رئيس التحرير
عصام كامل

حتى مترو الأنفاق يضطهد المعاشات يا وزيرالنقل

لم يقابل وزير بحفاوة من المواطن البسيط مثلما حدث مع الإعلان عن اختيار المهندس كامل الوزير لوزارة النقل، والتى كانت تترنح قبل مجيئه، على يد وزير كان يتعالى على الجميع ، خاصة أنه كان يرى أن القيادة السياسية تؤازره فى كل خطواته الكارثية، فجاء بعده وبهدوء كامل الوزير يصلح البعض منها..

 

وفى نفس المكان رحبت وأشادت بكامل الوزير خاصة بعد بدء مسيرته فى الوزارة بزيارة ورش الصيانة، مما يعنى أنه رجل فاهم ويعى دور أهم عناصر السكك الحديدية، لأن ورش الصيانة هى العمود الفقرى للسكك الحديدية، ولكن أكثر من مرة كتبت فى هذا المكان وكتب غيرى أن مترو الأنفاق التى تصرف على استكمال مرحلة المليارات ويعد أهم وسائل المواصلات فى مصر والذى ينقل يوميا حسب تقديرات الوزارة نفسها من 3 إلى 5 ملايين راكب يوميا يعانى من إدارته أشد المعاناة..

 

اقرأ أيضا : نداء السيسى.. وصمت رجال الأعمال!

 

ولا أبالغ إن قلت إنه يدار بجهل وبأسلوب متخلف يتناقض تماما مع ما تعلنه الدولة من تطوير ورقمنة ومسايرة العلم والعالم. والدليل ما صدر عن إدارة المترو بالنسبة لتجديد أو إصدار اشتراكات لمن هم فى سن المعاش، وسنعرضه فى السطور التالية:

 

 أولا: ولعلم وزير النقل كانت الاشتراكات منها السنوى ومنها ربع السنوى حسب رغبة المواطن، وطبيعة ظروفه، كانت الأوراق عبارة عن صورة الرقم القومى وصور شخصية، وبناء على الاستخراج الأول يتم تجديد الاشتراك بدون صور لأنها موجودة على الشاشة ومحفوظة وبدون رقم قومى، لأن كل البيانات موجودة من المرة الأولى، والحمد لله تم تجديد العام الثانى بهذا النظام الراقى والمريح..

 

ولكن لأن هناك فتوى للحكومة بأن راحة المواطن حرام ولابد من إرهاقه، تم إلغاء الاشتراك السنوى ونصف السنوى، وإجباريا أصبح الاشتراك ربع سنوى فقط، كان هذا الإجراء عندما تم زيادة الاشتراك فأصبح 560 جنيها بدلا من  240 جنيا، وبالرغم من أن الزيادة كبيرة جدا على مواطن تم إحالته إلى المعاش، وأنهم ألغوا 50% من المحطات التى كانت فى الاشتراك القديم..

 

واقرأ ايضا: حكاية "الطفل تيدى" مع المعلمة!

 

ولكن لم يكن أمامه إلا الانصياع لأمر الحكومة، الطريف لو أننى فى أخر يوم عمر من الاشتراك أردت تجديد الاشتراك يقولوا لك آسف لابد ان ينتهى، طيب هو لازم اجى بتذكرة تانى يوم واغرم عدة جنيهات؟ يقولك النظام كده..

 

ثانيا: الجديد يا معالى وزير النقل، عند تجديد اشتراك المعاشات فوجئنا بأنه المطلوب خطاب مختوم من المعاشات بأننا من أصحاب معاشات.. فرضا أن هذا ربما يكون مقبولا عند استخراج الاشتراك لأول مرة ولكن هل يعقل أن يكون هذا فى كل مرة للتجديد؟ وإذا كان التجديد كل ثلاثة اشهر فهل يعقل أن يكون المطلوب مشوار يكلف المسكين مواطن المعاش جهد ا كبيرا ومالا؟

 

الاشتراك 140 جنيها واصرف عليه مواصلات فقط من 30 إلى 40 جنيها، بالإضافة إلى الجهد لمواطن فى المعاش؟ هل هذا يتمشى مع الرقمنة والتطوير وما يدعو إليه الرئيس السيسى فى كل خطبه ورسائله إلى الشعب.. ومواطن يثق فى الرئيس ولكنه يفاجئ من المؤسسات الحكومية عكس تماما ما يدعو إليه ويحاول ترسيخه فى المجتمع .

 

واقرأ أيضا : قهوة صباحية مع نزار قباني!

 

ثالثا : سبق أن كتبت أن المليارات التى تنفق على شراء القطارات وشق أنفاق المترو لا فائدة منها إلا اذا وصلت الخدمة للمواطن على أرقى مستوى، ويتناسب مع هذا الأنفاق، فهل مترو الأنفاق الذى لايجد فيه المسن مقعدا بالرغم من تخصيص مقاعد لهم وبسبب عدم المتابعة والمراقبة أصبح المسن أحيانا يذل من أجل شاب أو أحد يترك له مقعده؟

رابعا: عندما جاء كامل الوزير ظهر فى جميع المحطات حالة من الطوارئ وعادت النظافة إلى هذا المرفق الحيوى، ولكن الأمر تراجع الآن..

أخيرا هذه الرسالة إلى رجل نثق فيه ونثق فى قدراته ورؤيته، لأن ما يحدث لأصحاب المعاشات لا يليق بإنسانيتهم وعطائهم لبلدهم، وأيضا لا يتوافق مع رؤية الرئيس السيسى من تطوير ورقمنة الخدمات.

وتحيا مصر.

الجريدة الرسمية