رئيس التحرير
عصام كامل

ليلى مراد: أنور وجدى أطيب قلب قابلته

ليلى مراد وأنور وجدى
ليلى مراد وأنور وجدى

في حوار أجراه الصحفي محمد تبارك مع المطربة ليلى مراد (رحلت في نوفمبر 1995) عن الحب في حياتها والشخصيات التي أثرت في مسيرتها ونشرته مجلة روز اليوسف عام 1956.


عن البداية الفنية قالت: تعلمت الغناء على يد والدى والملحن الكبير داوود حسني، وكنت في سن 14 سنة، تقدمت للإذاعة في بداية افتتاحها عام 1934 وقبلونى وقدمت أول موشح من خلالها يقول (يا غزالا زان عينيه الكحل) بعد ذلك سجلت أسطوانات إلى أن اختارني الأستاذ محمد عبد الوهاب وقدمنى للمخرج محمد كريم لأمثل معه في فيلم "يحيا الحب".

وكان الأستاذ محمد عبد الوهاب صديقا حميما لوالدى، وكنت دائما أحب الجلوس معه عند زياراته لنا، وقال له والدي ذات مرة انني أقلده في اغنياته، وطلب عبد الوهاب أن أسمعه صوتى فغنيت له أغنية (ياما بنيت قصر الأماني) فأعجب بغنائى وشجعني بعد ذلك عن الغناء والتمثيل.

وحول شخصيتها الخجولة قالت: إن الخجل ناشئ من شدة الإحساس، والفنان يجب أن يكون حساسا مرهف الاحساس وإلا فلن يكون فنانا، ولقد كان الفنان نجيب الريحانى يضحك طوب الأرض ورغم ذلك كان شديد الخجل حتى أنه كان "يتكسف" من الأطفال الصغار.

وأضافت ليلى مراد: إنه مما يزيد من ارتباك الفنان وإحساسه بالخجل شدة اهتمام الناس به فمثلا في الحفلات اسمع همسات تقول شوفى لابسة ايه، شوف جزمتها، يعنى كل حركة محسوبة على الفنان.

أما عن عيوبها فقالت: هوه الخجل والخوف من الناس لدرجة أن الأستاذ عبد الوهاب كان يقول دائما فيكى عيب واحد هو الخوف والخجل أمام الجمهور وقد ساعدنى كثيرا في التخفيف من هذا الخوف. سألها تبارك هل تزوجت المخرج فطين عبد الوهاب وانت كنت تحبين انور وجدى؟

ضحكت ليلى مراد وقالت: انا احب الحب، أن الحب أجمل ما في الحياة واروع مافى الوجود، وقد خلقنا الله في هذه الحياة لنحب ونعيش للحب، والإنسان الذي لا يخفق قلبه بالحب ليس بإنسان بل هو أقرب لأن يكون حيوانا، وحين تزوجت ثانية من فطين بعد طلاقى من أنور قد قيل انى احببت أنور وجدى رحمه الله فكيف اتزوج ثانية، واقول أن الإنسان يحب كلما صادف الحب مرة اثنين ثلاثة.

وأضافت: قد يخلص اثنان في الحب لكن الظروف تتدخل وقد تفرق بينهما فيلتقى الإنسان بشخص آخر يجد فيه عوضا عن الحبيب الغائب فيحبه بكل قلبه، وقد ينسى الحبيب الأول ولا يكاد يعرفه لو طرق بابه ثانية ويتعجب كيف احبه في يوم من الأيام.. فالحب يصنع النجاح فالطالب يستذكر دروسه ليتخرج ويفوز بحبيبته والموظف يعمل ليكون جديرا بحبيبته والزوجة الفقيرة تتحمل شظف الحياة حتى لا ترهق زوجها لأنها تحبه.

وتحكى ليلى حوارا عن الحب دار مع عبد الوهاب فتقول: سألته يوما انت بتغنى كلام من قلبك ومن يسمعك يظن انك محب ولهان مع انى أؤكد انك لا تحب ولا حبيت. اجابنى عبد الوهاب : عندما أغنى أغنية اكون وقتها واقعا في الحب.. قلت له يعنى كل ما تعمل أغنية تحب لك واحدة وده سبب نجاح اغانيك.

وحول أحب الألحان إلى نفسها قالت: احب الألحان الحديثة ففيها تجديد وجمال، لكنى سمعت أخيرا بعض الأغنيات كانت مودرن أكثر من اللازم ففقدت بذلك طابعها الشرقى.

وعن رايها في تلحين كل من عبد الوهاب وفريد الأطرش وكمال الطويل قالت :عبد الوهاب موسيقار ممتاز ولا استطيع مقارنته بأى موسيقي أو ملحن آخر، أما فريد والطويل فكل منهما يحاول أن يصل إلى الكمال.

سألها تبارك وعبد الحليم حافظ ؟ قالت : سمعته يغني أول مرة وخيل إلى اننى انا التي اغنى وانا التي سيحكم الناس عليها حتى أنه بلغ من شدة انفعالي اننى كنت اسمع صوت دقات قلبى وهو ينبض بشدة وانا انتظر حكم الجمهور عليه.

وانور وجدى ؟
فقالت: اطيب قلب قابلته في حياتى لكنه كان عصبى جدا وانا ادين بالفضل له أنه هو الذي وضعنى على طريق الفيلم الاستعراضي،كان عبقرى وكان تفكيره سابق اوانه وهو علمنى كثيرا ولا أنكر ذلك.
الجريدة الرسمية