رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

فكري أباظة يكتب: المؤتمر الطائر

فكري أباظة
فكري أباظة

إلى جنيف سافر الكاتب الصحفى الساخر فكرى أباظة للاستجمام في الخريف عام 1955 ، وأرسل أول رسائله لتنشرها مجلة المصور التي يتولى رئاسة تحريرها عام 1955 فكتب يقول:


لأول مرة في تاريخ رحلاتى إلى الخارج أحيل قلبى وعينى وجوانحى إلى المعاش المؤقت، ويحل عقلى محلها جميعا، وأتلقى العلم والفن في طائرة.

حملت طائرة السويس إير أربعة وسبعين راكبا غير قائدها وملاحيها، ولم تكد تطير الطائرة حتى شعرت أنى في مؤتمر علمى، كانت الطائرة تحمل وفد الأطباء المصريين المتجهين إلى سويسرا، أطباء يمثلون كل فروع الطب.. جامعيين وإداريين وجراحين ورمديين وحنجرتيين وصدريين ونفسانيين..إلى آخره.

انتهزت الفرصة فعرضت كل مواجعى وعللى على المؤتمر، فظفرت بتشخيصات وروشتات ورجيمات مجانية لوجه الله.. إضافة إلى دروس علمية وفنية وإدارية لمدى سبع ساعات.

واقسم بالله لو أن تلك الأبحاث التي أثارتها طيارة السويس ير صيغت في قوانين ولوائح ونظم، لأصبحت مصر من أصلح بلاد الدنيا وأقواها أبدانا وأذهانا.

وبحث المؤتمر الطائر، كما سميته أول ما بحث عدد الطلبة في الجامعات، فعلمت أن الجامعة المصرية رغم ضآلة نسبة المتعلمين في مصر إلا انها ضربت الرقم القياسى العالمى في عدد طلاب الجامعات، ففاقت النسبة في عدد السكان وعدد المتعلمين أمريكا وأنجلترا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا.

وجزعت إذ علمت من المؤتمر الطائر أن هناك أزمة عالمية في التمريض والممرضات، وأن الطب أو العلاج سيواجه خطرا داهما من قلة عدد الراغبات في العمل بالتمريض، ومشكلتها في مصر أدهى وأمر.

وحين وصلت الطائرة السويسرية إلى جنيف بعد هذا العلم الوافر الذي اكتسبته قال قلبى لعقلى: بس لحد كده وبس من هنا تقف أنت وابدأ أنا رحلتى.. نعم وجب أن انتقل من حندوسة إلى جريتا، ومن عبد المحسن سليمان إلى جانيت، ومن حافظ أمين إلى جيرمين.
Advertisements
الجريدة الرسمية