رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

الكاتب المصري


وسط كم الخبل الذي نعيشه في تحطيم القيم وصور الهيبة وتعرية ما وراء الأسوار المحصنة من زيف وعبث. حالة من ضباب الأساطير وخرافاتها المغلفة بزرقة دخان الجوزة المصرية في غرزة متطرفة في عشة خوص على حافة نهر نيلي متعكر المزاج، سمعت هاتفا كمن يخصني أنا تحديدا بالحديث.


وسمعت الرعد تارة، وتارة أخرى سمعت وجعا مبحوحا من عمق ناي مقطوع من بدن غصن غاب سرقوه الخفر ليكون نبوتا في قبضتهم لتخويف الناس، ويكركر الدخان، أرأيت حكمة الرب الإلهية ها أنا ذا أغرد لأفضح مستورهم، يمكن تأتي عقولا تفك المسطور وتعرف رجسهم.

بدأ القلق يخيم على قلبي ويرتجف، ظنا أن ما أسمعه وما أراه من عبث مخيم على مشهد الغيط وأجواء العشة المغيمة بفعل فاعل من تمساح النيل المسعور. لعنته في سري، ونقشتها بعود حطب يابس على تراب المنقد: يا مسعور، أنا لا أخاف منك!

وعلى غرة شعرت بسيل أحمر يتسرسب من جبيني على أنفي على ذقني، هزني الفزع عندما شعرت بأني لست وحيدا في العشة وأن ثمة شخصا ما أراه يغرز سن غاب مدبب في عمق الجرح فيتحول الدم إلى حبر أحمر!

وسمعته يقول: بصفتي مصري، وإنسان في الغالب، بأي حق أو بأي قناع أكتب للناس عن الحب، وليد بصيرة النقد، عن الرفض للفسدة وما يصنعون من تفرقة وغل وكراهية بيننا. وكيف أقنع الناس عن الأمل في الغد وعن العدل وعن الله في القلب.

كل ما بين اليدين بوجهين وتمثيلية باهتة، وكل هذا صار في جملة العادة والعادي. كل يوم أرى وأحس بخواء مستغول مستقوي مسيطر مفسد مستبد في كل كلمة وفعل ينطقها سادة هذه البلدة وأتباعهم. وألاقي مصر جنة لهم، وجهنما لمن يقف لهم!

وجاءت النصيحة، ابق بصيرا وانحت في صخر أبدانهم البليدة، وحتما أخوات قرأ ستفهم وتضحك، وستلقى المرار طوفان يزلزل عروش "التناحة" والبلادة.

وعلى غفلة صحوت ورأيت الكاتب المصري متكتفا من خلاف ومرميا على جنب تحت أكوام التراب والاسم أنه في قصر منيف. لكن أصحاب القصر لا يدركون أن لتلاميذ جدهم العظيم مفردات مبتكرة تعبر عن الرفض وخرق الصمت والترهيب. مفردات تحرر صحراء ما يسطرون.
فلا تستهينوا بمكر (ن ۚ وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ)
Advertisements
الجريدة الرسمية