؤخرا، بفض تواجد شخصيات جديدة على الساحه حضرت لقنا بنهاية عام 2019 ومنهم اللواء اشرف الدوادى، محافظ قنا، والذى سريعا تفاعل مع الواقع الصعيدى الشرس، ووجه آخر أصبح موضع احترام الجميع وتقدير قوى من الشارع القنائى اللواء شريف عبدالحميد، مدير امن قنا الجديد، والذى أذهلنا بكلماته التى تلتزم قواعد اللغه العربية، نحوا وصرفا، ونطقا، ومخارج حروف؛ ما لفت انتباه الحاضرين، ونال إعجابهم، وبالإضافة لعدد من أهل الخير والتسامح من ابناء المدينة، ومحافظة قنا ممن لايلعبون السياسة، ولا يحبذونها ابدا.

إن ما حدث بقرية "كوم هتيم" قبل أيام، والتى شهدت هذه المصالحة هو عنوان عريض يحمل تحته عناوين فرعية قوية عن دور الأزهر فى مصر، وأن  بالتعاون مع وزارة الداخلية تحديدا فى مناطق ساخنة، يستطيع أن يوقف كثيرا من الأحداث التى تأتى لنا بهدف القسمة والفرقة بين المجتمع الواحد.

فتحية من هنا.. من ارض الدم والنار، ومن محافظه قنا إلى الدكتور أحمد الطيب، شيخ الازهر الشريف، وإلى المحافظ السابق "اللواء عبدالحميد الهجان"، الذي حقق 129 مصالحة ثأرية فى عامين، وإلى المحافظ الجديد "اللواء أشرف الداودي"، الذي  تفاعل خلال شهر فقط، مع الشارع القنائى، وإلى مدير الأمن المثقف والواعى، والذي يخاطب خاصة الخاصة، قبل العوام، ولحديثه جرس لاتخطؤه الأذن أبدًا.

Advertisements
الجريدة الرسمية