رئيس التحرير
عصام كامل

النائب فؤاد بدراوي في حوار لـ"فيتو": "الوفد" ما زال يعاني من «أزمات البدوي» المالية.. وتبرعاتي للحزب تزيد عن مليوني جنيه

فؤاد بدراوي
فؤاد بدراوي

>> لم أحدد موقفي من خلافة «أبو شقة».. ويكفينى فخرا أن "أكنس" الوفد.   

>> قرار إسقاط عضوية البدوي ليس تصفية حسابات والهيئة العليا صاحبة القرار.

>> حزب النور ليس قائما على أساس ديني ويقوم بدور وطني ونوابه في المجلس يعبرون عن مصلحة المواطن.

>> المعارضة ليست بـ«الصريخ» والصوت العالي والوفد يعارض بطريقة بناءة وموضوعية.

>> قانون مجلس الشيوخ له الأولوية في الصدور من البرلمان يليه النواب ثم تقسيم الدوائر والمحليات في النهاية.   

أجرى الحوار: محمد زكريا

سنوات أربع ابتعد خلالها عن «بيت الأمة»، لم يكن يظن يومًا أن يتم استبعاده أو إبعاده عن المكان الذي شهد سنوات صعوده وبريقه السياسي، غير أن الدكتور السيد البدوي، رئيس حزب الوفد الأسبق، لم يجد حرجًا في الإطاحة بالنائب فؤاد بدراوي، السكرتير العام للحزب، أو رجل «بيت الأمة» الثانى.  «فيتو» التقت «بدراوى» ليس للحديث فقط عن سنوات «الإقصاء»، لكن الحوار امتد لأكثر من جانب، فـ«بدراوى» الذي عاد مرة أخرى إلى «الوفد» وتحديدًا إلى موقعه السابق، لا يزال يمد يد العطاء لـ«الوفد» بالتبرعات والمقترحات، ولا يزال يكرر جملته الشهيرة «كفاية أكنس الوفد».  الحديث مع سكرتير عام «الوفد» تطرق أيضا إلى ملفات عدة أبرزها الأزمة المالية في الحزب التي ورثها من رئيسه السابق الدكتور السيد البدوي، وعن تبرعاته وتفاصيل عودته للوفد، وعمله نائبا في اللجنة التشريعية في مجلس النواب.. فإلى نص الحوار: 

*بداية.. من المنتظر أن تشهد الأشهر المقبلة انتخابات برلمانية.. كيف سيكون الأمر داخل حزب الوفد إذا تولى المستشار بهاء أبو شقة رئاسة مجلس الشيوخ؟  حال تولى المستشار بهاء أبو شقة رئاسة مجلس الشيوخ، فهذا شىء يقدره الحزب ويحترمه، نظرا لكونه قيمة وقامة قانونية كبيرة، ومجلس الشيوخ يحتاج إلى عقلية وخبرة وقامة المستشار بهاء أبو شقة، أما بالنسبة لحزب الوفد ستجرى انتخابات رئاسة الحزب خلال ستة أشهر، لا يوجد تعارض بين رئاسة المستشار بهاء أبو شقة لمجلس الشيوخ وحزب الوفد، لكن العبء سيكون كبيرا للغاية، لحسن سير العمل داخل الوفد وداخل مجلس الشيوخ ستجرى انتخابات رئاسة الحزب خلال 6 أشهر.

*وهل من الممكن أن تعلن عن ترشحك لخلافة «أبو شقة» في رئاسة الوفد؟  الحديث عن انتخابات رئاسة الوفد سابق لأوانه، ومن جانبى لا أستطيع أن أقرر خوض الانتخابات حتى في مجلس النواب، لا أستطيع أن أقرر قبلها بفترة من الزمن، العبرة هنا بالقوانين في الانتخابات وتقسيم الدوائر والمنافسين في الدوائر، وقبل ذلك الناخب نفسه هل لديه قابلية أم لا، فترشحي على رئاسة الوفد سابق لأوانه، منصب سكرتير عام الوفد الذي أشغله حاليا على مدار سنوات ، هو العمود الفقرى للوفد.

