رئيس التحرير
عصام كامل

مدير صندوق مكافحة وعلاج التعاطي: إقرار مشروع قانون مصحات الإدمان "الأهلية والخاصة" قريبا

فيتو


  • مكافحة المخدرات لا تقل أهمية عن محاربة الإرهاب وكليهما يستهدف تدمير الشباب والقضاء على التنمية
  • الإعلان عن نتائج المسح الشامل للإدمان ديسمبر المقبل.. وإقرار قانون مصحات العلاج الأهلية والخاصة قريبًا
  • مشاهدات تنويهات حملة "إنت أقوى من المخدرات" على مواقع التواصل 40 مليونا خلال 2019
  • 102 ألف موظف خضعوا لـ «حملات الكشف».. ومشاركات محمد صلاح في الحملات الدعائية «مجانية»

كشف الدكتور عمرو عثمان، مدير صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي، عن أن الإعلان عن المسح الشامل للإدمان في مصر سيتم خلال ديسمبر المقبل، مشيرًا إلى أنه بناء على النتائج التي سيظهرها المسح سيتم تحديد الاتجاهات العامة للخطة الوطنية لخفض الطلب على المخدرات (2020-2025) بالتنسيق مع الجهات والمؤسسات المعنية.

«د.عمرو»، الذي التقته «فيتو» للحديث عن أبرز نشاطات الصندوق، وخططه المستقبلية، أشار إلى أن إجمالي عدد المرضى المترددين على مراكز العلاج الشريكة للصندوق 124 ألف مريض، كاشفًا أنه تم الانتهاء من إعداد مشروع قانون مصحات علاج الإدمان الأهلية والخاصة، بالتنسيق مع الوزارات والجهات المعنية، وضبط الصياغة التشريعية في صورتها النهائية بمعرفة قطاع التشريع بوزارة العدل.. وعن تفاصيل هذا المشروع والنتائج التي حققتها المشروعات المختلفة التي يشرف عليها مدير صندوق مكافحة الإدمان والتعاطى، وأمور أخرى كان الحوار التالى:

* بداية.. حدثنا عن خطط عمل مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي خلال الفترة المقبلة؟
بداية أود الإشارة إلى أن قضية مكافحة المخدرات لا تقل في أهميتها عن قضية مكافحة الإرهاب والتصدي له، لا سيما وأن كليهما يستهدف تدمير الشباب والقضاء على فرص الدولة في التنمية واستغلال مواردها، فهذه القضية على أهميتها لا يكفي لمواجهتها اتخاذ خطوات منفردة من مؤسسات الدولة، وإنما يستلزم تضافر جهود المؤسسات الحكومية وغير الحكومية وأفراد المجتمع، بما يمكن معه تحقيق الاستغلال الأمثل للموارد المخصصة لمواجهة القضية وتعظيم النتائج المرجوة منها، ولذلك يعتمد صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي بوزارة التضامن الاجتماعي في صياغة تدخلاته لمواجهة مشكلة التعاطي والإدمان على قواعد بيانات متكاملة عن طبيعة المشكلة، وفقًا لحجم انتشارها والفئات الأكثر عرضة والنوع الاجتماعي والنطاق الجغرافي، وبناء على نتائج المسح القومي الشامل 2015 يتم إعداد الخطة الوطنية لخفض الطلب على المخدرات (2015-2020 ) والتي شارك في تنفيذها 11 وزارة ومؤسسات المجتمع المدني والشباب المتطوع.

*ما النتائج الأولية التي توصلتم إليها في المسح الشامل للإدمان في مصر؟
حاليا يتم تنفيذ المسح القومي الشامل الجديد، ومن المقرر أن يتم الإعلان عن نتائجه ديسمبر المقبل، وبناء على هذه النتائج سيتم تحديد الاتجاهات العامة للخطة الوطنية لخفض الطلب على المخدرات (2020-2025) بالتنسيق مع الجهات والمؤسسات المعنية.

*ماذا عن آليات عمل الصندوق للعلاج والوقاية؟
نجح الصندوق في إتاحة الخدمات العلاجية لمرضى الإدمان ضمن منظومة تعتمد طوعية التقدم للخدمات العلاجية وسهولة الوصول إليها بالمجان دون أي نوع من أنواع التمييز من خلال الخط الساخن لعلاج الإدمان 16023 الذي يعمل يوميًا على مدار الساعة، وكذلك من خلال منصات التواصل الاجتماعي، مع اعتماد نظام متكامل يضمن سرية بيانات المتقدمين لتلقي العلاج من مرض الإدمان.

*كم بلغ عدد المترددين على المراكز العلاجية؟
بلغ إجمالي عدد المرضى المترددين على مراكز العلاج الشريكة للصندوق 124 ألف مريض خلال الفترة من 30 /6/ 2018 حتى 1/ 7/ 2019.

