من المنزل والمقهى والصيدلية.. ذكريات محمود عبد العزيز بالإسكندرية (صور)

يسترجع أهالي منطقة الورديان غرب محافظة الإسكندرية، ذكرياتهم مع الفنان الراحل محمود عبد العزيز والملقب "بالساحر"، في ذكرى رحيله، وذلك من أمام مسقط رأسه بشارع طموم بالحى الشعبى، والذي كان شاهدا على طفولته ونشأته خلال مراحله العمرية.

"فيتو" رصدت المنزل الذي عاش فيه الراحل محمود عبد العزيز، خلال فترة شبابه، وهو عبارة عن منزل قديم مكون من ثلاثة طوابق أسفله جراج عائلة المعاون التي سمى على اسمها الشارع بمنطقة الورديان غرب المحافظة.

وقال أحمد علي، أحد جيران الراحل، إنه يقيم منذ 73 عاما بمنطقة الورديان مسقط رأس الفنان الراحل محمود عبد العزيز وتعامل مع جميع أفراد العائلة والساحر خلال تواجدهم بالمنطقة، مضيفا أن أسرته كانت تتمتع بالأخلاق الحميدة والسيرة الحسنة والسماحة مع الجيران والتواضع، وهو ما شاب علية الراحل منذ الصغر خلال تواجده بالمنطقة قبل الرحيل إلى القاهرة لممارسة عمله الفنى وتمتع الجماهير بأعماله التي لا تنسى على الإطلاق ومنها الساحر ومحفوظ والكيت كات والكيف ورأفت الهجان.

وأضاف "علي" أن بالرغم من ارتباط الفنان الراحل وحياته المليئة بالشهرة والنجومية لم ينقطع الراحل كما يعرفه أهل منطقته عن زيارة عائلته بمنزلهم القديم بشارع الشيخ "طموم"، والأقارب والجيران، إلا أنه كان يحرص خلال زيارته لمسقط رأسه على الاطمئنان على أفراد عائلته الذين كانوا يمكثون في هذا المنزل، قبل أن يصبح خاليًا بعد وفاة والده ووالدته، وأصبح مغلقا ولم يتردد عليه أحد من العائلة والأقارب وظل متعلقا بذكريات وحكايات تجمع الساحر بداخل هذا المنزل العتيق.

وأكد العم حسن أحمد صاحب مقهى، أن فور علمهم بوفاة الفنان الراحل كانت الصدمة الكبرى والمحزنة في قلوب محبى وعشاق الساحر وأهالي المنطقة، وهذا يدل على تواضع ورقى واعتزاز الساحر بنشأته في حي الورديان الشعبي، وهذا قليل ما يعتز المشاهير والفنانين بنشأتهم بداخل محافظتهم، مضيفا أن الساحر كان يواظب على الصلاة، بداخل زاوية قريبة من منزله، مؤكدًا أنه كان يتمتع بأخلاق حسنة وتواضعه مع الأصدقاء والجيران ويحرص على التقرب منهم.

في الجهة المواجهة لمنزله تقع إحدى الصيدليات، والتي كان الفنان الراحل خلال تواجده بالمنطقة يواظب على شراء الدواء منها لوالده ووالدته قبل وفاتهما.

محمود عبدالعزيز ويوسف شاهين يتصدرا معرض الإسكندرية

يذكر أن الفنان محمود عبد العزيز وافته المنية عن عمر ناهز الـ70 عامًا، بعد صراع مع مرض السرطان، وتم دفنه بمقابر الأسرة بمسقط رأسه بمنطقة الورديان غرب الإسكندرية يوم 12 نوفمبر 2016.

وفي العام الماضي، اعتمد المجلس التنفيذي لمحافظة الإسكندرية، إطلاق اسم الفنان الراحل محمود عبد العزيز على ميدان الصينية بمنطقة الورديان مسقط رأسه، ليكون بمثابة رمز للمنطقة التي تربى وترعرع بها قبل أن ينتقل إلى القاهرة.

كان الساحر قد فارق الحياة بعد أن ترك لنا أعمالا فنية رسمت الكثير من المشاعر الجميلة في قلوبنا وعلى وجوهنا، وقد تميز عن جيله بوجهه الصبوح، وقدرته على سرقة ابتسامة رقراقة صافية وطبع ضحكة من القلب في وجه كل من يشاهدون أعماله، وكان فنانا من الفنانيين الحقيقيين الذين يتميزون بقدرة فائقة على جعل المشاهد يقع في حبهم من الطلة الأولى، وهو من جيل السبعينيات، وله أفلام ومسلسلات لا تنسى منها فيلم الكيف، وفيلم الحفيد، وفيلم الكيت كات الذي استطاع من خلاله أن يجسد شخصية الرجل الكفيف ويرسم لنا أبعادا درامية ونفسية لهذا الشخص بكل ما فيه من تناقضات، تجعلك لا تدري هل تضحك بكل قواك، أم تجهش من البكاء، وكانت مقابر أم كبيبة هي محطته الأخيرة وختام رحلته مع هذه الدنيا.