رئيس التحرير
عصام كامل

تفاصيل أولى جلسات الحوار الوطني للحديث في الشأن العام.. وزير الأوقاف يكشف سر اختيار الرئيس للمؤسسة الدينية.. ويؤكد: الرأي الديني لا يسبق أهل الاختصاص.. و"العصار" يطالب بضوابط للحديث في الشأن العام

فيتو

بدأت أمس فعاليات الندوة التحضيرية الأولى لمناقشة «قواعد ومقومات الحديث في الشأن العام» والتي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي، في احتفالية المولد النبوي الشريف وكلف الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف بفتح حوار واسع مع كافة مؤسسات الدولة.


وأقيمت الندوة الأولى في جريدة الجمهورية بحضور كرم جبر، رئيس الهيئة الوطنية للصحافة، والدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف واللواء محمد العصار وزير الإنتاج الحربى، والدكتور سامي الشريف وزير الإعلام الأسبق، والدكتور عبد الله النجار عضو مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر والدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة.

المؤسسة الدينية

وكشف وزير الأوقاف سر اختيار الرئيس للمؤسسة الدينية في جلسات الحوار الوطني، قائلا: "الرئيس إختار المؤسسة الدينية للتأكيد على أن الحديث في الشأن العام دون مؤهلات خطر.. وأخطر منه أن يتحدث الناس في الشأن العام باسم الدين لمحاولة فرضة"، مضيفا أن القنوات التي خرجت باسم الدين، وكانت تسوق الرأي العام ورأيها فيه على أنه الدين، وأن الدولة إذا لم تأخذ به فهي ضد الدين.

وزير الأوقاف يكشف سبب اختيار السيسي للمؤسسة الدينية في جلسات الحوار الوطني

وضرب وزير الأوقاف مثالا على ذلك لإيضاح القضية قائلا: "كلمني أحد الأشخاص في قضية معينة لانتزاع رأي ديني بزيارة القدس"، فقلت له: "القضية سياسية بحتة، والأصل فيها استحباب الزيارة لكن القضية فنية وسياسية تتصل بالأمن القومي، وحينما تقول وزارة الخارجية أو رؤساء الدول العربية أو القيادة السياسية للدولة تجتمع على أن زيارة القدس تحقق مصلحة يكون الرأي الديني فيها مع تحقيق المصلحة".

أهل الاختصاص
وتابع وزير الأوقاف: "علماء الدين مش هما اللي هيقولوا ميزان المصالح والمفاسد فهناك أمور كثيرة في الشأن العام الرأي الديني فيها لا يسبق الشأن الفني، وإنما يبنى على الشأن التخصصي وأهل الاختصاص، وقال أهل العلماء: حيث تكون مصلحة العباد والبلاد فثمة شرع الله".

وأضاف خلال الندوة التحضيرية الأولى لمناقشة "قواعد ومقومات الحديث في الشأن العام" بجريدة الجمهورية: "بعض الناس كان غير مؤهل دينيا ولا مؤهل سياسيا ولا من أهل الاختصاص ويريد فرض كلامه وهو ما تحاول فعله تلك القنوات بفرض الرأي العام على أنه الدين.. اللي إنت لو معملتوش تكون ضد الدين".

وأوضح أن وزارة الأوقاف حددت موضوع خطبة الجمعة 22 نوفمبر، والتي ستتحدث عن "الشأن العام" لأول مرة، وذلك بناءً على توصيات الرئيس السيسي، ضمن التجهيز لمؤتمر "الشأن العام"، وتابع: "من الضروري أن نواجه الانفلات الذي شهدناه الفترة الماضية في كافة المجالات"، مؤكدًا أن أخطر شيء يقوم به الفرد، هو أن يُخطِئ من كان على صواب.

