150 عاما على إنشاء الأوبرا الخديوية القديمة

في مجلة المجتمع العربى عام 1963 نشر موضوعا حول الأوبرا بمناسبة ذكرى تأسيسها قالت فيه: في الأول من نوفمبر عام 1869 تم افتتاح دار الأوبرا ضمن احتفالات افتتاح قناة السويس، وقد حضر حفل الافتتاح بصحبة الخديو إسماعيل نخبة من كبار الشخصيات العالمية وعلى رأسهم الإمبراطورة أوجينى زوجة نابليون الثالث.

جاء بناء الأوبرا نتيجة شغف الخديو إسماعيل بالفنون لذلك سميت دار الأوبرا الخديوية واختار لها مكانا بوسط القاهرة بين الأزبكية والإسماعيلية «التحرير حاليا».

وضع تصميم الأوبرا المشابه لتصميم مسرح الأوبرا الإيطالية المهندسان الإيطاليان سكالادى وميلانو، ولان الخديو كان مهتما بالفخامة والعظمة في الأشياء فقد استعان بعدد من الرسامين والمصورين والمثالين لتزيين الأوبرا التي يتسع مسرحها لثمانمائة وخمسين شخصا.

استغرق بناء الأوبرا الخديوية ستة أشهر بتكلفة مليون وستمائة ألف جنيه وافتتحت بتقديم أوبرا ريجولتيو من تأليف فيردى،وتم استخدام مجوهرات حقيقية في العرض، وقد سبق تقديم ريجولتيو مقدمة غنائية أداها ثمانية من أشهر مغنى الأوبرا وقدمت حول تمثال نصفى للخديو إسماعيل يتوسط خشبة المسرح.

تولى إدارة الأوبرا عند إنشائها مديرين ايطاليين وفى عام 1937 تولى إدارة الأوبرا أول مصرى هو منصور غانم وبعده بعام واحد تولاها الفنان سليمان نجيب واستمر في رئاستها منذ عام 1938 وحتى عام 1954 وخلفه عبد الرحمن صدقى.

من أهم المسرحيات التي قدمت على مسرح الأوبرا القديمة أوبرا "عايدة " عام عام 1871، مسرحية "عطيل " عام 1912 ومسرحية "نابليون " عام 1913، الحاكم بأمر الله 1915، عاصفة في البيت 1934، الأرملة الطروب 1961 ومسرحية لاترافيا عام 1962 وقدمت باسم غادة الكاميليا.

أما المسرحيات المأخوذة عن نص مصرى أوبريت "ياليل ياعين " عام 1957 وهى أول عرض فولكلور غنائى راقص قدمته نعيمة عاكف وضعها حسين فوزى وأخرجها زكى طليمات.

من أهم رواد الأوبرا جورج أبيض ومنيرة المهدية ويوسف وهبى وأمينة رزق، من المعروف أنه في أكتوبر 1971 أسدل الستار على دار الأوبرا الخديوية بعد أن شبت فيها النيران واحترقت بالكامل، ولم تقام دار أوبرا بعدها في مصر إلا عام 1988 بمنحة أوروبية قدرها 33 مليون دولار بعرض "الكابوكى "أشهر العروض اليابانية ونشيد الجهاد الذي قدمه الموسيقار محمد عبد الوهاب من كلمات مأمون الشناوى.