رئيس التحرير
عصام كامل

قنا.. استراحة الملك «مقر دائم» للكبار.. الاستراحات الحكومية تسكنها الأشباح.. وزارة الري صاحبة النصيب الأوفر.. مخصصات لقطاع الطرق والكباري.. ومطالب باستغلالها لزيادة دخل المحافظة

فيتو

في دولة ترفع شعار الاستفادة من كل مليم، واتخذت إجراءات اقتصادية صعبة تحملها المواطن ببطولة نادرة جعلت الرئيس السيسي يشيد بذلك في كل مناسبة، فإن «الفشخرة» وترف المسئولين لا مكان لهما، لكن وجود استراحات للمسئولين في كل مكان في المحافظات وبدون استغلال دليل على أن الترف موجود والحياة الملكية في دولة تريد النهضة ستكون العائق الأكبر.


وفي هذا الملف رفعت «فيتو» الغطاء عن استراحات المحافظين فمحافظة قنا مثلًا تمتلك عددا من الاستراحات المنتشرة بكافة مراكز المحافظة التسع، وأغلب تلك الاستراحات كانت تابعة للملكية، وتم تحويل البعض منها إلى نوادٍ أو استراحات أو مقرات حكومية وأغلبها تابع لوزارة الري، وهناك عدد كبير منها مهمل ولا يتم استغلاله بأي شكل من الأشكال كما الحال في منطقة نجع حمادي وأبو تشت.

وفى منطقة الخزان الواقعة بين مركزي نجع حمادي وأبو تشت هناك استراحة كانت مخصصة في فترات حكم مصر السابقة لوزير الري وهذه الاستراحة عبارة عن فيلا محاطة بسور عالٍ لا يدخلها سوى الغفير وبجوارها مكان مخصص كمقر لمسئولي الري.

وفي فترة ثورة 25 يناير 2011 كانت هناك قوة لحراسة جميع الاستراحات والمقرات الخالية تحسبا لاستيلاء البعض عليها في ذلك الوقت.

وجرى العرف على تخصيص استراحتين لمحافظ قنا، واحدة وسط المدينة والأخرى على ضفاف النيل بجوار نادي قنا الرياضي "نادي الملك فاروق سابقا"، والتي كانت مقرا أيضا لاستراحة للملك فاروق، وكانت تلك الاستراحة المكان المفضل لمحافظي قنا الذين تناوبوا على المنصب حتى نهاية عصر حسني مبارك، لكن بعد 25 يناير تغير الوضع وأصبحت استراحة وسط المدينة هي المقر الدائم للمحافظ، وكانت تلك الاستراحة لفترة طويلة مصدر قلق للجيران المحيطين لكثرة الحراسات والموكب الخاص بالمحافظ إلا أن هذا الأمر تبدل نهائيًا ولم يعد له وجود.

الطرق والكباري
ويحظى قطاع الطرق والكباري بعدد وافر من الاستراحات بمنطقة التموين يعيش بها أغلب المسئولين وتمتاز هذه المنطقة بأشجار المانجو المهدرة والتي يستولي عليها المارة.

وفي منطقة الخزان توجد استراحات يطلق عليها المستعمرة وجميعها تابع لوزارة الري، وأغلبها تم تجديده وتطويره بملايين ولم يتم الاستفادة منها ولم يتم تسكينها، رغم أن هذه المنطقة إستراتيجية وتقع على ضفاف نهر النيل، على مساحة تقترب من الـ50 فدانا وأغلبها استراحات مهجورة تسكنها الأشباح، ومن بينهم استراحة مخصصة لمهندسي مشروع قناطر نجع حمادي الجديدة وهي للأجانب فقط.

وطالب أهالي أبو تشت الذين تقع في حوزتهم تلك المنطقة بضرورة استغلال تلك المنطقة وتحويلها إلى أماكن عامة يستفيد منها أبناء قنا إلا أن ذلك رفض بدعوى أن تلك المنطقة ملك للري ولا يمكن الاستفادة منها إلا لأبناء وزارة الري فقط.

وكانت هذه المنطقة استراحات للملوك ورؤساء مصر السابقين، وبعد مرور عدة سنوات نقلت ملكية تلك الأراضي إلى وزارة الري التي حولت المنطقة إلى استراحات لكبار الزوار والعاملين في مشروع القناطر.

نقلًا عن العدد الورقي...،
الجريدة الرسمية