رئيس التحرير
عصام كامل

يوم رئاسي حافل في برلين.. السيسي يبحث مع "مرسيدس" تحديث وسائل النقل الجماعي.. يؤكد الاهتمام بالتعاون مع الشركات الألمانية في المجالات العسكرية.. يزور البرلمان الألماني ويلتقي "شتاينماير"

فيتو

استهل الرئيس عبد الفتاح السيسي نشاط اليوم الأول في ألمانيا حيث استقبل بمقر إقامته ببرلين، إيكارت فون كلايدن، نائب رئيس شركة "مرسيدس بنز" الألمانية لصناعة السيارات، وذلك بحضور الدكتورة سحر نصر، وزيرة الاستثمار.


صناعة السيارات
وأكد السفير بسام راضي، المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، أن الرئيس أكد سعي مصر لتطوير نشاطها في مجال صناعة السيارات، وما يتضمنه ذلك المجال من آفاق مستقبلية واعدة، وذلك في ضوء ما يتمتع به السوق المصري من عوامل لجذب الاستثمارات الأجنبية، بما في ذلك توافر الإطار التشريعي المحفز للاستثمارات، والبنية الأساسية الجديدة والمتطورة والعمالة الفنية المُدربة ومنخفضة التكلفة.

انفتاح مصر
كما أشار الرئيس في هذا الصدد إلى انفتاح مصر للتعاون مع شركة "مرسيدس بنز"، خاصةً في ظل الخبرة العريضة للشركة الألمانية في هذا المجال، فضلًا عن أن مصر تعد من أكبر الأسواق في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، مع إمكانية النفاذ لأهم الأسواق الخارجية من خلال الاتفاقيات التجارية التي ترتبط بها مصر مع العديد من الدول والتكتلات الاقتصادية الإقليمية، وهي العوامل التي أدت إلى جذب اهتمام العديد من كبرى الشركات في العالم للعمل في مصر، ولذلك فإن شركة مرسيدس العالمية لها فرصة ضخمة لتنمية مشروعاتها وتعاونها المشترك في مصر.

مواصلة الحوار
من جانبه؛ أكد "فون كلايدن" حرص شركة "مرسيدس بنز" على مواصلة الحوار البناء لتعزيز علاقات التعاون مع مصر، لا سيما في ظل ما تتمتع به الشركة من تاريخ ممتد في السوق المصري، مشيدًا في هذا الخصوص بالإجراءات التي اتخذتها الحكومة المصرية في إطار تشجيع مناخ الاستثمار الأجنبي وتعزيز عملية توطين الصناعات التكنولوجية الحديثة، بالإضافة إلى حرص الرئيس على تسهيل عمل الشركات الأجنبية في مصر وتذليل أية عقبات في هذا الإطار، وهو الأمر الذي يتسق مع نهج الشركة، ومنوهًا بأن السوق المصري يعتبر حاليًا أحد أكبر الأسواق في الشرق الأوسط وأفريقيا، وهو ما يفتح الآفاق لقيام الشركة الألمانية بدراسة تطوير نشاطها المستقبلي في مصر.

خطط الشركة
وأضاف المتحدث الرسمي لرئاسة الجمهورية أن اللقاء شهد استعراضًا لخطط شركة "مرسيدس بنز" للتعاون مع مصر خاصة في مجال النظم الحديثة وتحديث وسائل النقل الجماعي بوسائلها ومركباتها المختلفة سواء الكهربائية وتلك التي تعمل بالغاز.

الاتحاد الفيدرالى الألمانى للصناعات الأمنية والدفاعية

كما استقبل الرئيس السيسي، بمقر إقامته ببرلين، وفدًا من الاتحاد الفيدرالى الألمانى للصناعات الأمنية والدفاعية، وذلك بحضور محمد سعيد العصار، وزير الإنتاج الحربى، والفريق عبد المنعم ألتراس، رئيس الهيئة العربية للتصنيع.

