رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

أول يوم "حضانة" بالزمزمية والشنطة.. كيف مر اليوم على "يارا" ووالدتها؟

فيتو

لم تكن والدة "يارا" الطفلة ذات العامين، تنوي إبعاد ابنتها عنها؛ وهي الطفلة الأولى للعائلة، و"قطعة السكر" التي تضفي طابعها الخاص ومذاقها الحُلو على أجواء المنزل مادامت متواجدة به، تلهو وتلعب أو تداعب أبناء الجيران والأقارب، إلا أن التصاقها شبه التام بها خلال الفترة الأخيرة، دفعها لتبدأ رحلة البحث عن حضانات تستقبل الأطفال دون الثلاثة أعوام، وتكون قريبة من المنزل، لتكون تحت عينها وتباشر متابعتها، ولكن مع دمجها داخل مجتمع جديد. 

 نجحت الأم  في إيجاد حضانة مناسبة ملحقة بساحة للعب والترفيه، فقدمت أوراق يارا بها، وكان الأسبوع المنصرم موعد دخولها الحضانة لليوم الأول. 

بالتأكيد كان اليوم شاقا على الأم وابنتها معا، خاصة أنها الابنة الأولى لها، واختلطت مشاعرها بين العدول عن القرار وإبقاء الصغيرة بجوارها عاما آخر أو التمسك بقرار دمجها داخل مجتمع يحوي عشرات الأطفال، علها تكسر الانطوائية التي أصابتها بعض الشيء.

لم يكن من السهل على الأم ترك يارا والعودة إلى المنزل مرة في اليوم الأول لها، لكن لم يكن هناك مفر من سلوك هذه الطريقة، فالابنة إن غابت عنها الأم مدة خمس دقائق فقط تصرخ وتبكي بشدة، ترفض الجلوس مع أحد من أبناء العائلة، ملتصقة التصاقا تاما بأمها، ويبدو أن الأم كانت هي أيضا ملتصقة بها، فبعد أن عبرت بها إلى مدخل الحضانة وسلمتها إلى المشرفة ورحلت، شرعت الأم في البكاء مدة وصلت إلى ما يقرب من الساعة، ليس قلقا على الصغيرة وسط مجتمعها الجديد، ولكن لأنها لأول مرة ستمر ساعات اليوم الأولى عليها في المنزل.


 ينتابها قلب شديد بشأن يارا؛ هل مازالت تبكي وتريد أن تغادر معها؟، أم هالها المشهد وتجمع الصغار حولها فتناست بشكل مؤقت وجود الأم؟.

الدكتورة رويدا على، إخصائية علم النفس السلوكي للأطفال، ترى أن ما مرت به يارا وكذلك من هم في مثل حالتها حينما يكونون الطفل الأول للعائلة، أمر طبيعي وبديهي أن يصابوا بالعزلة والانطواء حتى وإن كانوا في السابق يحبون التجمعات والتواجد وسط الأهل والأقارب، "طبيعي لأي طفلة في عمر عامين تكون متعلقة بوالدتها، خاصة لو كانت أول ابنة و"مش بتختلط بأطفال"، فهي لا تعرف غير مامتها، لذلك لما تبدأ ترسلها إلى الحضانة لفك عزلتها، يمكن أن تصاب بالصدمة بعض الشيء، و"ممكن تمتد في الأسبوع الأول للطفلة"، وينبع هذا الشعور من أن الطفل يشعر وكأنه لن يعود للبيت مرة أخرى، ولن يرى والدته ثانية، ويبدأ في إدراك العالم حوله كأنه زنزانة صغيرة حُبس بها، وسيظل كذلك.

دخلت يارا إلى صالة الألعاب في الحضانة، فسنها الصغيرة جعلت المشرفات يقصرون فترة تواجدها على اللعب والتواجد في حجرة الرسم مع الأطفال الذين يسبقونها في العمر بعام أو اثنين، اندمجت معهم، كفت عن البكاء، وانخرطت في اللعب، واستعادة نشاطها وحماسها مرة أخرى، كأنها في البيت وسط ألعابها البسيطة لكن هنا الخيارات أكثر وساحة اللعب أكبر. 

مرت الساعة تلو الأخرى، بينما يارا تحمل حقيبتها الوردية خلف ظهرها، تحاول أن تعتاد المشهد الجديد بأبطاله الكثيرين، أعمار مختلفة وشخصيات متباينة، عليها منذ تلك اللحظة أن تتعامل معهم.

ساعتين أو ثلاث على الأكثر هي المدة التي حددتها الدكتورة رويدا لتكون بداية دمج الطفلة في الحضانة بمجتمعها الجديد، حتى لا يصاب الصدمة التي تجعله يفقد الثقة فيمن حوله بما فيهم الأم نفسها، "ضروري نتفادى إنه يظل في الحضانة من الساعة 8 حتى الساعة 2 ظهرا، لابد أن تكون مدة الحضانة ساعتين فقط، ونقنعه إنه هيقعد شوية صغيرين وهترجع ناخده، ولمدة أسبوع هتفضل تعيط كل يوم شوية في الحضانة. 

وفي الأسبوع الثاني هنزود ساعة أو ساعة ونصف حتى نصل إلى أن الطفل بيلعب وبيرسم ويصاحب ناس جديدة، وكل مرة نفهم الطفل إن الحضانة جميلة وكل الناس هناك بتحبه وماما هترجع تاني تاخده البيت، وياريت منستسلمش لبكاء الطفل"، فهي ترى أن الطفل يستخدم أساليبه حتى ينفذ الأب والأم ما يريدون، فإذا بكى الطفل كثيرا على الأم، وفقا لرويدا،  فعلينا أن نتركه يبكي حتى يكف عن البكاء من تلقاء نفسه، "مينفعش نستسلم لبكاء الطفل ونضعف أمامه فنأخذه ونرجع البيت، لأن الطفل عارف إنه لما يعيط كتير والدته هتعمل له اللي هو عايزه".

Advertisements
الجريدة الرسمية