رئيس التحرير
عصام كامل

«المواصفات المضروبة» تهدد أكبر صفقة في تاريخ السكك الحديدية.. الشركات الروسية أرسلت عربات تختلف عن النموذج الفني المتفق عليه.. و«الهيئة» رفضت الاستلام لاختلاف شكل العربة و«سُم

فيتو

«منعطف خطير» وصلت إليه العلاقة بين هيئة السكك الحديدية والشركات الروسية المصنعة للعربات الجديدة، بعد تفاقم الخلافات بينهما، بسبب الصفقة التي تعتبرها الهيئة الأكبر في تاريخها، لا سيما بسبب محاولة الشركات الروسية خداع «السكك الحديدية» وإرسال عربات تختلف عن النموذج الفني الذي تم الاتفاق عليه قبل إبرام الصفقة، غير أن مهندسى «السكك الحديدية» تمكنوا من اكتشاف الاختلافات بين النموذج المصنع وبين ما سبق الاتفاق عليه.


وبناء عليه طالبت الهيئة الشركات المصنعة للعربات التعاقد عليها من جانب الهيئة مع الشركات الروسية والتشيكية الالتزام بما جاء في بنود التعاقد، كما شددت الهيئة على أنها لن تقبل أي تغير في بنود الاتفاق والعروض الفنية التي سبق وتم الاتفاق عليها بين الجانبين، وكانت الهيئة فوجئت باختلاف النموذج الذي تم تصنيعه من جانب الشركة الروسية عن المتفق عليه، وجاءت الاختلافات والتي حصلت «فيتو» على تفاصيلها متمثلة في «اختلاف في شكل التصميم الخارجى للعربة، واختلاف في سمك الإستانلس على العربة، واختلاف آخر وهام جدا في مواصفات عجل العربة».

ففيما يتعلق بالتصميم الخارجي، اتفقت «السكك الحديدية» مع الشركة الروسية على تصميم العربة بحيث يكون الشكل الخارجى بالكامل من الإستانلس، وجاء النموذج مخالفا تماما ولا يوجد استانلس سوى في قائم الأبواب فقط وباقى العربة من الصاج المقوى، وفيما يتعلق بسمك جسم العربة، وهي النقطة الثانية التي تم الاختلاف عليها بسبب أن السمك جاء أقل من المتفق عليه وهو ما جعل العربة أقل وزنا مما يجعل عمرها الافتراضي أقل من المتوقع ويجعلها مهددة، أما الاختلاف الأهم في «مواصفات الصفقة» فتمثل في اختلاف مواصفات عجل العربات، لا سيما وأن السكك الحديدية طلبت سمكا معينا في العجلة حتى يصل عمرها الافتراضي لمدى محدد، لكن الشركة المصنعة خالفت في سمك وارتفاع العجلة عن القضيب ومواصفات وعمر التقطيع للعجل، الأمر الذي يمثل خسائر بالجملة للسكك الحديدية.

يذكر هنا أن «السكك الحديدية» سبق وأن تعاقدت مع إحدى الشركات الروسية على توريد 1300 عربة قطار تصل الدفعة الأولى منها في بداية عام 2020، وكان مقررا أن يتم تدشين العربات الجديدة على قطاعات وخطوط السكك الحديدية كافة وخاصة خطوط الدرجة الثالثة، ومع وجود الاختلافات الجوهرية في تصميم العربات المتفق عليها، من المتوقع أن يتم تعديل مواعيد التسليم للدفعة الأولى ومواعيد التسليم للدفعات الأخرى، وحاولت الشركة الروسية تحقيق أرباح على حساب السكك الحديدية تصل لمبالغ خرافية، من إجراء بعض التعديلات للتوفير في عمليات التصنيع، غير أن الهيئة نجحت في كشف تلاعب الشركة الروسية، ورفضت اعتماد النماذج وطلبت تعديلها.

من ناحية أخرى من المتوقع أن يقوم فريق من مهندسى السكك الحديدية بمتابعة دقيقة لعمليات التصنيع الجديدة للعربات، بالتعاون مع المصنع الروسي على أن يتم التدخل فورا حال حدوث تلاعب في المواصفات، وتمتلك «السكك الحديدية» العديد من النقاط، والتي تصل إلى حد إلغاء الصفقة حال عدم تنفيذ الجانب الروسى مطالب النقل والسكك الحديدية بتعديل النموذج، وفى هذه الحالة لن تتعرض السكك الحديد ولا النقل لتوقيع أي غرامة مالية، لا سيما وأن الاتفاق واضح بين الهيئة والشركة المصنعة، والأخيرة هي التي عدلت في بنود الاتفاق وفى نوعية العربات وخصائصها.

من جانبه قال مصدر مسئول بالهيئة القومية للسكك الحديدية: إن الهيئة أمينة على أموال الشعب، وعندما رفضت نموذج العربات الروسى كان بسبب تغير بعض المواصفات، وأوضح المصدر أن «الشركة الروسية تلقت ملاحظات النقل وقامت باعتمادها دون أن تعترض، وتفهمت موقف السكك الحديدية، ومن المتوقع أن يتم إعداد نموذج جديد يشمل كافة الملاحظات السابقة دون أي يكون هناك أي إخلال بالتعاقد والمواصفات السابق الاتفاق عليها»، مؤكدا أن «الجانب الروسى أكد أنه سيعمل على الالتزام بالجدول الزمنى، رغم الاختلافات على مواصفات النموذج، ومن المقرر عقد العديد من الاجتماعات بين السكك الحديدية وبين الشركة المصنعة ليتم خلالها تقريب وجهات النظر بين الطرفين، وتحديد الشكل النهائى للعربات ومواعيد تسليم الصفقة».

نقلا عن العدد الورقي...
الجريدة الرسمية