رئيس التحرير
عصام كامل

محمد عبد الوهاب: الموسيقى علم وفن

فيتو


أجرى الصحفي حسن عبد الرسول حوارا فنيا مع الموسيقار محمد عبد الوهاب نشرته مجلة الجديد عام 1973 قال فيه:
إن فن الغناء والموسيقى يعاني عقما لا ذنب لي فيه، والفن الصحيح يفرض نفسه على الآذان بعد أن يغزو القلوب، ولن تجدي محاولة لزحزحته عن المكانة التي يحتلها، فهل أستطيع أن أمنعك من الاستماع إلى مطرب رخيم الصوت جيد الأداء.. هذا مستحيل فالغناء والموسيقى هما الفن الوحيد الذي لا تجدي فيه وساطة أو شفاعة.

وأضاف عبد الوهاب: مع كل احترامي لقيمة موسيقار الشعب سيد درويش وانفراده، إلا أنه يخيل لي أن البعض يحاول أن يستخدمه لمحاربة الموجودين الآن.. بمعنى أنه إذا أراد هذا البعض أن يهاجم فلانا، فإنه يقول: إنه لا يساوي شيئا إلى جوار سيد درويش.

وقال عبد الوهاب: إن التقييم الحقيقي ليس بالمقارنة، فكل واحد له لونه وله عصره وظروفه، فلا يمكن أن نقول إن الزمرد أجمل من الياقوت، فالزمرد له عشاقه والياقوت له محبيه.
واستطرد قائلا: إن الموسيقى ليست علما فقط إنها علم وفن، والأصل في الفن الجمال والذي يبقى من الفن هو الجمال، فالفكرة، حتى الجديد منها، يصبح قديما عند سماعه عدة مرات ويظل الجمال هو الباقي، والأغنية الجماعية تعيش بفضل ما فيها من جمال وتنجح.

أما عن الموسيقى الشرقية فقال: إن المشكلات التي يتعرض لها ملحن الموسيقى الشرقية يختلف كثيرا عن المشكلات التي يتعرض لها ملحن الموسيقى الغربية، والسبب أن الغناء الشرقي أكثر في التفاصيل والنبرات ـــ سريعة أو بطيئة ـــــ حسب صوت المطرب.

ففى أوروبا يكفي أن يكتب الملحن نغماته على النوتة ويتسلم الموسيقيون اللحن مكتوبا لتعزفه كل آلة تماما كما أراد الملحن، إضافة إلى أن هناك قائد الأوركسترا الذي يلعب دورا رئيسيا في طريقة أداء اللحن.

وأخيرا قال الموسيقار الكبير: إن الموسيقى في اعتقادي أهم من الكلمة؛ لأن اللحن يستطيع أن يخرج من جسم الكلام ويعيش كما تعيش الروح بعد خروجها من الجسد.
الجريدة الرسمية