*كم بلغت تبرعات النائب فؤاد بدراوي للوفد؟ تبرعاتى للحزب تزيد عن مليوني جنيه حتى الآن، وأتبرع على حسب احتياج الحزب، وأيضا على حسب إمكانياتي المادية، العطاء للوفد ليس عطاء ماديا فقط، ودائما أقول: «يكفيني فخرا أن أكنس الوفد».

*بالحديث عن الأموال.. إلى أين وصلت الأزمة المالية في حزب الوفد؟ الأزمة المالية في الوفد قائمة حتى الآن، وكل أعضاء الحزب سواء هيئة عليا ومكتب تنفيذى أو خارجهم ممن لديهم قدرات مالية، نحاول أن نضع حلولا لهذه الأزمة، من خلال المساهمات والتبرعات، والمتسبب في الأزمة المالية للوفد معروف للقاصى والدانى.

*ماذا عن مديونية الرئيس السابق لـ«الوفد» الدكتور السيد البدوي؟ لا يزال هذا المبلغ طرف شركة "ميديا لاين"، وهناك لجنة مشكلة في هذا الغرض وتفحصه جيدا، و«البدوي» لم يرد على الحزب في الديون التي عليه.

*شهدت الفترة الماضية صدور قرار بـ«إسقاط عضوية البدوي» من المسئول عن هذا القرار؟  «الهيئة العليا» صاحبة قرار إسقاط عضوية البدوي من الوفد، وهي صاحبة الاختصاص، وليس قرار تصفية حسابات، وفى حال تسديد ديونه فالأمر أيضا بيد الهيئة العليا، لأن إسقاط العضوية قرار مؤسسي.

*هل ما زالت لجنة عودة المفصولين من حزب الوفد قائمة حاليا؟ لا توجد لجنة حاليا، المفصولون عادوا للحزب، فيما عدا ثلاثة أو أربعة أشخاص في الطريق للعودة للحزب، وفيما يخص الجبهة المفصولة مؤخرا فهم وشأنهم.

*لماذا لم يعد الدكتور هانى سرى الدين للظهور على ساحة الوفد؟ الدكتور هانى سرى الدين موجود في الهيئة العليا لحزب الوفد، وتربطه علاقات طيبة مع الجميع، وله حق التصويت في الهيئة العليا والقرارات التي تتخذها.

*بصفتك النيابية وبعيدًا عن أزمات «بيت الأمة».. ما أسباب تأخر صدور قانون الأحوال الشخصية؟ هناك عدة مشروعات جارٍ دراستها في اللجان النوعية المختصة، ومن بينها قانون الأحوال الشخصية، وهناك بعض القوانين سيتم طرحها في القريب العاجل ومناقشتها في المجلس.

*البعض يشير إلى أن خلافات النائب محمد فؤاد مع المستشار بهاء أبو شقة وراء تأجيل قانون الأحوال الشخصية؟ حديث لا أساس له من الصحة تماما، من حق أي نائب التقدم بمشروع قانون، ويحصل على إجراءات مناقشته طبقا للائحة المجلس، وينظر في إقراره من عدمه، وقانون الأحوال الشخصية الذي تقدم به النائب محمد فؤاد لم يكن مقدما من الحزب، لكنه من النائب بشخصه ولا علاقة للوفد به.

*إلى أين وصل قانون الإيجار القديم في البرلمان حتى الآن؟ لا يزال حبيس الأدراج حتى الآن، في لجنة الإسكان، نظرا لحساسية هذا القانون، ولا بد عندما يصدر أن يكون في مصلحة المواطن وليس في مصلحة شخص على حساب آخر.

*هل هناك موعد لصدور قانون الإجراءات الجنائية ؟ هناك بعض التعديلات تجرى على القانون حاليا، ورئيس اللجنة التشريعية المستشار بهاء أبو شقة أشار إلى هذا الأمر، وسيصدر في دور الانعقاد الحالي والأخير للبرلمان.

*كل فترة تعلو أصوات لتطالب بشطب الأحزاب الدينية، إلى أي مدى تتفق مع هذا الرأى؟ وكيف سيكون الأمر بالنسبة لحزب النور؟  حزب النور ليس قائما على أساس ديني، ويقوم بدور وطنى، ونوابه في المجلس يعبرون عن مصلحة المواطن، وليست هناك أي شبهة فيما يخصه ، ليس هناك مخالفة دستورية في وجود حزب النور وهيئته البرلمانية متعاونة في البرلمان.

