رئيس التحرير
عصام كامل

صناعة شيالات البلح.. "لقمة عيش" الغلابة في الصعيد (صور)

فيتو

"شيل يا خوص المحبة ورد المحبة اللي طرح في الغيطان.. زهر الجناين طرح والعطر مش واحد.. مع أن أصل الشجر طالع في غيط واحد".. كلمات غنائية وتراثية ترددها نساء يرتدين الجلباب الأسود ويضعن على رؤوسهن عيدان الخوص وبأيديهن خصلات الليف يضفرن الواحد تلو الآخر مع بعضهم ويصنعن ما يسمى بشيالات البلح.


"فيتو" زارت قرى نساء شيالات البلح للتعرف أكثر على طريقة عملهن والصعوبات التي يتعرضن لها جراء هذا العمل والأسعار وما توصلت إليه صناعتهن بعد ظهور شيالات حديثة مصنوعة من الصاج والنحاس.

يجلس الكثير من النساء في شارع ضيق مغلق لا يمر منه سوى النساء فقط، وبجوارهن الكثير من خصلات الليف والخوص ويكون في المقدمة كبيرة العمل كما يطلقون عليها وهي التي ترشدهن للعمل حسب كل نوع وحجم من تلك الشيالات.

وتقول هناء سالم، ستينية العمر، وهي من أقدم نساء الشيالات في قرية جراجوس التابعة لمركز قوص، جنوب محافظة قنا، إنها تعلمت تلك المهنة  من آبائها وأجدادها، ورغم أنها تزوجت وانجبت ابناء واحفاد إلا أنها لا تزال تعمل بتلك المهنة وعلمتها لكثير من الأجيال الموجودة في هذه المهنة حاليًا، ونوهت بأن العمل يبدأ عقب صلاة العصر وانتهاء جميع النساء من واجباتهن المنزلية، ويبدأن في صناعة الضفائر من الخوص والليف حسب المطلوب من الزبون فهناك البعض يفضل شيالات الخوص وآخرون شيالات الليف وجميعها من منتجات النخيل.

وتجاذبت أطراف الحديث معها العمة نور بدري، سبعينية العمر، التي تجلس بجوار الفتيات وهن يصنعن تلك الشيالات قائلة "الشيالات الحديثة لا تصلح للبلح وخاصة الرطب حتى لا يتغير طعمه الذي يكون له مذاق خاص وقت الجني من النخيل، اما الانواع الحديثه فتترك اثرًا غير مرغوب فيه وطعم يشبه الحديد والنحاس، مؤكدة أنه رغم قلة الطلب عليها في بعض المحافظات إلا أن الصعيد به أسواق مفتوحة لبيعها ويقبل عليها أصحاب مزارع النخيل.

بلد الـ2 مليون نخلة.. حكاية 60 يوما يقضيها أهالي المرازيق في جني البلح

ارتفاع أسعار المستلزمات
وقالت منى آدم، إحدى العاملات في المهنة، إن "المستلزمات ارتفعت بعض الشئ في الفترة الأخيرة فما كان بعشرة جنيهات وصل اليوم إلى مائة والخوص والليف وغيره في ارتفاع، وهذه المهنة متعبة وشاقة ومكلفة ورغم ذلك اسعارنا ليست مرتفعة وكل شيء بحسب حجمه وسعره والذي يبدأ من 10 جنيهات وحتى 30 جنيهًا".

وأكد منصور الراوي، أحد أصحاب مزارع النخيل، أن الشيالات الخوص والليف بالنسبة لنا أفضل بكثير من الشيالات الحديثة، وبعض الزبائن يطلبونها لأنها تحافظ على طعم ومذاق التمر وخاصة البلح الرطب، قائلا: "البلح الرطب يتحط في الخوص والليف بيبقي حلو زي ما هو مش بيتغير طعمه".
الجريدة الرسمية