وأشاد الرئيس السيسي بالتطور الكبير الذي تشهده العلاقات الثنائية بين مصر وألمانيا خلال الأعوام الأخيرة، وأكد اهتمام مصر بمزيد من تعميق آفاق التعاون في مختلف المجالات على نحو يواكب الشراكة المتنامية بين الجانبين واستثمار الفرص المتاحة لتحقيق المصلحة المشتركة، بما في ذلك التعاون في المجالات الأمنية والعسكرية، في ظل ما تتمتع الشركات الألمانية في هذا المجال من خبرات عريقة.

التحديات الكبيرة
وقال السفير بسام راضى، إن الرئيس شدد على ضرورة الأخذ في الاعتبار التحديات الكبيرة التي تشهدها المنطقة من جراء انتشار الإرهاب والتنظيمات المسلحة، وما تمثله من خطورة حالية ومستقبلية على أمن المنطقة لسعيها للنيل من المؤسسات الوطنية للدول ولنشر العنف والفوضى، الأمر الذي يتطلب بالمقابل أعلى درجات الجاهزية من حيث استخدام أحدث النظم التكنولوجية في مجال التجهيزات الأمنية والدفاعية وما يتطلبه ذلك من تعاون مشترك وتبادل خبرات وبرامج تدريب، وهو نهج إستراتيجي تلتزم به مصر للحفاظ على أمنها وسلامة أراضيها وحدودها ومقدرات شعبها، وهو ما ينعكس على استقرار وأمن المنطقة بأسرها بما فيها حوض المتوسط والشرق الأوسط.

الوفد الصناعى الألمانى
وشدد أعضاء الوفد الصناعي الألماني على أهمية دور مصر في تدعيم أسس الاستقرار والأمن في المنطقة، فضلا عن دورها البارز في إطار الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب، وأعربوا عن اعتزازهم بمسيرة التعاون مع مصر في مجال الصناعات الأمنية والدفاعية، والحرص على استمرار التعاون المشترك والارتقاء به بهدف تزويد مصر باحتياجاتها اللازمة لتعزيز قدراتها الدفاعية وتحديثها وتطويرها.

التصنيع المشترك
وأضاف المتحدث الرسمى لرئاسة الجمهورية، أن اللقاء شهد التباحث حول آفاق تنويع مجالات التعاون العسكري بين الجانبين، بما في ذلك تدشين مشروعات تصنيع مشترك في مصر، خصوصا في ضوء القدرات المتاحة والإمكانات الواعدة في هذا الإطار لكل من وزارة الإنتاج الحربى والهيئة العربية للتصنيع.

البرلمان الألماني
كما زار الرئيس السيسي، مبنى الرايخستاج، المقر التاريخي للبرلمان الألماني، وكان في استقبال الرئيس فولفجانج شويبله، رئيس البرلمان الألماني البوندستاج.

رئيس البرلمان
وأكد رئيس البرلمان ترحيبه بزيارة الرئيس إلى ألمانيا، منوهًا بالعلاقات المتميزة التي تربط الشعبين المصري والألماني، وموضحًا حرص بلاده على دعم مصر في جهودها لتحقيق التنمية الشاملة، التي شهدت طفرة كبيرة خلال الفترة الأخيرة، وتعزيز الشراكة بين البلدين في مختلف المجالات، لا سيما على الصعيد البرلماني.

زيارة البرلمان
من جانبه، أعرب الرئيس عن تقديره لزيارة البرلمان الألماني ولقائه شويبله مجددا، وذلك في إطار تطلع الرئيس لتطوير علاقات الصداقة المتميزة التي تربط بين مصر وألمانيا على مختلف الأصعدة، خاصةً في شقها البرلماني من خلال تبادل الخبرات والزيارات البرلمانية بين البلدين، بما يساهم في تعزيز أواصر التواصل بين الشعبين الصديقين.

