رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

محمد منير: أنا صناعة مصرية خالصة.. وغنيت في حفلة بعد 48 ساعة من وفاة شقيقي

فيتو



  • هذا سر اهتمامى بالموسيقى الصوفية
  • أشعر أن مهمتي حاليًا أن أغني لكل الثقافات العربية
  • مؤمن بالمبدعين المصريين و"عمري ماهكفر بيهم"
  • فخور بتكريمي من أهم مهرجان موسيقى في الشرق الأوسط
  • ابتعدت عن الأوبرا طوال مشواري لهذه الأسباب
  • أغني ما أشعر به ويلمسني.. وأشعر أن مهمتي الغناء لكل الثقافات العربية
  • لا يوجد فن حقيقي بدون معاناة.. ولا أقتنع بالنجاح الجاهز
  • "دموعي" هي الملجأ في حالة الحزن.. والفرح أعيشه مع كل الناس

ر
غم النجاحات الكبيرة، والمسيرة الغنائية الضخمة، التي حققها الكينج محمد منير في ساحة الغناء والطرب، إلا أنه ظل طيلة السنوات الماضية غائبا عن المشاركة في مهرجان الموسيقى العربية، لأسباب غير معروفة، لكن المهرجان في نسخته الـ28 حمل خبرا سعيدا لمنير وعشاقه، بتكريم الكينج ووقوفه على المسرح الكبير لدار الأوبرا المصرية لأول مرة في حياته. 

"منير" يرى من جانبه أن تكريم مهرجان الموسيقى العربية له هو تكريم لكل موسيقى ومطرب في مصر، وأنه يأتي تتويجا لمسيرة فنية امتدت 40 عاما، وأبدى الكينج فخره بالتكريم، مشيرا إلى أن مهرجان الموسيقى العربية علامة في تاريخ الفن العربي، وأكد "الكينج" في حوار لـ"فيتو" على هامش مشاركته في المهرجان أنه صناعة مصرية خالصة، بموسيقاه التي يقدمها، وأسلوبه الخاص في اللبس، وكلمات أغانيه التي يختارها بعناية، مؤكدا أنه يشعر أن مهمته هي الغناء لكل الثقافات وعدم التقيد بثقافة أو لون غنائي واحد.. وإلى نص الحوار

* هي المشاركة الأولى لك في مهرجان الموسيقى العربية.. حدثنا عن تلك التجربة وما سبب تأخرها كل هذه السنوات.
بداية لا شك أن مهرجان الموسيقى العربية علامة تاريخية، فهو يعتبر أهم مهرجان في تاريخنا العربي المعاصر، وارتبط دائما بالموسيقى النمطية الشرقية الأصيلة، وكلمة الأصيلة لا أعنى بها حقبة زمنية محددة، وإنما أعني أنه على مدار دورات المهرجان اهتم القائمون عليه بتقديم مدارس غنائية وموسيقية كلاسيكية، وهذا ما أدى ربما لظلم بعض المدارس الغنائية الحديثة التي أنتمي إليها، والتي بدأت بجيل الفنان هاني شنودة وجمال بخيت وغيرهما الكثير، وعلى الرغم من رغبة المهرجان على مدار سنواته في استضافة تلك المدارس إلا أن الدكتورة رتيبة الحفني رئيس المهرجان السابق – رحمها الله- كان لديها بعض التخوفات من كسر قالب المهرجان واتخاذ خطوة جريئة باستضافتنا، خاصة مع ملابسي غير الكلاسيكية التي أظهر بها على المسرح في الحفلات، على الرغم من إيمانها الكامل بنا، ولكن على الرغم من تأخر الخطوة إلا أنها جاءت حاليًا في قالب مناسب للجميع، لدار الأوبرا ولي أيضًا.

* ماذا يعني لك تكريم المهرجان هذا العام؟
لا أستطيع وصف شعوري تجاه التكريم، فأنا فخور للغاية بتكريمي هذه الدورة، لأنه تكريم يأتي بعد رحلة حياة فنية امتدت لنحو 40 عاما، لذلك وجب على أن أشكر الشعب المصري الذي رشحني لهذه المكانة العالية، وأصدقائي في لجنة المهرجان، لأنني أشعر أن هذا الاختيار جاء من فرط الحب والتقدير الذي أحمل له في قلبي كل الامتنان، فلجنة المهرجان لها معي باع طويل من الصداقة وساروا معي مشوار حياتي بالكامل.. لذلك أعتبر تكريمي هذه الدورة هو تكريم لكل موسيقى ومطرب في مصر حتى من يحلم بالموسيقى فقط.