*ما نوعية الخدمات التي يقدمها الصندوق للمتعافين من الإدمان؟
المنظومة تعمد إلى توفير الخدمة العلاجية للمناطق المحرومة من خلال (23) مركزا علاجيا في (14) محافظة، وجار إنشاء 5 مراكز جديدة خلال العام المقبل، بالإضافة إلى إشراك أسر المرضى وذويهم في العملية العلاجية، كما اهتمت المنظومة بتنفيذ تدخلات علاجية للحد من العواقب الصحية والاجتماعية لتعاطي المخدرات، بما في ذلك تدابير الحد من انتقال فيروس الالتهاب الكبدي الوبائي (فيروسC) وفيروس نقص المناعة المكتسبة (HIV) المرتبط بتعاطي المخدرات، بالإضافة إلى أن الخط الساخن لا يقتصر دوره على تلقى طلبات العلاج وتوفير خدمات المشورة والدعم لمرضى الإدمان وذويهم، بل يمتد ليشمل تلقى البلاغات بشأن بؤر الاتجار في المخدرات وسائقي حافلات المدارس المتعاطين، حيث يقدم الصندوق هذه البلاغات للجهات الأمنية ويتم التنسيق معها لمتابعة ما أسفرت عنه من نتائج، كما يهتم الصندوق بتحقيق الدمج المجتمعي للمتعافين، وذلك من خلال توفير التدريب المهني والتمكين الاقتصادي والتوظيف الذي تجسد في إطلاق مصر لمبادرة (بداية جديدة) لتمكين المتعافين اقتصاديًا واجتماعيًا، من خلال توفير برامج تدريبية وفرص تمويلية لمشروعات صغيرة ومتوسطة تضمن لهم فرصا حقيقية للدمج المجتمعي، وتم تقديم 1.2 مليون جنيه في صورة قروض لتمويل المشروعات بالتعاون مع بنك ناصر الاجتماعي.

*ما أبرز البرامج الوقائية التي يقدمها الصندوق؟
يتم تنفيذ البرامج الوقائية التي تتبنى مكون المهارات الحياتية كآلية لتنمية قدرات النشء والشباب على مواجهة مشكلة تعاطي وإدمان المخدرات وتمكنهم من اتخاذ قرارات إيجابية بشأن صحتهم، وتطبق الأدلة العلمية على نطاق واسع في المؤسسات التعليمية والشبابية من خلال الكوادر التطوعية الشابة والبالغ عددهم 28 ألف شاب متطوع نفذوا برامج الوقاية في 10 آلاف مدرسة باستهداف مليونى طالب خلال الفترة من 30/ 6/ 2018 إلى 1/ 7/ 2019) بالإضافة إلى تضمين مناهج التعليم المختلفة في المرحلة قبل الجامعية مكونًا توعويًا مناهضًا لهذه المشكلة.

*ما الفئات العمرية التي سيتم التركيز عليها في عمل الصندوق خلال الفترة المقبلة؟
يهتم الصندوق في صياغة تدخلاته الوقائية والعلاجية بجميع أفراد المجتمع، مع إعطاء أهمية خاصة بالفئة العمرية من (15 إلى 25 سنة)، وذلك من خلال برامج التوعية المخصصة والاستهداف المباشر في جميع الأطر المحيطة بهم مثل المدارس والجامعات ومراكز الشباب والأندية، كما أن الصندوق يهتم بمشاركة الشباب في تنفيذ أنشطته من خلال شبكة منتشرة في مختلف محافظات الجمهورية.

*إلى أين وصلت في مشروع قانون مصحات علاج الإدمان الأهلية والخاصة؟
تم الانتهاء من إعداد المشروع بالتنسيق مع الوزارات والجهات المعنية وضبط الصياغة التشريعية في صورتها النهائية بمعرفة قطاع التشريع بوزارة العدل بعد إحالته من خلال مجلس الوزراء، ومن المنتظر أن يتم إقراره خلال الفترة المقبلة.

*كيف بدأت حملات محمد صلاح وغيره من المشاهير مع الصندوق؟
اهتم الصندوق بتنفيذ حملات إعلامية متكاملة بمشاركة واسعة من الشخصيات العامة، ومن أبرزهم نجم الكرة محمد صلاح، لما لهم من تأثير قوي على تشكيل وعي الشباب واهتماماتهم، وقد كان من نتائج المرحلة الأخيرة للحملة التي تم إطلاقها تحت شعار «إنت أقوى من المخدرات» أن بلغ إجمالي عدد مشاهدات تنويهات الحملة على مواقع التواصل الاجتماعي 40 مليون مشاهد خلال عام 2019، وساهمت الحملات في زيادة نسبة الاتصال على الخط الساخن، بمعدل زيادة قدره 4 أضعاف، وارتفع عدد متابعي صفحة الصندوق الرسمية على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» من 5 آلاف عام 2015 ليصل إلى مليونى متابع عام 2019، 80% منهم من فئة الشباب.

*هل يحصل محمد صلاح على مقابل للمشاركة؟
الحقيقة أن كافة التنويهات التي قام النجم محمد صلاح وغيره من المشاهير بتصويرها مع الصندوق تمت دون مقابل تمامًا، إسهامًا منهم في مواجهة قضية التعاطي والإدمان.

