رئيس التحرير
عصام كامل

حكاية الطفل جورج.. عبقري المكعبات (صور)

الطفل جورج
الطفل جورج


"جورج الطفل العبقري نعم أقولها بكل ثقة، ليس من وجهة نظري فقط بل هذا رأي كل المحيطين الذين تعرفوا على جورج جيدا. في البداية أكلمكم عن طفلي الأول وبداية فرحتي، وما أدراكم ما سعادة الأم بطفلها الأول وابتسامته الأولى، والأمل في الغد سيكبر أمام عيني كل يوم، وسيصبح مهندسًا أو دكتورًا.. استمر جورج في النمو حتى وصل عمره سنتين… هنا كانت الصدمة… جورج لم يتكلم!


ذهبت لكثير من الأطباء والأخصائيين على أمل الحصول على نتيجة منهم… بدأت الدوامة.. هناك من قال إن لديه "توحد"، ولا يوجد أمل من المحاولة، ومنهم من قال "حرمان بيئي"، وذلك نظرا لأني أعيش بدولة عربية بعيدًا عن عائلتي… أصبحت أشعر بالضياع، لكني لَم أفقد الأمل والصبر للحظة واحدة، برغم تعرضنا للعديد من أنواع الاستغلال والنصب من بعض العاملين في مجال تنمية المهارات والتخاطب مستغلين أننا على أمل لإيجاد نتيجة.

أفتقد سماع كلمة “ماما”… أريد أن أشعر بها، أريد أن أخرج معه دون نظرة انتقاد أو تعجب ممن حولي أو سؤال يحرجني… بدأ الخوف يقتلني من نظرة أو سؤال من هم حولنا لأنه يشعر ويفهم كل شيء…

بعمر خمس سنوات ونصف ذهب جورج للحضانة، ولم تكن التجربة موفقة.. فقد تعرض للصفع من إحدى المعلمات، وعرفت عندما أشار لي على وجهه الملتهب من الصفعة! طبعًا لم أجبره على أن يعود للحضانة. وهنا كانت الوقفة، واتخذت قرارا بفتح حضانة لأساعد ابني وغيره من الأطفال.
خلال ثلاثة أشهر افتتحت حضانتي الخاصة، وبدأ جورج الدوام بها مع عدد من الأطفال، وبدأت تعليمهم بطرق حديثة وتفاعلية، وانتقاء الكادر المستعد لتقبل جورج وأي طفل مثله. وفعلا حدثت المعجزة! وخلال ٦ شهور تغير ابني تماما، وأصبح يعتمد على نفسه ويفهمني جيدا، ولكنه لايزال يرفض الكلام إلا بعض الكلمات القليلة… استطعت الوصول إلى أخصائيين اهتمامهم ليس بالمادة فقط لينضموا لفريق الحضانة، فقد أحبوا جورج وتمنوا أن يتحسن، ولاحظت مواهبه العبقرية في تصميم وبناء أي شكل بالمكعبات، بدأنا نلاحظ أنه يصمم بإبداع، وإتقان وسرعة رهيبة وكأنه بذرة لمهندس عبقري صغير! إنه مصدر فخري، وسيظل للأبد.

وها قد جاء وقت دخوله المدرسة، لكن للأسف الطفل غير الناطق يصنف ضمن الاحتياجات الخاصة! قطعت عهدًا على نفسي أنني سأظل أحاول وأحارب دون ملل أو كلل حتى أصل بجورج لطريق النور والمكانة التي يستحقها.
رسالتي لكل أم لديها طفل أو طفلة من ذوي سمات التوحد أو تأخر، "يجب أن تعلمي جيدا أنت أمل طفلك في الحياة، أنت مصدر طاقته وإبداعه وقدراته، وبقدر الأمل سيعطي ويتطور، فلا تفقدي الأمل مهما فقد البشر الرحمة والمحبة، وسيظل الله مصدرهما وسيظل الأمل ما دمت حية تواجهين الحياة مع طفلك، وتعلمينه كيف يواجه المصاعب ويتغلب عليها".
-------------------------------------------
( * ) هذه الرسالة وصلتنا من والدة جورج منمن عبر واتس آب بوابة "فيتو"، تسرد حكايتها مع طفلها التوحدي. ت والدة جورج: 9659447442+ ‬
Advertisements
الجريدة الرسمية