رئيس التحرير
عصام كامل

الإهمال يحاصر «مخرات الفيوم».. أغلبها تحول إلى مصارف للصرف الصحي

فيتو

دمرت السيول في نهاية التسعينيات من القرن الماضي أكثر من 30% من منازل قريتي على فراج ومحمود السيد التابعتين لمركز الفيوم، واضطرت الدولة في هذا التوقيت إلى أن تعتمد مليوني جنيه لإنشاء مخرات للسيول في القريتين لتأتي بمياه السيول من أعلى التلال إلى بحر يوسف وبحر حسن واصف، ولحسن الحظ لم تتعرض القريتان لسيول مرة أخرى منذ إنشاء المخرات وحتى الآن، ومع بداية فصل الشتاء تستعد المحافظة كل عام بتطهير المخرين، إلا أنهما سقطا هذا العام من حسابات المسئولين في الفيوم.


ما تتعرض له مخرات السيول في الفيوم، بات ينذر بكارثة محققة، بعدما شهدته من تعديات بالبناء، أو تحويلها إلى مصارف صرف صحي للكافيتريات والمنازل القريبة منها.

وفي فترة الانفلات الأمني بعد ثورة 25 يناير تعرضت أملاك الدولة بما فيها المخرات والمنطقة التي تحيط بها للتعدي، وأنشأ البعض منازل حول مجرى المياه، وبعض هذه المخرات أصبح وبالا على أهالي الفيوم؛ بعدما حولها المعتدون إلى مصب صرف صحي يصب في ترعة عبد الله وهبي ومجرى بحر يوسف المصدر الأول لمياه الشرب ومياه الري بالمحافظة، مما يشكل خطرًا داهمًا على حياة الناس والزرع والماشية.

ويطالب الأهالي بإعادة تأهيل مخرات السيول لتكون واقيًا للكتل السكنية التي تحيط بها حال تعرض البلاد إلى أخطار السيول مرة أخرى، ولم يقتصر الأمر على تحويلها إلى مصب للصرف الصحي فقط، بل استولى الأهالي على أملاك الدولة في محيط مجرى مخرات السيول، مما يشكل كارثة حال تدفق سيول لأنها ستجرف كل ما تم بناؤه.

عبد التواب سيد عبد التواب، أحد المزارعين، أكد أن مخرات السيول تعرضت للتخريب قبل وبعد ثورة يناير، سواء بأن حولتها المنشآت السياحية على الطريق الغربي إلى مصب صرف صحي أو ردم أجزاء كبيرة منها بفعل الرياح أو الإهمال وعدم الصيانة طوال 15 سنة، مما عرض جانبي المخر -وهما مبنيان بالحجر- لانهيار في أجزاء كبيرة منه، وهذا يعني أن القرية إذا ما أصابتها السيول فستحدث كارثة.

وأضاف أن مياه السيول في فترات سابقة جلبت الثعابين والعقارب للقرية بالآلاف، مما أدى إلى تعرض العشرات من أبنائها للدغاتها.

وطالب عبد التواب بضرورة الإسراع في إعادة تأهيل المخرات من جديد بعد توقع خبراء الأرصاد بتعرض البلاد لموجة من السيول خلال الأشهر المقبلة.

ويطالب الأهالي في قريتي على فراج ومحمود السيد بإعادة تأهيل مخرات السيول لتكون واقيًا للكتل السكنية التي تحيط بها، حال تعرض البلاد إلى أخطار السيول مرة أخرى.

وكان تقرير للرقابة الإدارية العام الماضي كشف وجود بعض التعديات على جانبي مخر سيل محمود السيد بطريق أسيوط الغربي، تمثلت في وجود خلاطة كبيرة وميزان بسكول وبعض الأكشاك.

وطالب التقرير مسئولي الري بضرورة إزالة التعديات فورا، وهو ما حدث بالفعل، ولم تمضِ أيام حتى تعدى عليها الأهالي مرة أخرى.

يذكر أن محافظة الفيوم بها 3 مخرات للسيول: مخر سيل محمود السيد الذي يقع بطريق أسيوط الغربي، ومخر عزبة على فراج بمركز الفيوم، ومخر مغيب بمركز إطسا.
الجريدة الرسمية