رئيس التحرير
عصام كامل

"غدر الأصحاب".. نجل حارس عقار يحاول ممارسة الرذيلة مع طفل في قنا.. عندما رفض قتله وألقى بجثته من الدور الرابع.. دفنه تحت الرمال داخل منزل.. عامل يعثر على الجثة بالصدفة.. وكاميرات المراقبة كشفته

فيتو

"مفيش صاحب بيتصاحب.. يقتل القتيل ويمشي مع أهله للبحث عنه".. عبارة رددها الكثيرون من أبناء محافظة قنا، الذين أصيبوا بحالة من الذهول بعد كشف لغز واقعة مقتل الطفل أحمد بين جدارن المنزل المهجور في منطقة السوق الفوقاني على يد صديقه بسبب الغريزة التي دفعته لممارسة الرذيلة، حتى بعد وثقه بالحبال وألقى به من الطابق الرابع.


البداية
عقب صلاة الجمعة الماضية طلبت الأم من ابنها أحمد أن يحضر لها الخضار من السوق قائلة: "اشتري لينا خضار يا أحمد من السوق وتعالي بسرعة".. لم تكن تدري أن طلبها لابنها سيكون الأخير وأنه سيعود جثة هامدة محمل في صندوق خشبي.

لم تتحمل الأم المكلومة مشهد الجثة داخل الصندوق، وأخذت تلطم الخدود وسط صرخات مدوية وظلت تردد: "يا ريت ما طلبت منك خضار.. ولا قلت ليك روح سوق يا ولدي".

والقصة المأساوية لم تبدأ بطلب الأم لكنها بدأت بمقابلة أحمد لصديقه الذي طلب منه اللعب بعد أن وسوس له الشيطان وزين له الفاحشة مع صديقه الطفل، وفي البداية رفض أحمد قائلا: "مش عاوز اتاخر على البيت.. عشان محدش يزعقلي".. وبعد إصرار من المجني عليه، وافق أحمد واصطحبه إلى منزل يعمل فيه والده حارسا ولا يزال تحت الإنشاء، وبعد صعودهما إلى الطابق الرابع طلب منه ممارسة الرذيلة إلا أنه رفض.

وثقه بالحبل

ووسط رفض "أحمد" الشديد لممارسة الشذوذ قام الأخير بتوثيقه بحبل لكن الطفل ظل يصرخ، واستشعر الذئب بأنه مقدم على فضيحة ويجب التخلص منه قبل انكشاف أمره، فخلد بفكره الذي لا يزال الشيطان يسيطر عليه بإلقائه من الطابق الرابع، ووضع عليه الرمال والأخشاب، وألقى بشبشبه وملابسه في منزل مجاور لأحد الجيران حتى يخفي معالم الجريمة، وبعد فظاعة الجرم، وبكل هدوء أعصاب ذهب الجاني لأسرة الطفل عارضا البحث عنه بمصاحبتهم.

وبعد أيام من الواقعة تعب خلالها الأهل من عملية البحث، حتى لاحظ أحد العمال أثناء رفعه للرمال وجود دماء وبالنبش لمعرفة سر هذه الدماء، عثر بصحبة آخرين على جثة الطفل، وسارعوا بإبلاغ الشرطة التي حضرت إلى موقع الجريمة، وبعدها بدأت التحريات لكشف لغز الواقعة.

الآثار وقرابين الأطفال

وبعد مضي 24 ساعة من العثور على الجثة وانتشار شائعة روجها بعض نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، بأن الطفل قدم كقربان لفتح مقبرة بالسوق الفوقاني وهو منطقة أثرية معروف عنها أنه بها الكثير من أعمال الحفر والتنقيب.

ولكن بعد نقل جثة الطفل لمشرحة مستشفى قنا العام، ومناظرة الطب الشرعي له لم يعثروا على أي آثار تشير لهذا الأمر، ووجدوا آثار كدمات ورضوض، وهذا الأمر دفع الأجهزة الأمنية إلى البحث في سكة أخرى لكشف لغز الجريمة.

