رئيس التحرير
عصام كامل

خالد بدير يكشف صفات علماء الفتنة في المجتمعات 

الدكتور خالد بدير
الدكتور خالد بدير

حددت وزارة الأوقاف المصرية عنوان خطبة الجمعة الموحدة عن "أمة اقرأ.. أمة أتقن.. بين علماء الأمة وعلماء الفتنة"، مؤكدة على جميع الأئمة الالتزام بنص الخطبة أو بجوهرها على أقل تقدير مع الالتزام بضابط الوقت ما بين 15 – 20 دقيقة كحد أقصى، واثقة في سعة أفقهم العلمي والفكري، وفهمهم المستنير للدين، وتفهمهم لما تقتضيه طبيعة المرحلة من ضبط للخطاب الدعوي، مع استبعاد أي خطيب لا يلتزم بموضوع الخطبة.

وقال الدكتور خالد بدير، من أئمة وزارة الأوقاف، إن علماء الفتنة لهم صفات كثيرة ومن هذه الصفات : كثرة الجهل والفتوى بغير علم : وما أكثر الجهلاء الذين يتصدرون للفتوى بغير علم في هذه الأيام؛ فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنْ الْعِبَادِ، وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعِلْمَ بِقَبْضِ الْعُلَمَاءِ؛ حَتَّى إِذَا لَمْ يُبْقِ عَالِمًا اتَّخَذَ النَّاسُ رُءُوسًا جُهَّالًا فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا). وشدد على أن الفتوى بغير علم قد تؤدي إلى الهلاك والدمار والوقوع في أكبر الكبائر ؛ وقد أنكر النبي –صلى الله عليه وسلم– على من أفتوا رجلًا بغير علم مما أدى إلى هلاكه وموته ؛ فعَنْ جَابِرٍ قَالَ: (خَرَجْنَا فِي سَفَرٍ فَأَصَابَ رَجُلًا مِنَّا حَجَرٌ فَشَجَّهُ فِي رَأْسِهِ، ثُمَّ احْتَلَمَ فَسَأَلَ أَصْحَابَهُ فَقَالَ: هَلْ تَجِدُونَ لِي رُخْصَةً فِي التَّيَمُّمِ؟ فَقَالُوا: مَا نَجِدُ لَكَ رُخْصَةً وَأَنْتَ تَقْدِرُ عَلَى الْمَاءِ فَاغْتَسَلَ فَمَاتَ، فَلَمَّا قَدِمْنَا عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُخْبِرَ بِذَلِكَ فَقَالَ: (قَتَلُوهُ قَتَلَهُمُ اللَّهُ أَلَا سَأَلُوا إِذْ لَمْ يَعْلَمُوا فَإِنَّمَا شِفَاءُ الْعِيِّ السُّؤَالُ، إِنَّمَا كَانَ يَكْفِيهِ أَنْ يَتَيَمَّمَ وَيَعْصِرَ عَلَى جُرْحِهِ خِرْقَةً، ثُمَّ يَمْسَحَ عَلَيْهَا وَيَغْسِلَ سَائِرَ جَسَدِهِ).

وأوضح أن من صفات علماء الفتنة تكفير الآخرين : لذلك حذر النبي صلى الله عليه وسلم من رمي الآخرين بالكفر، وأخبر عن عاقبته السيئة على المعتدي؛ فعن ابْنَ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ”أَيُّمَا امْرِئٍ قَالَ لِأَخِيهِ يَا كَافِرُ فَقَدْ بَاءَ بِهَا أَحَدُهُمَا إِنْ كَانَ كَمَا قَالَ وَإِلَّا رَجَعَتْ عَلَيْهِ”.

مكانة أهل العلم في القرآن والسنة

وأضاف: تكفير الآخرين جريمة نكراء وظاهرة شنعاء؛ ولو علم المكفِّرُ لأخيه المسلم ما يترتب على تكفيره له لما أقدم على ذلك؛ فإن الكافر يحل دمه وماله، ولا تؤكل ذبيحته، ويفرق بينه وبين زوجته، ولا يرث ولا يورث، وإذا مات لا يغسل ولا يكفن ولا يصلى عليه ولا يدفن في مقابر المسلمين ومن هنا يتبين ما للتكفير من توابع تحدث فوضى واضطراباً في المجتمع المسلم، وتمزيقاً لأواصر الأمة الإسلامية، وغرساً لبذور الشقاق والخلاف بين المسلمين.  

الجريدة الرسمية