*ما نتائج حملات الكشف على الموظفين والعاملين في الأجهزة والمصالح الحكومية؟
على ضوء تكليفات رئيس الجمهورية بتنفيذ حملات للكشف عن التعاطي بين العاملين بالجهاز الإداري للدولة، واتخاذ الإجراءات الرادعة ضد من يثبت تعاطيه للمخدرات، وذلك عقب فاجعة قطار محطة رمسيس التي راح ضحيتها عدد كبير من المواطنين، نفذ الصندوق بالتعاون مع الجهات الفنية الشريكة حملات الكشف في 28 وزارة، على مستوى 23 محافظة خضع خلالها للكشف على عدد (102 ألف عامل تقريبًا)، وأسفرت الحملات عن انخفاض نسبة التعاطي لتصل إلى (2%) مقارنة بنسبة (8%) في بداية الحملات، في حين ارتفع عدد طالبي الخدمات العلاجية المقدمة من صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي من فئة العاملين بالجهاز الإداري للدولة ليصل إلى 15 ألف عامل، بنسبة 28% من إجمالي طلبات العلاج المقدمة من مرضى الإدمان، في إشارة إلى مدى استجابة العاملين للتقدم الطوعي للعلاج نتيجة للأثر الرادع للحملات.

*ما ترتيب المواد المخدرة الأكثر انتشارا في المجتمع؟
وفقًا لبيانات الخط الساخن يأتي الترامادول كأعلى المخدرات انتشارًا يليه (الحشيش).

*باعتباركم المشرف على «2 كفاية».. ما أبرز المستجدات في هذا المشروع؟
«2 كفاية» يعمل على الحد من الزيادة السكانية بين الأسر المستفيدة من برنامج تكافل، ويأتي ضمن التدخُّلات الرئيسية التي تتخذها وزارة التضامُن الاجتماعي من أجل تحقيق رؤيتها في تحقيق التنمية الاجتماعية الشاملة لهذه الأسر، وتنفيذ برنامج متكامل للتنمية البشرية في المناطق الفقيرة، وتضمينها مكونًا سكانيًا لتغيير القيم الإنجابية السائدة والمساهمة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030، كما أن المشروع بشكل عام يهدف إلى الحد من الزيادة السكانية، وتعزيز مفهوم الأسرة الصغيرة وتصحيح المفاهيم المجتمعية الخاطئة والتي تدفع الأسر إلى كثرة الإنجاب، حيث يستهدف الحد من الزيادة السكانية بين 1،148،861 أسرة مستفيدة من برنامج تكافُل، والارتقاء بالخصائص السكانية لها، إضافة إلى نشر التوعية من خلال مواد توعوية بخطورة الزيادة السكانية وكيفية التعامل مع وسائل تنظيم الأسرة والمباعدة بين الولادات وهو ما يقوم به المشروع في 10 محافظات والتي تعتبر الأعلى من حيث معدلات الخصوبة والفقر، بالشراكة مع نحو 100 جمعية وبتكلفة تتخطى100 مليون جنيه.

*ما أبرز الأهداف التي يطمح برنامج «مودة» لتحقيقها خلال المرحلة المقبلة؟
«مودة» مشروع قومي يهدف إلى الحفاظ على كيان الأسرة المصرية، وذلك من خلال تدعيم الشباب المُقبل على الزواج بالمعارف والخبرات اللازمة لتكوين الأسرة وتطوير آليات الدعم والإرشاد الأسري وفض المنازعات، بما يساهم في خفض معدلات الطلاق، ومن أهم الخطوات الفعلية التي تم تنفيذها بالمشروع خلال مرحلة التنفيذ تطوير مادة علمية بمشاركة مجموعة من الأساتذة المتخصصين وبدعم من صندوق الأمم المتحدة للسكان تنقسم إلى ثلاثة أجزاء أساسية: (اجتماعي، ديني، صحي) وتوقيع بروتوكول تعاون بين وزارتى «التضامن الاجتماعي» و«التعليم العالي» منتصف فبراير الماضى لبدء أنشطة المشروع، فضلًا عن إعداد 250 مدربا وتدريب 21 ألف طالب وطالبة على المكون العلمي للمشروع في هذه الجامعات الخمس بالمرحلة التجريبية، وجار الآن إعداد مكون علمي متخصص لفئة الأخصائيين النفسيين والاجتماعيين ورؤساء مكاتب تسوية المنازعات الأسرية بالتعاون مع وزارة العدل، وذلك ضمن خطوات تنفيذ أجزاء المشروع المتعلقة بتطوير آليات تسوية المنازعات الأسرية بمشروع مودة، علمًا بأنه قد صدر في مايو الماضي قرار من المجلس الأعلى للجامعات بتعميم البرنامج على جميع الجامعات الحكومية، والبرنامج يستهدف خلال العام الدراسي الحالى تدريب 380 ألف طالب وطالبة وبناء قدرات 2000 عضو هيئة تدريس على تنفيذه على مستوى الجمهورية.

الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"..
الجريدة الرسمية