الأصحاب

وبدأت التحريات تأخذ مسلكا آخر، وتمت عملية البحث والتحري عن لعب أطفال وسقوطهم من أعلى العمارات السكنية المهجورة التي لا تزال قيد الإنشاء، وبالاستعانة بكاميرات المراقبة المتواجدة بمسرح الجريمة، بدأت خيوط الجريمة تنكشف، خاصة بعد ظهور الجاني بصحبة الضحية.

وبتضيق الخناق على مرتكب الواقعة، أدلى باعترافات تفصيلية أمام ضباط البحث الجنائي بمديرية الأمن بقنا عن الواقعة، وقال: "قمت باستدراج أحمد بحجة اللعب سويًا، ذهابه للسوق لشراء بعض احتياجات المنزل، لكنه رفض بحجة تأخره على أسرته، وخوفًا من والده الذي قد يلومه على التأخير".

وأضاف المتهم خلال اعترافاته: "دخلت مع الطفل إلى العقار المهجور، وهو العقار الذي يعمل والدي حارسًا له، وحاولت الإمساك به من الخلف، أثناء محاولتنا اللهو، وذلك في محاولة مني للتعدي عليه جنسيًا واغتصابه".

وتابع: "عندما امسكت به بالطفل من الخلف، قام المجني عليه بالصراخ، ربطته بالحبال، وحاولت اغتصابه والاعتداء عليه، وعندما حاول الطفل كشف أمري بالصراخ والنواح والبكاء، قمت بخنقه بسلك كهرباء وألقيته من الطابق الأعلى بالعقار".

وأضاف المتهم، أنه عقب سقوط الطفل من الأعلى، قام على الفور بالعودة إلى الأسفل، لمعرفة ما حدث له، إلا أنه فوجئ بالدماء قد غطت المكان، ولفظ أنفاسه الأخيرة، ليقوم بعد ذلك بإلقاء الرمال فوق الجثة لدفنها، وازالة كافة الأدلة على الواقعة، ثم قام بوضع باب خشبي فوقها لعدم التعرف على علامات السقوط.

واستطرد في اعترافاته: "رميت ملابسه وشبشبه، أمام منزل الجيران، لإخفاء الأدلة، وبعدها ذهبت إلى منزلي، وفكرت ما أفعل وخفت من انكشاف أمري".

تشييع جثمانه
ووسط حالة من الحزن ودعت أسرة أحمد والعديد من أهالي قنا الطفل في صندوق خشبي، بعد أن أدوا صلاة الجناز بمسجد السيد عبدالرحيم القنائي، وخرج والده يطلب من الجميع "الهدوء وعدم السرد تفاصيل القصة، وأنه يحتسبه عند الله شهيدا".

قاتل "طفل قنا" يعترف: "كنت عاوز أمارس معاه الرذيلة ورفض فقتلته"

وكانت أجهزة الأمن بمديرية أمن قنا، تلقت بلاغًا من أسرة الطفل منذ أيام قليلة، يفيد باختفائه عقب صلاة الجمعة من وسط مدينة قنا، حيث خرج من المنزل المجاور لمدرسة الراهبات بمنطقة الشنهورية لشراء بعض متطلبات المنزل من السوق الفوقاني المجاور للمنزل تاركًا تليفونه المحمول في منزل الأسرة، ولم يعد إلى المنزل مرة أخرى،وتم القبض على "ع. أ. ح" 17 عامًا، نجل حارس العقار المهجور الذي عثر بداخله على جثة الطفل مدفونًا بداخله بمنطقة السوق الفوقاني بمدينة قنا، بعد أن عثرت على الطفل أحمد سيف الأحمر، مقتولًا داخل منزل تحت الإنشاء "مهجور" بمركز قنا.
الجريدة الرسمية