رئيس التحرير
عصام كامل

بعد 8 سنوات من الغياب.. لماذا استحضر البابا تواضروس المجلس الملي؟

البابا تواضروس
البابا تواضروس

في خبر مقتضب أعلن المتحدث الرسمي باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، القس بولس حليم، استقبال قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، أعضاء المجلس الملي، بالمقر البابوي بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية، دون أن يذكر مزيدا من التفاصيل.


الخبر الذي لم يذكر تفاصيل اللقاء ألقى حجرا ضخما في المياه الراكدة، حيث أحدث جدلا واسعا في الشارع القبطي، الذي يعلم أن المجلس الملي منتهية ولايته منذ أكثر من ثمان سنوات، ولم يعد البابا تواضروس تشكيله مجددا، رغم المطالبات الكثيرة بذلك.

مصدر كنسي اكتفى بالقول بأن قداسة البابا تواضروس الثاني ناقش مجموعة من الموضوعات المتعلقة بالمجلس، في حين لم يظهر في الخبر سوى صورة تذكارية جمعت البطريرك وأعضاء المجلس.

وفتح الخبر الخارج من المركز الإعلامي الباب للحديث عن إعادة البابا تشكيل المجلس الملي، تحقيقا لرغبة الأقباط المطالبين بذلك، في حين راح آخرون يؤكدون أن البابا يبعث رسائل قصيرة تشير إلى أنه على وفاق مع المجلس الذي انتهت صلاحياته بالفعل ولم يعد موجودا.

وانتهت ولاية المجلس الملى بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية منذ أبريل 2011 بعد أن منعت الحالة الصحية لبابا الكنيسة الراحل شنودة الثالث، إعادة انتخابه أو تشكيله ومن ثم تدهور حالته الصحية ووفاته في مارس 2012.

ويظل المجلس الملي اسما فقط دون اختصاصات فعلية، على أرض الواقع، رغم أن اسمه ظهر في انتخابات البطريرك الحالى تواضروس الثانى، باعتبار أعضاء المجلس أصحاب الحق في التصويت والانتخابات، وأيضا ظهر في عدد من المواقف داخل الكنيسة أبرزها إصداره بيانا عقب الاعتداء على الكاتدرائية، ورفض إصدار أفلام للبابا شنودة الراحل إلا بالتنسيق مع الكنيسة.

ومنذ انتهاء ولاية المجلس لا يظهر إلا حين يتطلب الوضع ظهوره، أو ربما يستخدمه البابا تواضروس لأمر ما، أو مصدر للبيانات في الأوقات التي تحتاجها الكنيسة.

ويعتبر المجلس الملى هو همزة الوصل بين الكنيسة والدولة ومهامه هي النواحي الإدارية، ولا يتدخل إطلاقـًا في الأعمال الدينية والخدمة داخل الكنيسة، وتعالت الأصوات في الفترة الأخيرة بضرورة انتخاب مجلس ملى جديد.

كما تسلم البابا تواضروس مقترحات التيار العلمانى التي قدمها المفكر القبطي كمال زاخر بشأن تصور جديد للمجلس الملى.

وعقد البابا تواضروس الثانى اجتماعا منذ أعوام مضت مع بعض أعضاء المجلس الملى واقترح عليهم تغيير اسم المجلس لأنه يوحى بانفصاله عن الكنيسة، وليواكب العصر بعيدا عن اتخاذ بعد طائفي بعد إلغاء المحاكم الكنسية، وشكل لجنة لمناقشة تعديلات للائحة وهو ما لم يظهر بعد..

لكن بات واضح أن البابا تواضروس يستدعي المجلس الملي حين يتطلب الأمر ذلك، وهو ما وضح جليا في الحملة التي أطلقت العام الماضي وطالت البطريرك نفسه، حيث تفاجئ الجميع بخروج بيان صادر عن المجلس الملي، المنتهية ولايته يعلن خلاله دعمه الكامل للبابا تواضروس، ضد ما وصفه بحملات التطاول التي يتعرض لها البطريرك، منتقدا في الوقت ذاته التجاوزات التي قال إنها لا تمت بصلة للمنظومة التي تدار بها الكنيسة.

البيان رغم الانتقادات الشديدة التي واجهها، بسبب أن المجلس الملي منتهية ولايته، منذ الأيام الأخيرة للبابا الراحل شنودة الثالث، ولم يُعد تشكيله مرة أخرى، واعتبر البعض أن البيان لا يتعدى كونه «استحضارا لروح ميت».

والسؤال الذي يطرح نفسه ولم يجب عنه الخبر المقتضب الذي نشره المتحدث الرسمي باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، لماذا استحضر البابا تواضروس المجلس الملي في هذا التوقيت؟
الجريدة الرسمية