الرؤية المصرية
وشهد اللقاء تبادل وجهات النظر حول آخر مستجدات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، والرؤية المصرية الشاملة بشأن مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف والهجرة غير الشرعية، وكذلك ترسيخ مبدأ المواطنة ونشر ثقافة التسامح وقبول الآخر وحرية العقيدة، وما أنجزته الدولة المصرية في هذا الإطار خلال السنوات الأخيرة من خلال ممارسات فعلية على أرض الواقع، ولما لذلك من مردود اجتماعي يتوقع أن يمتد صداه لسائر دول المنطقة، وقد ثمن رئيس البرلمان الألماني جهود مصر في هذا الصدد، والتي تعد ركيزة الاستقرار والأمن في المنطقة، معربًا عن مساندته لتلك الجهود الحضارية البناءة.

رئيس ألمانيا
كما التقى الرئيس السيسي مع الرئيس فرانك-فالتر شتاينماير، رئيس جمهورية ألمانيا الاتحادية، وذلك بمقر القصر الرئاسي ببرلين.
مباحثات
وأكد السفير بسام راضى، بأن الرئيس أجرى مباحثات موسعة مع الرئيس الألماني، حيث أعرب الرئيس في مستهلها عن تقدير مصر لحفاوة الاستقبال، مشيدًا بعلاقات الصداقة المصرية الألمانية الممتدة، وما بلغته من مستوى متقدم على مختلف الأصعدة خلال الفترة الأخيرة، ومعربًا عن تطلع مصر لتعميقها وتعزيزها، لا سيما على المستويين الاقتصادي والتجاري من خلال تعظيم حجم الاستثمارات الألمانية في مصر، خاصةً في ظل أن ألمانيا تعتبر واحدة من أهم شركاء مصر داخل القارة الأوروبية، والفرصة الكبيرة حاليًا للتواجد في السوق المصرية للاستفادة من البنية التحتية الحديثة وتحسن مناخ أداء الأعمال، وكذا ما يكنه الشعب المصري من احترام لنموذج الشعب الألماني الذي يتميز بالجدية والالتزام والتفاني في العمل.
نسخة الكتاب الأثري
كما أعرب عن التقدير لقيام ألمانيا بتسليم مصر نسخة الكتاب الأثري "أطلس سديد"، الذي تم تهريبه من مصر سابقًا، والذي اصطحبه وزير الخارجية الألماني أثناء زيارته لمصر نهاية أكتوبر 2019، معربًا سيادته عن التطلع إلى مزيد من التعاون المشترك لمواجهة الاتجار غير المشروع في التراث الثقافي والقطع الأثرية.

وأوضح المتحدث الرسمى أن الرئيس الألماني رحب بالرئيس، معربًا عن تقدير ألمانيا لمصر على المستويين الرسمى والشعبى، واعتزازها بالروابط التاريخية التي تجمع بين البلدين الصديقين.
الإصلاح الاقتصادي
كما أشاد الرئيس الألماني بخطوات إصلاح الاقتصاد المصرى والمشروعات القومية الكبرى الجارى تنفيذها، مؤكدًا حرص ألمانيا على مساندة جهود مصر التنموية ودعمها في كافة المجالات من خلال تبادل الخبرات والاستثمار المشترك.
القضايا الإقليمية
وأضاف المتحدث الرسمي أن اللقاء تناول عددًا من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، لا سيما الأزمتين الليبية والسورية، وكذلك القضية الفلسطينية التي توافق الجانبان بشأنها حول تأكيد ضرورة التوصل إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، وفقا للمرجعيات الدولية.

كما أشاد "شتاينماير" بالدور المحوري الذي تضطلع به مصر على صعيد ترسيخ الاستقرار في الشرق الأوسط وأفريقيا، خاصةً في إطار مكافحة الهجرة غير الشرعية والإرهاب وتحقيق التعايش بين الأديان ودعم الحلول السلمية للأزمات القائمة بمحيطها الإقليمي.


الجريدة الرسمية