رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

د. مصطفى محمود: العقاد أول من شجعني على الكتابة

د. مصطفى محمود
د. مصطفى محمود

في حوار أجراه سيد زايد بمجلة اليمامة السعودية عام 1985 مع المفكر الدكتور مصطفى محمود (رحل في مثل هذا اليوم 31 أكتوبر عام 2009) قال فيه:

أنا من مواليد عام 1921 بالمنوفية، من أسرة متوسطة الحال وأب متدين، كان شيخا متصوفا يمتاز في أخلاقه بالصبر وقوة الاحتمال وحب العمل محبا لأولاده متفانيا في خدمتهم وكذلك الأم رحمها الله.

كنت مشاكسا ومحيرا للآخرين على طول الخط، ورافضا لكل شيء كثير التساؤل، رسبت ثلاث سنوات في الصف الأول الابتدائى لكرهى للمدرسة وكثيرا ما كنت أمرض وأنا طفلا لذلك حرمت من اللعب وعشت منطويا.. لكنى لم أكن أبدا شخصية تقليدية أو نمطية، كنت أحب أن تكون لى شخصية مستقلة ومتميزة في كل شيء.

كنت نهما للمعرفة والاطلاع المتواصل في كل الكتب وسائر الصحف والمجلات، كنت دائما أبحث عن المجهول، وأحلم بأن أكون مخترعا عظيما أو مكتشفا أو رحالا أو عالما مشهورا مثل ماركونى وإديسون وكريستوفر.

أما مرحلة الجامعة فقد كانت عصيبة جدا بالنسبة لى حيث انتابتني موجة عارمة من التفكير والتفكير المضاد، وهذه المرحلة كانت فترة عصيبة جدا في حياة الشعوب إذ كانت مصر ومعظم الدول العربية والإسلامية تحت وطأة الاستعمار، والعالم منقسم إلى معسكرين الشرقى بقيادة الاتحاد السوفيتى والغربى بقيادة الولايات المتحدة.

ظهرت المذاهب والفلسفات والنظريات وكان الشباب العربى في مرحلة عدم توازن، وكنا طلبة كلية الطب التي دخلتها بعد أن مرض والدى بالشلل ــــ منقسمين إلى أحزاب وجماعات كثيرة ماركسيين وإخوان مسلمين، وفديين، اشتراكيين وقوميين.. لكن معظم طلبة الطب كانوا شيوعيين ولم أستطع أن أفرق بين الحق والباطل فكانت أصعب مرحلة في حياتى.

أما مرحلة ارتباطى بالأدب فجاءت حين كنت في السنة الثالثة طب ومرضت صحتى وأجبرت على الحياة بالمستشفى عامين فكانت سببا في اتجاهى إلى القراءة والتفكير في موضوعات أدبية، وولد المتأمل والكاتب الأديب بداخلى.

بعد الشفاء عدت إلى الدراسة لكنى أصبحت الفنان الذي يفكر ويحلم ويقرأ وتحولت إلى احتراف الكتابة المنتظمة في الصحف ومجلتى التحرير وروزا اليوسف، والتقيت بقامات الأدب وتعلمت منهم، وشجعنى العقاد على الكتابة وكان يتلو قصصى على ضيوفه في ندوة الجمعة وساعدنى على نشرها في مجلة الرسالة عام 1947، كما التقيت بكامل الشناوى وشجعنى على نشر مقالاتى وقصصى في مجلة آخر ساعة عام 1948.

في تلك المرحلة ربطتنى علاقة مع بعض نجوم الفن ومنهم الموسيقار محمد عبد الوهاب الذي أعجب بمقالاتى عن تحليل الأصوات الغنائية وأبدى إعجابه الشديد بهوايتى الغنائية والموسيقية وطلب منى استغلالها لكنى رفضت.

كما تعرفت على أم كلثوم وكنا نلتقى أسبوعيا وأحيانا كانت تستعين بى في اختيار كلمات وألحان أغانيها، أما علاقتى بعبد الحليم حافظ فهى من نوع خاص، فهو فنان صنعته المعاناة والمرض وهو الخيط المشترك بينى وبينه لذلك كنت قريبا منه.
Advertisements
الجريدة الرسمية