مناخ 2019 «متقلب المزاج».. التغيرات المناخية تُنهي الوصف القديم لطقس مصر.. سيول وصقيع بالشتاء.. رطوبة عالية بالصيف.. وهبوب متأخر لرياح الخماسين.. و«الأرصاد» تكشف آخر التطورات

شهدت مصر في عام 2019، طقس غير مستقر في الفصول الأربعة "الصيف، الربيع، الخريف، الشتاء"، ليدل ذلك على أن التغييرات المناخية وصلت إلى مصر وغيرت من طقسها الذي امتاز دائما بأنه " حار جاف صيفا، معتدل ممطر شتاء".

الاعتدال في الطقس أصبح لا يعرف لمصر طريقا، فالصيف أصبح شديد الحرارة، مرتفعا في نسب الرطوبة، أما الشتاء فأصبح الصقيع شعاره، حتى رياح الخماسين لم تأت في موعدها في فصل الخريف.

وصف جديد
وأعلن الدكتور أحمد عبد العال، رئيس هيئة الأرصاد الجوية السابق، أن الهيئة بدأت بالفعل في دراسة توصيف جديد لمناخ مصر، بعد أن أخفت التغييرات المناخية ملامح التوصيف الذي اعتدنا عليه وقمنا بدراسته في المدارس.

وأضاف رئيس الهيئة السابق، في تصريحات خاصة، أنه فور الانتهاء من دراسة التوصيف الجديد، سيتم مخاطبة وزارة التربية والتعليم، من أجل تعديل التوصيف القديم.

تعديل «مناخ مصر» في المناهج الدراسية.. «الاحتباس الحراري» ينهي سنوات «حار جاف صيفا معتدل ممطر شتاء».

ارتفاع الرطوبة
الدكتور محمود شاهين، رئيس غرفة التنبؤات الجوية بهيئة الأرصاد الجوية، أكد أن الصيف في مصر كان مشهورا بأنه جاف، لذلك لم نشعر بارتفاع درجات الحرارة، ولكن مع ارتفاع نسبة الرطوبة، أصبح المواطن، يشعر بحرارة الجو، لافتا إلى أن الصيف ليس أعلى فصل في تسجيل درجات الحرارة، ولكن ارتفاع نسبة الرطوبة به، جعل المواطن يشعر بأنه أكثر الفصول حرارة.

وأضاف شاهين، في تصريحات خاصة لـ"فيتو": إن من ضمن التغييرات المناخية التي شهدها طقس مصر، هو تأخر حدوث رياح الخماسين بفصل الربيع هذا العام، مؤكدا أن هذا أمر ليس طبيعيًا، وتأتي الرياح من المنخفضات الخماسينية وتنشط معها الرياح الجنوبية الغربية، وتكون مثيرة للرمال والأتربة وتصل لحد العاصفة، خاصة في الطرق الصحراوية، وترتفع معها درجات الحرارة بسبب انخفاض الضغط الجوي.

وقال إن السيول في الأصل ظاهر خريفية، ولكن يفعل التغييرات المناخية ظهرت في فصل الشتاء، أيضًا الشتاء أصبح باردا جدا، وذلك بسبب العواصف التي تشعر الإنسان بالبرودة، أما الصيف فأصبح شديد الحرارة بسبب ارتفاع نسب الرطوبة.

وعن التوصيف الأقرب لمناخ مصر، أكد شاهين: «شديد الحرارة رطب صيفا، شديد البرودة ممطر شتاء»، وذلك بسبب ارتفاع الرطوبة في فصل الصيف، بنسبة تزيد على 80%، مما يزيد الإحساس بحرارة الجو، كما أن الشتاء لم يصبح معتدلا بل شديد البرودة يصل لحد الصقيع «انخفاض درجات الحرارة عن 5 مئوية» في مناطق كجنوب البلاد وسيناء، حيث تسجل درجات الحرارة في هذه المناطق في النهار 7 درجات مئوية.