ضبط مهنة الفتوى

وشدد وزير الأوقاف على ضرورة ضبط مهنة الفتوى والطب والمشهد الإعلامي، ووضع ضوابط للحديث، وضرورة أن نتحول من دولة الأغلبية القديمة إلى دولة المواطنة المتكافئة الحديثة؛ حتى لا يكون هناك تمييز حتى في اللفظ.

وزير الأوقاف: خطبة الجمعة عن الشأن العام للمرة الأولى ٢٢ نوفمبر

وأشار "جمعة" إلى أن أي شخص يتحدث في الشأن العام، يجب أن يكون ملما بالقوانين الدولية والمحلية، ومن يفعل غير ذلك سيضع دولته في صدام مع المنظمات والمؤسسات والقوانين الدولية، أو أن يعرضها لتهمة معاداة شرع الله.

تصحيح المفاهيم
وتابع وزير الأوقاف: "علماء السياسة يُعرفون الدولة على أنها أرض وشعب وسُلطة حاكمة، وذلك قبل النظام العالمي الجديد؛ فبعد إنشاء مجلس الأمن وغير ذلك، أصبحت مصالح الأوطان لا تنفك عن مقاصد الأديان، ودورنا أن نصحح المفاهيم".

وفي كلمته، أكد الكاتب الصحفى كرم جبر، رئيس الهيئة الوطنية للصحافة، أن الحوار في الشأن العام أمر شديد الأهميه لأنه يمس أمن الدولة، لأن الجماعات المتطرفة يفتون بما يهدد نسيج الوطن ويطلقون دعوات تهدد أمن واستقرار المجتمع.


العبور الثاني
وقال اللواء محمد العصار، وزير الإنتاج الحربي، إنه "في الفترة التي تسلم فيها الرئيس السيسي البلاد، كانت في حالة خطيرة وصعبة، وخلال ٥ سنوات فقط قام بإنجازات كبيرة، نعتبرها العبور الثاني لمصر، فالعبور الأول كان في نصر أكتوبر عام 1973، والثاني في عهد الرئيس السيسي، ونحن الآن في فترة استثنائية، وبالفعل نحتاج ضوابط على التحدث في الشأن العام، وأن ندرك خطورة ذلك".

وزير الإنتاج الحربي: ما أنجزه السيسي بمثابة العبور الثاني لمصر (صور)

الإلمام بكافة المجالات
وأوضح خلال كلمته أن من يتحدث في الشأن العام، يجب أن يكون ملمًا بكل المجالات، وكل ما يتحدث فيه، والضوابط لا تعني قيود، مؤكدًا أنه متفائل بالتطور الذي يحدث في البلاد، خاصة وأن الدولة تتقدم، في وقت أصبحنا فيه مدركين بالتحديات الخارجية.

وأكد "العصار" أن الحديث في الشأن العام أمر هام وعلى من يتحدث فيه يجب أن يكون مدرك ما يقوله، ومن أهل التخصص، ولابد من وضع عدة ضوابط بشكل لا يتعارض مع حرية الرأي.


ورش عمل
ومن جانبه قال الدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، إن الشأن العام، هو شأن الدولة المصرية في التغيرات السريعة، والتحديات التي تواجهها، وهو محور جوهري يناقش في مؤتمرات الشباب بشكل بنّاء وقوي، وتكون قابلة للتنفيذ.

وأكد خلال مشاركته بأولى الجلسات التحضيرية لـ"مؤتمر الشأن العام"، والتي تستضيفها جريدة الجمهورية، ضرورة أن "نبني مؤتمر تحت مُسمى الشأن العام، وأن نحدد المحاور المرتبطة بالشأن العام، هل هو كل ما يرتبط بالدولة أو المواطن، وتقسيم تلك المحاور على جلسات، ثم اختيار الشخصيات القوية والمناسبة، والخروج بمعطيات، بالإضافة إلى ضرورة أن يكون هناك ورش عمل مع الشخصيات العامة والمتخصصة".
الجريدة الرسمية