* يوجد العديد من المهرجانات الغنائية العربية، فما الخصوصية التي يمنحها لك مهرجان الموسيقى العربية؟ وهل ترى التنافس بين المهرجانات أمرا صحيا؟
بالطبع، المنافسة الفنية أمر صحي للغاية، وأشجعها من صميم قلبي، وأكرر إن مهرجان الموسيقى العربية هو المهرجان الأم والأهم في العالم العربي، حيث كان له اليد والشراكة في إنشاء مجموعة من المهرجانات الغنائية حوله في العالم العربي، وساهم بكل ما يملك من مبدعين ومساعدات فنية في إنشائها، مثل مهرجان جرش وقرطاج وموازين ومهرجانات الإمارات وغيرها من المهرجانات الغنائية العربية التي تملك باعا طويلا في الوقت الحالي، لذا مهرجان الموسيقى العربية هو صاحب الحراك والنشاط الفني الذي تعم أحداثه في بلاد العالم العربي ككل.

* لماذا لا تحبذ وصف موسيقاك وتجربتك الفنية بأنها موسيقى أسوانية أو نوبية؟
لأن مشواري الفني عبارة عن مراحل، بدأت كمطرب في أسوان ثم مطرب لمصر ثم مطرب للعالم العربي ككل، وموسيقاي بالطبع تأثرت بالموسيقى النوبية والأسوانية، لأنها أرض ميلادي وتكويني الأول، ولكني فيما بعد غنيت لكل مصر ولكل الوطن العربي على الرغم من كوني صناعة مصرية خالصة، كما أني لم اتأثر بالأغنية النوبية فحسب، وإنما تأثرت أيضًا بفن الجعافرة والعبابدة الذي اعتبره من أرقى وأهم الفنون التي شهدتها.

* وهل كان للموسيقى الصوفية تأثير خاص على نفسك وشخصيتك الفنية؟
بالطبع، فأسوان كانت وما زالت معقل الصوفية الوسطية في مصر، ويحمل كل أسواني في قلبه حسا صوفيا وروحانيا نتيجة تأثره بالموسيقى والفن المحيط به طيلة الوقت، وهو ما جعلني أقدم كل تلك الفنون الصوفية الموسيقية في ألبوم "الأرض السلام" الذي يعتبر أول تجربة في تاريخ مصر تشهد على الموسيقى الصوفية، وتحملها بكافة تنوعها في قالب موسيقى حديث معتدل، حتى تستطيع كل أطياف الناس سماعها من العرب والغرب.

* تعتبر نفسك الفنان الوحيد الذي أخذ من موسيقى ونبض الأرض العربية نفسها في إخراج وتكوين موسيقاه؟
بالطبع، وهو أمر طبيعي، لأنه منذ انطلاقتي وحتى هذه اللحظة يحيط بي مجموعة من الموسيقيين والفنانين العالميين الذين كونت معهم شراكات فنية وإبداعية ناجحة، صبت بدورها في نوعية ونكهة الموسيقى التي أقدمها، وحرصت طيلة حياتي على تقديم ما أشعر به وما يعبر عني أنا.. وأنا في هذه الحالة تعني وجه مصر وتراثها وفنها وموسيقاها، إضافة إلى الوطن الأكبر وهو الوطن العربي الذي غنيت لجميع بلاده من المحيط إلى الخليج، فاستطعت بتعاوني مع كبار الموسيقيين أن أخلط ما بين اللحن الجيد والموسيقى العالمية بنكهة مصرية تعبر عني وعما أشعر به.. وهو ما يجعلني أشعر أن مهمتي حاليًا أن أغني لكل الثقافات العربية.

* مرورًا بأسوان ثم مصر ككل ثم الوطن العربي، ما التحديات الفنية التي واجهتك في كل مرحلة من هذه المراحل؟
بالفعل كل مرحلة كان لها تحدياتها، وكانت التحديات في مجملها صعبة، لأنني كنت ألج كل مرحلة منها وأنا محمل بالجديد، والجديد في طلته الأولى لا يكون مرحبا به في أغلب الوقت، فكنت أحمل في صدري كل ماهو جديد سواء كان موسيقيًا أو حتى الجديد على صعيد المظهر، نظرًا لعدم التزامي بالمظهر التقليدي الذي كان يظهر به الفنانون آنذاك، وأنا أؤمن أنه لا يوجد فن جيد بدون معاناة، لذلك أرفض دائمًا النجاح الجاهز في برامج المواهب التليفزيونية التي انتشرت مؤخرًا، على الرغم من أنها تساعد الفنان في تقديم نفسه، ولكنني مقتنع أن الفن هو رحلة حياة كاملة، ولا بد أن تقابله الصعوبات خلال تلك الرحلة، وتقابله العثرات التي تطرحه أرضًا فيقوم من جديد وينفض عن نفسه الغبار ليتابع المسيرة، وهو ما سيجعله يكتسب الخبرات اللازمة لمشواره الفني.

