رئيس التحرير
عصام كامل

سيد الحمري يكتب: حتى لا أطيل عليك

سيد الحمري
سيد الحمري

يُنظر إليك دوما على أنك قوي جدا من خارج الإطار، فقد يراك الكثير شامخا لا تبالي بما يحدث وقد يظنون أنك صلب لا تشوبك شائبة من الألم، كل هذا جيد لأنه من البديهي أن تظهر قويا أمام الآخرين، لا يجب أن يراك أحدهم ضعيفا، هزيلا، على الجانب الآخر وفي الحقيقة أنت هش من داخلك، مذبذب، كثير التذمر، ناقم على أشياء عدة، لم تُسدِ لكَ الحياة معروفا قط، سوى انفصامك الذي تعيش به، في رأسك تتصارع مئات الأفكار، بل ملايين الأفكار منها، أحلام، أمنيات، حتى الخرافات أيضا لها نصيب لا بأس به.

ما أنجزته وما لم تنجزه ومتى سوف تنجزه، عثراتك انتصاراتك سقطاتك، إلخ، تحمل كثيرا من العبث الصاخب الذي يكاد يسمع من به صمم، ترددك في أخذ القرار قد فاقم على ظهرك حملا ضخما، كل هذا يلوح في الأفق.

 

دورك بطولي في هذا السيناريو الدرامي، أنت البطل، أنت الكومبارس، أنت المخرج، بعد أن   انتصف بك العمر وكأنك بلغت أرذله، سنوات مضت بذكرى جميلة وأخرى محيت من الذاكرة. لم تدرك منذ نعومة أظفارك أنك سوف تصل لهذه الحقبة المظلمة، لم تضع كل هذا الزخم في الحسبان، ولا تعلم كيف تتجاوز تلك الأمور المقيطة، لم تتلقّ ولن تتلقى دعما من أحدهم، في تلك الصفحة السوداء لا تزل تبحث عن نقطة البداية.

 

الظلام يحيط بك من كل اتجاه، وأنت مكبل الأيدي، عزيزي دعني أخبرك شيئا: أنت البطل لا تنسَ هذه العبارة، أنت من يجب عليه رسم الطريق، أنت من يجب عليه تحطيم تلك النوافذ التي تحجب الضوء، أنت من يجب عليه ترتيب تلك المشاهد الدرامية في السياق الذي يحلو لك يا صاح، شئت أم أبيت يجب عليك المسير، يجب عليك إكمال الطريق الذي بدأته فلربما تفتح لك صفحات الشباب إشارة المرور الخضراء ويرشدك أحدهم إلى طريق صحيح، انزع الغطاء من على عينيك، اخرج من سنواتك العجاف وفسر لنفسك رؤيا يوسف من جديد.  

Advertisements
الجريدة الرسمية