رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

صفقة «رأس الجنرال».. هل سلمت المخابرات التركية قاسم سليمانى لأمريكا مقابل ليبيا؟

الجنرال قاسم سليمانى
الجنرال قاسم سليمانى

غموض كبير يكتنف عملية اغتيال قائد فيلق القدس الإيرانى، الجنرال قاسم سليمانى، خصوصا أن «الحاج» كما يناديه أعوانه فى الإقليم ظل خلال الأعوام الماضية هدفا سهل الاصطياد للقوات الأمريكية لكنها اعتادت غض الطرف عن تحركاته.

ويري المراقبون للشأن الإقليمى أن عملية اغتيال قاسم سليمانى فى هذا التوقيت، ربما جاءت بهدف رد الاعتبار لواشنطن عقب محاولة اقتحام سفارتها فى بغداد، فيما يري آخرون أن الترتيبات الإقليمية الجارية خصوصا فى شمال سوريا، استدعت التخلص من الجنرال الإيراني، قبل إعادة ترتيب أوراق 2020.

رحلة جنرال «فيلق القدس» فى المنطقة التى انتهت فى قلب مطار بغداد، تدفع إلى الواجهة شكوك كثيرة حول دور محوري للمخابرات التركية فى عملية وضع رأس الذئب الطائر فى مرمى صواريخ الكاتيوشا الأمريكية.

ما نشر عن عملية استهداف موكب قاسم سليمانى، وقادة الحشد الشعبى، عقب وصوله بغداد، يدلل على عملية تأهب للقوات الأمريكية لاقتناص الصيد السمين عقب تلقيها معلومات عن وقت مغادرة طائرته من الجهة القادم منها وتوقيت وصوله، الأمر الذي سهل عملية الفجر الخاطفة.

وحسب المعلن فإن الحاج قاسك سليمانى، كان آتياً من دمشق على طائرة تبعة لخطوط “أجنحة الشام”، فخرج أبو المهدي المهندس لاستقباله في المطار، غادرا في «موكب» بسيط، مؤلف من سيارتين لا اكثر. استهدفتهما طائرات أمريكية، بعيد انطلاقهما من المطار، ليقضي كل من كان في السيارتين، وبينهم، إلى سليماني والمهندس، مسؤول التشريفات في الحشد الشعبي، محمد رضا الجابري، وعدد من أعضاء الحشد.

سيناريو التنفيذ يعزز الشكوك فى دور للمخابرات التركية حول إبلاغ نظيرتها الأمريكية بمغادرة سليمانى سوريا، خاصة  أن الزيارة إلى سوريا -حسب مصادر مطلعة- جاءت خصيصا للقاء مع الجانب التركى فيما يتعلق بالشمال السوري بهدف تلطيف الأجواء بين دمشق وأنقرة عقب وقوع عدة مناوشات عسسكرية بين الجانبين، وذلك نظرًا لما يمتلكه «سليمانى» من قنوات اتصال مباشرة مع رئيس الاستخبارات التركية هاكان فيدان، والتى خلقتها التسويات فى الشمال السوري وغيرها من مناطق النزاع هناك، وتزامنت الزيارة -أو اللقاء الخفى- مع الجانب التركى مع ما أشيع حول شروع أنقرة فى نقل عناصر المرتزقة من مناطق نفوذها فى سوريا إلى العاصمة الليبية طرابلس، الأمر الذي استدعى وضع تسويات مع بعد الانسحاب تهدف لإفساح المجال أمام قوات النظام السوري لتسلم النقاط الأمنية لضمان إبعاد الأكراد من المعادلة الجديدة.

أيضا توقيت الاتصال الهاتفى الذي جرى بين الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، ونظيره الأمريكى دونالد ترامب، لاطلاع الأخير على تصديق برلمان أنقرة على مذكرة نشر القوات فى ليبيا، يعظم الشكوك حول دور للأتراك فى تسليم «سليمانى» الذي تم اغتياله عقب اغلاقه الطرفين سماعة الهاتف بساعات قليلة، وهى سياسة ليست بجديدة على النظام التركى الذي اعتاد تسليم الحلفاء مقابل الصفقات الجديدة، وصيد بحجم سليمانى يقدمه أردوغان إلى ترامب كهدية فى أعياد الميلاد كافية لضمان كتم صوت البيت الأبيض عن خطة تحرك أنقرة العسكرية إلى طرابلس إلى حين.

 

Advertisements
الجريدة الرسمية