* برأيك هل يعاني الملحنون والشعراء في مصر حاليًا من حالة "فلس إبداعي".. وهل تجد الألحان والكلمات المناسبة لك للغناء بصعوبة أم بسهولة؟
صراحة في الوقت الحالي أجد الكلمات والألحان بصعوبة بالغة، فأبحث كثيرًا لأستطيع إيجاد الكلمة الجيدة واللحن الجيد الذي يعبر عني، ولكني مؤمن بالمبدعين المصريين و"عمري ماهكفر بيهم"، لأن مرحلة الفلس الإبداعي إن وجدت، عليها أن تنتج في النهاية عملا جيدا.

* تعمل حاليًا على تحضير أغنية جديدة بعنوان "مصر السمرا".. حدثنا عنها ومتى ترى النور؟
الأغنية من كلمات رفيق الدرب الراحل عبدالرحمن الأبنودي، وألحان محمد رحيم الذي اعتبره ابنا من أبنائي، وحاليًا نعمل على وضع اللمسات الأخيرة، وأعتقد أنها سترى النور في الأيام المقبلة، غير أننا لم نحسم الموعد المحدد للطرح.

*يقال إن المبدع لو رضي عن عمله، تكون هذه بداية نهايته.. فهل منير الناقد الأقسى على أعماله الفنية؟
أعتقد أن الأمر صحيح، فلو أنكِ سألتيني عن أفضل أغنية لدى، فسأقول إنني لا أملك واحدة، فالأغنية المفضلة هي الأغنية التي لم يسمعها الناس بعد، فأنا لم أطرح حتى الآن أغنية مفضلة لدى، وإنما أفضل أغنية أحبها هي أغنية "بلادي بلادي" كونها النشيد الوطني المصري.

* الحزن والفرح حالة إنسانية يعيشها كل إنسان.. فلمن يلجأ منير في حالة الفرح والحزن؟
في الحزن ألجأ إلى دموعي لأنها الأقرب لي، والفرح أعيشه مع العالم أجمع.. وعلى الرغم من أني أعيش الحزن أيضًا بكل ما أملك، إلا أني لا أشاركه إلا مع دائرة المقربين المقيمين معي بشكل دائم.

* بالحديث عن الحزن.. ما أصعب حفلة أقامها منير ولا يستطيع نسيانها على مدار حياته؟
لا أستطيع نسيان أو ابتلاع مرارة الحفل الذي أقيم بعد وفاة أخي، حيث توفي أخي واضطررت بعد ذلك بـ 48 ساعة للخروج على الناس في حفل غنائي ضخم، كنت قد تعاقدت عليه بالفعل قبل وفاته، وأذكر أني غنيت جميع أغاني الحفل بدموعي.

* هل توجد رسالة محددة تود توجيهها لجمهورك؟
أود أن أقول إنني منذ ولدت لا أملك حلما في حياتي سوى حلمي بالغناء والموسيقى، خاصة الغناء الوطني، لذا أتمنى من الأجيال الجديدة التي أراها تغني للوطن أغاني معقولة أن تعمل أكثر وبشكل أكثر جدية لإنتاج أعمال وطنية صادقة للوطن ككل، وأن تتلمس في خطاها الموسيقى النابعة من قلوب ونبض الناس، كما أود الاعتذار لجمهوري الذي ربما لن يتمكن جميعه من حضور حفلي في دار الأوبرا المصرية بمهرجان الموسيقى العربية، نظرًا لكون المقاعد محدودة داخل المسرح، وأقول لهم إنني متأكد من فرحتكم بهذا التكريم، وقريبًا سيكون هناك حفل ضخم لاستيعاب كل أعداد الجمهور في نادي الشمس بمدينة الشروق بنهاية شهر نوفمبر.


الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"..
Advertisements
الجريدة الرسمية