*هل من الممكن أن يقود حزب الوفد المعارضة في الفترة المقبلة؟ هذا أمر يتوقف على الانتخابات ونتائجها، والوفد دائما على مدار تاريخه يعارض معارضة موضوعية بناءة، معارضة سياسية من أجل صالح الوطن والمواطن، وليس معارضة الصوت العالى والصريخ، حاليا المعارضة في البرلمان ليس لها شكل، هناك فصيل من النواب يشكل المعارضة في المجلس وهذا أمر محمود، شريطة أن تكون المعارضة موضوعية وبناءة.

*كيف ترى تقسيم الحدود بين المحافظات وهل من المفترض أن يتم قبل إجراء الانتخابات؟ تقسيم الحدود بين المحافظات مستقر كما هو، منذ سنوات طويلة، وإذا صدر قانون الانتخابات وتقسيم الدوائر قد يكون هناك بعض المراكز أو المحافظات تحتاج إلى تعديل، لكن بشكل عام تقسيم الحدود مستقر.

*متى سيصدر قانون المحليات من البرلمان؟ لدينا أولويات في دور الانعقاد الأخير للبرلمان، قانون مجلس الشيوخ أولا، ثم قانون مجلس النواب، يليه قانون تقسيم الدوائر الانتخابية، ثم قانون المجالس المحلية، الأولوية حاليا لقانون مجلس الشيوخ، والذي من المقرر أن يعرض على الجلسة العامة خلال الشهر الجارى، وستصدر هذه القوانين جميعا في دور البرلمان الحالى، وانتخابات الشيوخ ستجرى أولا ثم النواب وبعدها المحليات.

*هل من الممكن أن يلجأ حزب الوفد لـ«التحالفات» خلال الاستحقاقات الدستورية المقبلة؟  أي تحالفات أو تنسيق حزبى بين الوفد وأحزاب أخرى وارد، ليس هناك أي مفاوضات تتم حاليا في هذا الشأن، لدينا ما يقرب من 90 حزبا، والمعروف منهم لا يتجاوز أكثر من حزبين أو ثلاثة، التحالف ليس قراري وحدي لكنه قرار مؤسسي، وليس قرارا فرديا.

*ماذا عن علاقة حزب الوفد ومستقبل وطن؟ وكيف تفسر صعود وظهور الأحزاب الجديدة على حساب الكيانات القديمة؟ علاقة حزب الوفد مع الأحزاب الأخرى طيبة ومحترمة ولا يسودها خصام، الوفد ليس خصم لأي حزب آخر، وصعود الأحزاب الجديدة في البرلمان والساحة ترجع إلى المرشحين الذين حصلوا على أغلبية الأصوات في دوائرهم، وفي الفترة الماضية كان هناك بعض الأمور التي أثرت سلبا على نتائج الانتخابات الخاصة بحزب الوفد ، العبرة ليست بعدد النواب، لكن العبرة بالأداء البرلمانى داخل المجلس، الوفد في فترة ما لم يكن عدد نوابه يتجاوز 10 أعضاء، لكن صوته كان مدويا في البرلمان، وكان يؤدى دور المعارضة الحقيقية داخل المجلس.

*النظام الانتخابى.. هل ترى الأفضل في الانتخابات المقبلة القوائم أم الفردى؟ الآراء مختلفة في هذا الصدد، هناك من يفضل أن تكون هناك نسبة للقوائم وأخرى للفردى، 75% قوائم، و25% فردي، والبعض يقول 50% و50%، وبشكل عام هناك وجهات نظر مختلفة في هذا الشأن وسيحسم عند التصويت عليه في المجلس، ومن جانبى أفضل نظام الفردى كله في الانتخابات، لكن بالنظر إلى الوضع العام وكثرة عدد الأحزاب تكون القائمة أفضل، خاصة أن هناك تمثيلا لبعض الفئات مثل المرأة والشباب.

الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"

الجريدة الرسمية