رئيس التحرير
عصام كامل

الشيخ محمد دحروج يكتب: ويسألونك عن الحقيقة في مصر؟

الشيخ محمد دحروج
الشيخ محمد دحروج

أهي كما يزعمون وكما يحاولون أن نراها؟! أهذا العالم الافتراضي هو من يحدد دائها ودواها؟ وكما يصورون ويدلسون؟! ماذا دهاها وماعساها؟! فأجبهم وأرشدهم وصوبهم أنها من تجيبهم بواقعها وحالها ومناها.. إنه واقعنا الذي نعيشه في مصرنا على امتدادها شرقا وغربا وشمالا وجنوبا من أقصاها إلى أقصاها.


في نوبتها وصعيدها وعاصمتها ودلتاه، وفي شوارعها وأزقتها في مدنها ونجوعها وكفورها وقراها، وفي مصايفها ومراسيها ومشتاها، وفي جوامعها وكنائسها في جامعاتها ومدارسها.. في نيلها ومائها ومرعاها، وفي مصانعها ومناجمها ومزراعها مصر الله يرعاها، وفي أمنها واستقرارها في تضحيات شرطتها وجيشها، ومن أبنائها ضحى لعلاها، وفي مشافيها في مخابزها.. في علنها ونجواها.

تلك هي الحقيقة لمن غابت عنهم فيسألون، فاسألوا عنها شيبها وشبابها ممن تيموا في هواها، اسألوا عنها من جدوا، من اجتهدوا، من عملوا من تحملوها في ضرها وسراها، اسألوا من شقوا ومن تعبوا ومن ضنوا جهدًا لجبر كسرها، ولملمة جرحها لتشرق شمسها، وتتضح رؤياها، اسألوا عنها من ضحوا بأنفسهم.. من قتلوا في سبيل محياها.. من أمنوها شرقا وغربا، في بحرها وبرها وسماها.

اسألوهم يخبرونكم أنها أنَّت من خَبث، ومن أبناء عقوها وطعنوها بعد ما أطعمتهم يداها، واسألوهم يخبروكم عن ألم أرض حملت على ترابها يوما من خانها وتولى أعداها، واسألوهم يخبرونكم عمن صنفوها، ومن أردوا أن يفرقوها ويقسموها، ويضعفوها ويطعموها لقمة سائغة لأعداها، واسألوهم يخبرونكم من باسم الدين بدعوها وفسقوها وكفروها، واستحلوا دماء أبناها.

اسألوهم يخبرونكم، من حاولوا أن يقزموها لتكون تابعا لغيرها، لا تملك قرارها، مسلوبة كبرياها، واسألوهم يخبروكم أن مصرنا فأسها رفعت رأسها، وأن شيوخها وقساوتها قد توحدوا في حبها، واسألوهم عن سر قوتها يجيبونكم.. اسألوا منصتها كم أتاها من محب ووطني نبيل وعاشق لرئيسها وجيشها ووفاء لمن سالت دماه فيها.. من عبر بها وسلم رايتها عالية خفاقة في سماها، وما يوم المنصة بسر.

اسألوهم يخبرونكم أنهم في خير وعلى خير وبخير، مادام وطنهم مصر بخير، وأن الله يرعاهم ويرعاها.

-----------------------------------------
( * ) ‏إمام وخطيب ومدرس‏ لدى ‏وزارة الأوقاف المصرية‏
Advertisements
الجريدة الرسمية